فضيحة المنح الدراسية ليست مجرد سرقة.. كيف كشفت عن الطائفية ضد الجنوب؟

عدن الحدث / خاص

لم تكن جريمة المنح الدراسية التي يتصدرها أحمد الوصابي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مجرد جريمة تنم عن مدى توغل الفساد والمحسوبية، لكنها تعبر وبوضوح عن طائفية بغية يتعرض لها الجنوب. 

الحديث عن معلومة خطيرة كشفها أحمد عمر بن فريد رئيس فريق الحوار الجنوبي بالخارج، الذي قال إن حصة الجنوب من المنح الدراسية، تبلغ 7.2%. 

هذه النسبة المجحفة والظالمة هي ترجمة لحجم التهميش والإقصاء الذي تعرض له الجنوب على مدار الفترات الماضية، وتحديدا منذ سنوات فرض الاحتلال اليمني على الجنوب فيما بعد ما تعرف بالوحدة المشؤومة. 

وكانت قائمة مسربة من وزارة التعليم العالي تضمنت أسماء الطلاب المبتعثين في الخارج، قد فضحت جانبا من الفساد الإخواني بعدما تبين أن البعثات مخصصة لأبناء المسؤولين وتحديدا من أتباع حزب الإصلاح الإخواني الذي يفرض سطوته على النظام اليمني. 

وفيما أثار الكشف عن هذه الفضيحة الإخوانية المدوية غضبا جنوبيا عارما، كونه وثق حجم الفساد المستشري بين النظام اليمني، فإن الأمر يلفت الأنظار كذلك إلى حجم الطائفية التي يتعرض لها الجنوب من قِبل قوى صنعاء الإرهابية ضد الجنوب منذ فترة الوحدة المشؤومة. 

تهميش الجنوبيين وحرمانهم من كل حقوقهم جزء مصغر من سياسات تتبعها قوى الاحتلال اليمني في مساعيها لارتكاب جريمة سطو على الجنوب بأكمله في واحدة من أبشع جرائم سرقات الأوطان. 

وعلى غرار المنح الدراسية، حُرم الجنوبيون لفترات طويلة من الوظائف والرعاية وأجبروا على ترك منازلهم وذلك ضمن مخططات قوى الاحتلال الساعية لإحداث تغيير ديمغرافي في الجنوب بالكامل.