بتشجيع إماراتي.. طلاب يمنيون يبتكرون روبوتاً صغيراً للكشف عن الالغام الحـوثية

عدن الحدث - خاص :

ابتكر طلاب من جامعة تعز في اليمن روبوتاً صغيراً كاشفاً للألغام التي تزرعها ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، ليساعد على كشف الألغام وحماية فرق نزعها و تجنيبهم المخاطر أثناء عملية الكشف بشكل آلي.

في آخر إحصاءات لضحايا الألغام في اليمن الصادرة عن وزارة حقوق الإنسان تجاوز عدد القتلى جراء الألغام التي يزرعها الحوثي 1200 مدني، و2500 آخرين أصيبوا بإعاقات دائمة حتى الآن وتتصدر مدينة تعز المركز الأول في أعداد ضحايا الألغام.

عامر الزريقي، وهو أحد الطلاب الذين قاموا باختراع الروبوت الكاشف للألغام، قال في تصريح لـ«البيان»: إن الفكرة لم تكن صدفة عابرة، ولكنها مطلب استدعته الظروف والمحن التي مر بها هو وزملاؤه وسط مدينة تعز المحاصرة التي زرعت ميليشيا الحوثي شوارعها وأحياءها ومنازلها بالألغام.

وأضاف عامر أنه عندما عاد إلى الجامعة هو وزملاؤه لاستئناف الدراسة بعد تحريرها في مارس من العام 2016، وجدوا فريق نزع الألغام يقوم بالكشف عن الألغام المزروعة في ساحات وأسوار الحرم الجامعي، ولاحظوا أن التقنيات المستخدمة هي تقنيات بعضها يدوية وأخرى بدائية، وهنا بدأت الفكرة في محاولة تكريس الجهود العلمية التي يتلقونها من الدراسة في كلية الهندسة قسم الميكاترونكس والعمل في مشروع تخرجهم على ابتكار يعمل على تحييد الإنسان وعمل روبوت آلي يقوم بالدخول إلى حقول الألغام وتجنيب الإنسان خطر الدخول لها من أجل كشف الألغام والبحث عنها، ليكون دور الإنسان فقط هو نزعها بالطرق الآمنة.

تحييد الإنسان

ويقول محمد عبدالسلام، وهو أحد فريق الابتكار، لـ«البيان»، إن الروبوت يعمل على الدخول إلى حقول الألغام ويقوم بتفحص المنطقة وفق خوارزمية معينة ومسار يحدد بشكل آلي يقوم بالبحث أولاً عن المعادن وبعدها يقوم بفحص نوعية المادة المرافقة لهذا المعدن هل هي مواد متفجرة، فيقوم بعمل علامة لتحديد موقع اللغم لفريق الألغام لكي يتم نزعه.

تشجيع إماراتي

شارك عامر وزملاؤه بهذا الابتكار في مسابقة الشيخ خليفة بن زايد للعلوم والابتكار، والتي أقيمت في ديسمبر الماضي وتفوق ابتكارهم على المشاريع الهندسية والابتكارات المشاركة، ليحصد المركز الثاني في المسابقة وتم تكريمه من قبل الهلال الأحمر الإماراتي الراعي لهذه المسابقة بمبلغ مالي تشجيعي.

وقال الزريقي لـ«البيان»: إن الهلال الأحمر الإماراتي كان من الجهات الوحيدة، التي شجعت هذا الابتكار وطلب من الجهات الرسمية والمنظمات المتخصصة دعم ابتكارهم من أجل تطويره وإدخاله في ميدان العمل ليواجه كافة الظروف البيئية المختلفة كون تكاليف القطع، التي يستخدمها باهظة ومكلفة ولا يستطيع التكفل بها شخصياً في ظل الإمكانات الشحيحة.