بدعم الإمارات وحنكة قيادتها..."حضرموت" تجسد نموذجم

عدن / اسلام السالم

تنمية واعمار وتأهيل للطرقات واستعدادات لعودة الرحلات الى المطار ، هاهي محافظة حضرموت اليوم ومنذ دخول قوات النخبة الحضرمية في الرابع والعشرين من أبريل -يوم النصر الحضرمي الأغر- تشهد تنمية مستدامة ومشاريع تسير بوتيرة عالية لم تعهدها المحافظة بوقتٍ سابق. المحافظة اليمنية الوحيدة التي تجاوزت ما تمر به الامم من حالة حرب فرضتها المليشيات الحوثية الانقلابية وكذلك الازمات السياسية التي تشهدها عدن والمهرة ، ودخول البلد نتيجة للعبث الحوثي في معترك سياسي متأزم وحالة معيشية واقتصادية صعبة ألقت بظلالها على مجمل الحياة العامة ، لكنها على مايبدو لم تؤثر على حضرموت وابنائها. *- نموذج إستثنائي..وقيادة رشيدة* "محافظة بالشرق لم ترضخ لكل تلك المعوقات بل قامت وبتكاثف الجميع يداً بيد نحو النهوض بها" هكذا تحدث الاعلامي الحضرمي بوعيران، وكان يقصد بحديثه محافظة حضرموت التي تعد نموذج استثنائي بين جميع المحافظات اليمنية والمحررة وعلى جميع الأصعدة. تفوقت حضرموت الجوانب الاقتصادية و المعيشية و الأمنية و حتى الاداء الاداري للمرافق الحكومية وسهولة التعامل والتخليص في ظل وضع مرير تشهده اليمن عموماً وغياب الحكومة الشرعية أو أن شئت فقل "حكومة الفنادق" عن ممارسة عملها ومعاملات المواطنين. كل هذه الانجازات التي حققتها المحافظة تأتي بفضل القيادة الرشيدة بزعامة قائدها اللواء الركن فرج سالمين البحسني او كما يحب ان يسميه ابناء المحافظة بانه (ملهم الشعب الحضرمي)، فقد استطاع بفتره وجيزة من انتشال الوضع المحافظة اقتصادياً وامنيا وادارياً ليجعل محافظة حضرموت نموذج في كافة المجالات وقبلةً ومحط أنظار الجميع داخلياً وخارجياً، و باتت توصف محافظة حضرموت بأنها قبلة للجميع من مختلف المحافظات ومكاناً للتعايش والمواطنة المتساوية ومقصد للمنظمات الخارجية والمنظمات الدولية. *- نقلة نوعية مستمرة* اليوم، وفي سياق الجهود التي تبذل لإعادة تأهيل شبكة الطرقات المتهالكة، وإنشاء جسور جديدة خلفاً للمتضررة من السيول تستمر أعمال إعادة تأهيل بعض الطرق وإنشاء الجسور للاسباب السابقة بالاضافة الى التخفيف من الازدحام في المدينة، وتواصل الجهات المختصة العمل في جسر أمبيخة وجسري حلة وابن سيناء، وطريق 40 شقة وديس المكلا وشارع الستين . كما يتم العمل في الخطوط المحاذية لإعادة تأهيلها، لتسهيل حركة المرور والتخفيف من حدة الزحام في الشوارع. وفي المقابل، بدأ العمل على إستئناف الرحلات في مطار الريان الدولي الرحلات القادمة والمغادرة من وإلى المطار وذلك بعد نحو 5 سنوات من التوقف جراء الأضرار التي لحقت به أثناء سيطرة تنظيم " القاعدة " على ساحل حضرموت في عام 2015. منذ بزوغ الرابع والعشرين من أبريل - عام 2016م ، انتهزت السلطة المحلية لتوظيف كافة الدعم المقدم للمحافظة و الإمكانات لتنعكس بشكل يلبي تطلعات المواطنين للعيش بسلام ورخاء وامن وطمأنينة تشهدها محافظة حضرموت المترامية الأطراف. ان النقلة النوعية في البنية التحتية والمشاريع المتواصلة الى يومنا هذا الا خير دليل وبرهان وماذكرناه بالفقرات ليس الا غيضٌ من فيض! ، فهنالك مشاريع عملاقة في البنية التحتية والجسور والطرقات ولعل اخرها مشروع طريق الضليعة يبعث الذي كان حلم يراود سكان المديريتين النائيتين ليحقق لهم هذا الحلم بتوقيع اتفاقية لسفلتت الطريق وجعلها مسلكاً لجميع المسافرين وبدء الاعمال فيه. *- جهود إماراتية* يتواصل الدعم السخي من الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة لمحافظة حضرموت وتوفير جميع أوجه الدعم العسكري والاغاثي والخدماتي. الاستقرار الامني وتحسن الخدمات فتح الباب امام الاستثمار والمستثمرين وسهل جميع الاجراءات المتعلقة به لنرى توافد عدد كبير من المستثمرين وتوقيع عدد من المشاريع المستقبلية التي سيبدأون بها على الفور في ظل تسهيلات من المحافظ البحسني سعيا منه ان لا تتكرر نفس الاخطاء الاستثمارية بالأعوام التي مضت والتلاعب بالقطع والامتيازات التي منحت للمستثمرين ولم تشهد اي عمل فيها. الامارات الشقيقة لم تقطع للحظة ذلك الدعم بل كان متواصلا ومستداما وفقاً لتوجيهات القيادة الاماراتية ممثلةً بسمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان الذي كان متتبعاً لكل صغيرة وكبيرة بمحافظة حضرموت وموجهاً بمنحها عناية خاصة. *- رأي عام* كشف الاكاديمي في جامعة حضرموت سالم باسندوة لعدن تايم عن أن سبب النهضة في حضرموت هو وعي الشعب بدرجة أولى وثم بعدها يأتي القيادة الرشيدة، ساردا عددا من القصص أبرزها حكاية الشاب "محمد باحبارة". محمد باحبارة، شاب ثلاثيني من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، يحاول بجهد ذاتي تطوعي وبإمكانيات شخصية منذ أربعة أعوام تقديم ما يمكن لمساعدة المرضى والمحتاجين بالمحافظة، يحكي محمد قصته مع العمل التطوعي وبدء مبادرته "سفراء السعادة" بعد أن شاهد طفلة عمرها 6 أشهر في الحي الذي يسكنه كانت مهددة بالشلل التام والإعاقة نظراً لعدم قدرة والدها على تحمل تكاليف علاجها. وفي حوار صحفي اجراه المحافظ البحسني اشاد بتماسك مجتمع حضرموت أثناء سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على أجزاء من المدينة، واتفاقهم للحفاظ على ثروة المحافظة من خلال تأمين المنشآت النفطية، لافتاً إلى أن هذه العناصر أرادت عند سيطرتها على ساحل حضرموت، الوصول إلى منابع النفط ومقار الشركات النفطية، لكن قبائل حضرموت، خصوصاً حلف قبائل حضرموت، اصطفوا صفاً واحداً للدفاع عن الشركات والمنشآت النفطية، وتمكنوا من حمايتها. ويوضح أن "حضرموت كانت أولى المحافظات النفطية التي رفدت الحكومة اليمنية بالموارد المالية، خصوصاً بعد تحريرها من الإرهاب، واستفادت المحافظة من قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بتخصيص نسبة 20 % من إجمالي المبيعات، وصحيح أنها نسبة ضئيلة مع مكانة حضرموت ومساحتها الكبيرة، لكن نعتبر ذلك خطوة جيدة ومكنتنا من إحداث تنمية، بتسخير تلك المبالغ للنهوض بوضع الخدمات نحو الأفضل، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه والتربية والتعليم والصحة والنظافة" ويضيف المحافظ، "الاستقرار الأمني في حضرموت مكّن بقية الشركات النفطية، خلال الأشهر القليلة الماضية، من إعادة العمل في القطاعات النفطية المخصصة لها، بعد أن كانت شركة (بترو مسيلة) المملوكة للدولة، الوحيدة التي بدأت العمل عقب تحرير المكلا". *اخيرا،* فان محافظة حضرموت وبفضل قيادتها الرشيدة والدعم الاماراتي تجاوزت كل المحن والحروب و أصبحت اليوم درة من الدرر وبيئة خصبة للاستثمار والتنمية والتأهيل وتوفر الوظائف، واستقطبت الجميع من الداخل والخارج ، فهل يا ترى سنرى السلطات المحلية في المحافظات المحررة تسير على ماسارت عليه حضرموت وشعبها وقيادتها أم ستظل تلك المحافظات في "نوم عميق" ؟