الصحافة الفرنسية: كورونا يهدّد حياة النازحين اليمنيين

في تقرير لها الخميس، بعنوان "فيروس كورونا يهدد حياة ملايين النازحين في اليمن"، قالت وكالة الصحافة الفرنسية، إنه منذ وصول فيروس كورونا المستجد إلى البلاد، بات الآلاف من سكان مخيمات النازحين يعيشون حالة من الخوف والقلق، لا سيما في ظل صعوبة الحصول على مياه نظيفة وتطبيق إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي. وأضاف التقرير أنه "بعد نحو ست سنوات من الحرب بين قوات الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين المدعومين من إيران، بات ملايين اليمنيين على حافة المجاعة في بلد يهدّد تفشي الفيروس فيه بكارثة في ظل أسوأ أزمة انسانية في العالم". وأشار التقرير إلى أن اليمن يشهد انهياراً في قطاعه الصحي بعد سنوات الحرب تلك، فيما يعيش نحو 3.3 ملايين نازح من بين 27 مليون مواطن، في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة. وذكر التقرير أنه "لطالما حذّرت المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة من أن تفشي الفيروس في اليمن الخاضع لحصار بري وبحري وجوي من التحالف، سيكون بمثابة كارثة بشرية". وتابع "قد تشكّل مخيمات النازحين بيئة خصبة لانتشار الفيروس، مع افتقارها للنظافة الشخصية ووجود عدد كبير من السكان في مساحات ضيقة". ونقل التقرير عن مديرة مشاريع منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن والعراق والأردن كارولين سيغين قولها إن "فيروس كوفيد-19 قد ينتشر بسرعة كبيرة خصوصاً في الأماكن المزدحمة مثل المدن والمخيمات المخصصة للنازحين". وأضافت سيغين أن العيش في أماكن ضيقة وسط افتقار لمقومات النظافة "يصعّب عملية العزل أو حتى غسل اليدين". وأردفت "النازحون هم غالبا فقراء ما يعني أنه يستحيل عليهم أن يبقوا في منزل بينما ينتشر الفيروس، عليهم أن يخرجوا ليجنوا لقمة عيشهم". وأوضح التقرير أن عشرات المخيمات تتوزع في مناطق متفرّقة من البلد المجاور للسعودية وعمان والمطلّ على باب المندب حيث تقع في الضفة الأخرى في إفريقيا دول يهاجر مواطنوها الى اليمن أملا في بلوغ دول مجلس التعاون الخليجي الثرية للعمل فيها، بينها الصومال وإثيوبيا. وأفاد بأنه "رغم الحرب، يستضيف اليمن بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نحو 280 ألف شخص من اللاجئين وطالبي اللجوء، من ضمنهم ثاني أكبر عدد من اللاجئين الصوماليين في العالم، وهو 254 ألفاً". وبيّن التقرير أن كثير من هؤلاء اللاجئين يعيشون في مخيّمات عشوائية. وتحدث التقرير عن مساعي السلطات اليمنية إلى تثقيف السكان بمديرية الخوخة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في غرب البلاد، للوقاية من الفيروس خصوصاً في مخيمات النازحين، وبينها مخيم الوعرة حيث تعيش 600 أسرة نازحة. وبحسب التقرير يدرك النازحون في المخيم مثل صلاح درويش إمكانية تفشي الفيروس في بيئتهم، حيث قال "نحن خائفون على أطفالنا ولدينا مسنّون ونحن في مكان ناء"، مضيفا "قد ينتشر الوباء كالنار في الهشيم". فيما قالت نسيمة أحمد "لسنا مستعدين لكورونا لأن ليس لدينا أي شيء لتخزينه". وأضافت "نحتاج لتخزين الطعام في حال فرض حجر صحي"، ومضت قائلة "أنا خائفة. أخاف على أطفالي خصوصا أن كورونا يؤدي للوفاة".