مصائب تجمعت لتحيط بعدن من الجهات الأربع الأحد

كتب / أحمد عمر حسين

للناس الطيبين وأهالينا في عدن نقول لهم حافظوا على ماتبقى من المؤسسة العامة للكهرباء فأنتم تعيشون في وضع إستثنائي ، حرب متواصلة منذ ست سنوات ، وبنية تحتية مدمرة ، ومجاعة وإنتشار للاوبئة والامراض . كل هذه المصائب تجمعت لتحيط بعدن من جميع الجهات الأربع . الشبكة الكهربائية متهالكة وعمرها الافتراضي تجاوز الزمن المسموح به ، والتوليد اقل من الطلب بسبب التوسع المتلاحق في المدينة ، حيث تم التوسع عمرانياً بحجم يفوق حجم المدينة سابقاً ، وهذا الظرف الاستثنائي يحتم على المواطنين ان يثوبوا إلى رشدهم وان يزيد حرصهم للحفاظ على ماتبقى ، وإن يتحرروا ثانياً من عبودية الأنا .. فالمؤمن الحقيقي لايكون مؤمنا حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه ، والمسلم الحقيقي من سلم المسلمون من لسانه ويده . ولكننا نرى هنالك وهناك من يربط منزله بخطين من الكهرباء حتى لاتنقطع عليه الكهرباء ، وغير مبال بالعبئ الاضافي الذي حمّله للخط الآخر والذي شبك منزله منه ، وهناك للأسف من يتبع سياسة( مدوا واشبكوا لي وسأشبك لكم من خطنا ) !! للامانه ان هذا الاسلوب التخريبي والاناني والذي اهلك المولدات والكيبلات والفيوزات ، هو حرابه متعمده ، لأنك تعتدي بذلك على خطوط اخرى ليست من حقك بل هي مخصصة لاحياء اخرى ، وبعملك هذا تسرق من حصتهم وتزيد من الاعباء على الخط مؤدياً الى اعطاب كثيرة بسبب الحمل الزائد أو الراجع من التيار . إن التمادي في مثل هذه الاعمال هو تخريب حتى وإن لم تقصد ذلك ، ونحن نعيش في وضع متردي ، والمدينة حارة جداً وحارة فقط ، وليست ذات جو بارد اومعتدل ، وإذا تمادى المواطنون في مثل هذه الاعمال فستخرب الشبكة وتنتهي تماما ، ونهلك جميعاً من الحر والرطوبة والامراض ، ولن تحصلوا بعدها على ماء للشرب او الاستخدامات الأخرى ، فحقول المياه والماء لايضخ ويصل اليكم الا بواسطة الكهرباء . وطلبنا من الجميع هو الحفاظ على الموجود والرضى بقسمة الوقت بين تشغيل واطفاء كلً بحسب دوره ، وقد اصبح هذا الامر حتمي في ظل هذه الظروف إلى ان تنجلي الغمة التي نرزح تحتها جميعاً . ومن اراد ان لايطفأ منزله فعليه ان يعمل كما امرنا الاسلام .. وان يبحث عن حل لايضر باخوانه في الخط الآخر ، وهناك بالتاكيد بدائل اخرى مثل الطاقة الشمسية والبطاريات والشواحن لحل مشكلة وقت دورك في الاطفاء .. اما الذهاب لحل مشكلتك على حساب غيرك مودياً الى هلاك وتخريب خطهم يعتبر تعدياً واعتداءً ، وعليك ان تفهم هذه الحقيقة وليس التعنت اوالتمسك بالانا والمكابرة والعنجهية طريقة للعيش المشترك ، بل هي الفتنة والتدمير ونشرالفوضى . من جانبهم المساجد وخطباء المساجد للأسف لايتداولون هذه المعضلة ولايعطونها من الاهتمام الوقت الكافي ، فنحن مسلمون والمسجد دوره حيوي وكبير في ارشاد الناس وتنبيههم بل وزجرهم ان لزم الامر .. ولذلك اتمنى من جميع خطباء وأئمة المساجد ان يولون هذا الأمر جل الاهتمام . السلطة المحلية ايضاً عليها واجب الردع لمثل هذه التجاوزات من قبل بعض المواطنين ،كما انها يجب ان تكون خير عون للمؤسسة العامة للكهرباء وان لاتتداخل سلطاتها مع سلطات مؤسسة مستقلة وذات طبيعة فنية خاصة ، حيث وانها المكلفه بالمد والقطع في حالات الاعتداءآت ، وكذلك هي المعنية بالربط وفقاً وامكانيات الشبكة من حيث التوليد او التوزيع اوتنظيم الاحمال الكهربائية بطريقة فنية صحيحةوعادلة . ختاماً اخي المواطن لاتكن انت من يخرب ماتحت يده الآن من امكايات بسيطة ، بل يجب ان تكون اول المحافظين واول المسددين لفواتير استهلاكك ، فالكهرباء لاغنى لك عنها مثلها مثل الماء في ظل الوضع الحار والرطوبة العالية التي نعاني منها جميعاً .. وأتمنى كذلك ان تصل رسالتنا للجميع وان يستوعبها الجميع بمافيهم عمال وفنيي المؤسسة فهناك وللأسف بعضاً منهم ممن يساهمون في التخريب من خلال القيام بالربط العشوائي اوالمزدوج مقابل الفتات ، ولايدرك انه يدمر مؤسسته ومصدر معيشته هو واسرته ، وانها اذا تدمرت فانه سيضيع حق عشرات الالاف من موظفي المؤسسة ، واخيراً خذوا العبرة من شركة مصافي عدن التي وللاسف شارك ( بعض ) عمالها في تدميرها بطرق خفية والتفافية حتى اصبحوا يتسولون اليوم رواتبهم الضخمة بعد ان كانوا يرفدون خزينة الدولة بملايين الدولارات سنوياً