العرب : تعثر مشاورات الرياض حول تشكيل الحكومة الجديدة

عدن الحدث --العرب

قالت صحيفة العرب الصادرة في لندن في عددها الصادر أمس الأحد عن مصادر سياسية يمنية "إن المشاورات الجارية في العاصمة السعودية تعثرت حول تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة معين عبدالملك نتيجة تصاعد الخلافات بين الأطراف الموقّعة على اتفاق الرياض حول شكل الحكومة القادمة، وانعكاس التوتر العسكري في أبين على مجريات المشاورات". وعاد التوتر السياسي والإعلامي بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في أعقاب لقاء جمع رئيس المجلس عيدروس الزبيدي مع قيادة ما سمي "الجالية الجنوبية" في السعودية والخليج حسب الصحيفة. وجاء تعثر المشاورات السياسية مع تجدد المواجهات في أبين بين القوات الحكومية وقوات الانتقالي في الوقت الذي تترك فيه محافظة مأرب تواجه مصيرها لوحدها أمام هجمات الحوثيين. وقالت الصحيفة "إن مناطق عديدة في المحافظة شهدت مواجهات عنيفة، في أعقاب هجوم شنته القوات الحكومية وتصدت له قوات الانتقالي التي عززت وفقا للمصادر من مواقع تمركزها في خطوط المواجهات بمناطق الطرية وجبهة الشيخ سالم ووادي سلا". وأشار تقرير الصحيفة إلى شن نشطاء سياسيون وإعلاميون من جماعة الإخوان هجوما لاذعا على الانتقالي وقيادة التحالف العربي، على خلفية ظهور علم "اليمن الجنوبي" إلى جانب العلم السعودي في اللقاء، وهو ما اعتبره ناشطو الإخوان إشارة على دعم التحالف لمطالب الانتقالي، في ترديد للخطاب الإعلامي الذي دأبت عليه وسائل الإعلام القطرية للتشكيك في أهداف التحالف العربي لدعم الشرعية. وتوقع مراقبون أن تلقي الأحداث العسكرية المتسارعة في محافظة مأرب بظلالها على أجواء الحوار السياسي الذي تشهده الرياض، إضافة إلى بروز مؤشرات على نشوء تحالفات يمنية وإقليمية جديدة في ضوء نتائج المواجهات التي تشهدها المحافظة التي توصف عادة بأنها معقل حزب الإصلاح في اليمن ومركز ثقله السياسي والاقتصادي. واعتبر الصحافي السياسي عبدالوهاب بحيبح في تصريح أن "ما يجري من هجوم على مأرب مرتبط بما جرى سابقا من سقوط جبهات نهم والجوف، وهو حصيلة ست سنوات من الأخطاء والعبث وعدم إدراك لما يشهده الإقليم من تغيرات وتحالفات تظهر بشكل يومي". وأضاف أنه "ولتشتيت القوة فتحت معارك في صحراء الجوف القاحلة بإسناد نوعي، والهدف تسهيل دخول الميليشيا التي تدفع بالبشر إلى محافظة مأرب النفطية والغازية". ولا تبدي الحكومة اليمنية أيّ ردود فعل إزاء التطورات المتسارعة على الصعيدين اليمني والدولي، كما يتهم مراقبون قيادة "الشرعية" اليمنية بالتعامل بفتور مع التهديدات الحوثية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، في ظل اتهامات من القبائل في مأرب بخوضهم المعركة بشكل منفرد من دون الحصول على أيّ إسناد من قبل قوات الجيش الوطني التي يتواجد قسم كبير منها في محافظات شبوة وأبين وحضرموت. وأرجعت المصادر حالة الارتباك داخل الشرعية اليمنية، في التعامل مع الملفات الساخنة على الصعيدين السياسي والعسكري بأنها نتيجة لعوامل عدة من بينها ازدواج المصالح والتوجهات وتنامي الدور الذي يلعبه التيار القطري في الحكومة إضافة إلى تفشي الفساد وبروز طبقة من السياسيين الذي استطاعوا بناء شبكة مصالح عابرة للاصطفافات التقليدية، بعضها يرتبط بمصالح اقتصادية ومالية واجتماعية مع منظومة الفساد والنفوذ الحوثية.