. بعد 7 سنوات من التاهيل والتدريب.

الطفل المريض "عبدالله بافطيم" تنفجر مواهبه الخارقة

عدن الحدث/ باسل بامعس

على كرسي التوحد ، تحطمت ربما مقولة "العقل السليم في الجسم السليم" فبعد اضطراب ذهني ورعاش في الأيدي برزت مواهب جمه لطفل فجر مرضه مواهب خارقة لديه. الطفل "عبدالله بافطيم" (12)عاماً ولد في اغسطس من العام 2008م نشأ وترعرع في كنف أسرة بسيطة لأبٍ يعمل في البناء وأمٍ أهتمت بتربية ابنائها في المنزل، وتنحدر أصول أسرة عبدالله لعائلة عريقة يعود أصلها لمدينة الشحر إحدى أبرز مدن ساحل حضرموت وسمّيَ عبدالله بافطيم بهذا الاسم تيمنًا بجده "عبدالله قميدان" الذي اتسم بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة، وعمل الأخير في مصنع لإنتاج وتعليب الأسماك. "بعد حوالي عامان ونصف بدأت ألحظ تصرفات غريبة من ابني " هكذا تحكي السيدة ماجدة والدة عبدالله عن البدايات الأولى لاكتشاف إصابة أبنها ذو الاثني عشر ربيعاً بمرض التوحد. تقول السيدة ماجده " راودتني الكثير من الشكوك حول صحة ابني فنصحتني إحدى النساء بالذهاب به الى الطبيب النفسي أخذت طفلي إلى الطبيب النفسي الذي تعرف على حالته وقال لي أنه مصاب بالتوحد". صدمت كثيراً بتشخيص الطبيب ..تقول والدة عبدالله عندما عرفت أن ابنها يعاني من مرض التوحد وهي التي لا تعلم شيئا عن المرض فقررت بعدها أن تبقي ابنها في المنزل لعل حالته تتماثل للشفاء تروي أم عبدالله اللحظات الحرجة التي مرت بها" ازدادت حالته سوءًا بعد عامان من بقائه في المنزل فاتفقت بعدها أنا و زوجي أن نأخذ طفلنا إلى مؤسسة حضرموت للتوحد لعله يحظى بتأهيل أفضل وعلى أيدي خبراء يعيدونه إلى وضعه الطبيعي *7 سنوات من التأهيل والتدريب ..* أُدخل الطفل عبدالله إلى مؤسسة حضرموت للتوحد وهو في الرابعة من عمره وكانت لحظاته الأولى في المؤسسة صعبة جدا "قدم إلينا عبدالله وجعلناه لمدة أسبوع تحت المعاينة حتى نتأكد جيدا من حالته " تروي إخصائية تأهيل الاطفال بمؤسسة حضرموت للتوحد عن أول أيام عبدالله في المؤسسة وتقول الإخصائية (إيمان) إن عبدالله كان يعاني من رعاش في الأيدي سببه اضطراب في السلوك العام للطفل مما دفعنا لتكثيف الجهود لتعليمه وتأهيله وتتحدث الإخصائية حول تعليم عبدالله للغة العربية والرياضيات والرسم ولا تخفي الإخصائية حجم الجهود التي بذلت في المؤسسة لمدة 7 سنوات لتأهيل الطفل عبدالله كأكثر الاطفال اللذين عانوا من مشكلات متعددة وتضيف الإخصائية إيمان " كنا نواجه مشكلة في تعليم عبدالله الخط والرسم إلا أنني أصريت على تكثيف المحاولات مرارا وتكرارا حتى لاحظت أن لديه موهبه فطريه وهي الحفظ السريع لكل ما يقال أمامه" *عبدالله بافطيم ...بزوغ الموهبة* بعد سنوات من إدخاله إلى مؤسسة حضرموت للتوحد تشكلت لدى الطفل عبدالله بافطيم موهبة الحفظ السريع الذي تفوق بها على جميع أقرانه في الصف فكانت أمه تلاحظ على طفلها موهبة الحفظ لكل ما يشاهده على شاشة التلفاز تحكي السيدة ماجده باستغراب شديد موقفا غريبا حدث لها مع طفلها كل صباح أثناء جلوسه في المنزل تقول ماجده " كنت استيقظ كل صباح في وقت مبكر جدا واشغل التلفاز للإستماع للقران الكريم وسورة (البقرة) تحديدا فإذا بابني يجلس أمام التلفاز ويستمع إلى التلاوة ومع تكرار الأمر لعدة أيام وجدت ابني يحفظ السورة كاملة عن ظهر قلب ودون الحاجة إلى تلقين من أحد" أندهشت من موهبة طفلي .. تروي ماجده عن اللحظات الأولى لاكتشافها موهبة ابنها عبدالله وتكمل ماجده حديثها بالقول "هرعت لإخبار زوجي بالأمر واستبشر خيرا وبعدها لاحظنا أن عبدالله يحفظ سناريوهات مسلسلات الكرتون وأغاني الاطفال بسرعة فائقة " ويعد الطفل عبدالله بافطيم أكثر طلاب مؤسسة حضرموت للتوحد بعد تخرجهم صفاء للذهن حيث أوكلت إليه أنشطة حفل التخرج

*بهجة التخرج ومخاوف الانتكاسة ..*

أغلق الطفل عبدالله بافطيم عامه السابع في مؤسسة حضرموت للتوحد ليستفيق على تخرجه من مدرسة المؤسسة في حفل بهيج لتخرجه رفقة 9 أطفال اخرين أقيم بمدينة المكلا يركض عبدالله في محيط قاعة التخرج رفقة زملائه فرحا بحلته الجديدة التي ألبسته المؤسسة إياها إحتفاءً بتخرجه وعلى الجانب الأخر تجلس أمه السيدة ماجده رفقة طفليها الأصغر سناً من عبدالله وملامح البهجة تغطي محياها بعد 7سنوات من الكفاح مع طفلها تصف السيدة ماجده فرحتها بتخرج إبنها بالقول

" مبسوطة جدا لأني شفت ابني يتخرج بعد تعب السنوات الماضية

" وتتحدث ماجده عن مستقبل ابنها بعد تخرجه من مدرسة التوحد لتلحقه بالدراسة المنتظمة في الصفوف الدراسية الاعتيادية وتخشى ماجده على من انتكاسة طفلها في حالة إدخاله للمدارس العامة وخصوصا إذا ما تعرض لأي شكل من أشكال المضايقة. وعن مستقبل أبنها تقول أم عبدالله" أخبروني انني يجب ادخل طفلي لمدرسة خاصة حتى يحظى برعاية افضل ..لكن ظروفنا المادية لا تسمح وربما تجد لنا المؤسسة طريقة مع أحد فاعلي الخير لتكفل برسوم الدراسة" وتُعلق أم عبدالله الكثير من الآمال على ابنها الذي حول مرض التوحد الذي لازمه منذ الصغر إلى قصة نجاح يحتفى بها في الأوساط الشعبية.