أيدي عابثة لإفشال الحكومة الجديدة وتدمير المدينة

عدن الحدث -متابعات

تفاءل المواطنون بوصول الحكومة الجديدة إلى العاصمة عدن لتدير البلاد وتعمل على إنهاء الأزمات من خلال مباشرة مهامها لخدمة الشعب وتذليل الصعوبات التي تواجهه بعد ما حدث مؤخرا في بعض المحافظات المحررة. وصول الحكومة الجديدة لم يكن سهلا إثر الحادث الإجرامي الذي استهدف مطار عدن الدولي وسقط على إثره عشرات الشهداء والجرحى إلا أن صمود الحكومة وتماسكها وخلفها كافة القوى السياسية والشعبية كان له أثرا كبيرا أحبط محاولات من يقف خلف ذلك الهجوم الإرهابي الجبان. وبينما بدأت تظهر ملامح التحسن خصوصا في الجانب الاقتصادي وعادت الأوضاع للاستقرار كان هناك من يحاول إعادة الفوضى وتجديد الأزمات بهدف تعطيل العملية السياسية وإفشال اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي. وعقب فشل استهداف الحكومة عبر الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي لجأت تلك الجهات الحاقدة إلى اللجوء لأسلوب الإضرابات العمالية لتعطيل عمل المنشآت والمرافق الحيوية في عدن مستهدفة بذلك الشعب والحكومة ومدينة عدن الصامدة. وقد شهدنا خلال الأيام الماضية انعدام الوقود بسبب الإضراب في شركة مصافي عدن ليتسبب بشلل الحركة بالمدينة فيما كان المواطن الخاسر الأكبر من تلك الأزمة. وكذلك ما أعلنته ما تسمى باللجنة النقابية لشركة النفط بعدن المنتهية مدتها القانونية من إضراب عن العمل تزامنا مع الإضراب في المصافي إلا أن وعي وثقافة موظفي شركة النفط افشل دعوات التخريب وتعطيل المصالح العامة. ورغم لجوء أفراد من تلك النقابة وخلفهم من يدعمهم إلى محاولة اغلاق منشأة البريقة النفطية التابعة لشركة النفط بعدن بالقوة الجبرية إلا أن رفض منتسبي المنشأة لأساليب البلطجة وعدم مشاركتهم في تلك الدعوات التخريبية افشلها بساعته الأولى. وكانت تلك الدعوات في أعقاب مطالبة موظفي وعمال شركة النفط بعدن بتغيير أفراد النقابة المستمرة في موقعها منذ 17 عاما في مخالفة صريحة للقانون وبات أفراد تلك النقابة بحسب مصادر عمالية في الشركة ينفذون أجندات خارجية لتعطيل العمل وتدمير صرح اقتصادي شامخ ممثل بشركة النفط. وفي سياق مسلسل الفوضى أعلنت ما تسمى بنقابة المعلمين البدء بإضراب جزئي عن العمل والتهديد بالاضراب العام فيما لاتزال هناك دعوات للاضراب في موانئ عدن وبعض المرافق الأخرى. إن تسلسل تلك الإضرابات الفوضوية يفسر لنا بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أيادي خفية عابثة تهدف إلى إفشال التوافق السياسي وتعطيل عملية التنمية ودعم الاقتصادي وتعمل على تدمير مدينة عدن ومرافقها الحيوية. وكمثال بسيط فإن دعوات الاضراب وتعطيل العمل في شركة النفط بعدن دون وجود مبررات مقبولة يؤكد لنا أن من يقف خلف تلك الدعوات التخريبية يعمل كأداة بيد قوى حاقدة لا تريد الخير لمدينة عدن اولا وشركة النفط ثانيا. وكما نعلم فإن شركة النفط بعدن لاتزال متماسكة وقوية رغم الحرب ومحاولات التهميش التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية ولكنها صمدت بجهود وإخلاص من قبل قيادتها ممثلة بالاستاذة انتصار العراشة وكافة موظفيها الشرفاء والمحبين للشركة ومدنيتهم الغالية "عدن". ونستنتج من ذلك أيضا أن تلك الأيادي العابثة وخلفها القوى التخريبية تعمل من خلال أجندات مسيسة لتدمير شركة النفط بعدن ذلك الصرح الاقتصادي الشامخ والعنوان البارز لمدينة عدن والوطن مثل ما تحاول أيضا تدمير باقي المنشآت الحيوية ومنها المصفاة والميناء وتعطيل العملية التعليمية لإغراق جيلا كاملا في الجهل والفوضى. وفي وقتنا الحالي وما تمر به بلادنا من أوضاع يتطلب تماسك الجميع والتصدي لدعوات التخريب والفوضى وإفشال المخططات التدميرية والوقوف صفا واحدا مع الحكومة للعمل على إنقاذ الاقتصاد وحل الأزمات وتقديم الخدمات للمواطنين.