رغم الصعاب.. "زينة" رمضان تملئ شوارع عدن وتدخل البهجة إلى قلوب سكانها

عدن/أ رم نيوز
امتلأت شوارع عدن وأزقتها، مؤخرا، بمظاهر الزينة والأنوار المبهجة والفوانيس المضيئة؛ احتفاء بحلول شهر رمضان المبارك.
يأتي ذلك في وقت، يعيش فيه سكان العاصمة عدن،  ، أوضاعا معيشية متردية، ومعاناة حياتية قاسية؛ بسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، وانعدام صرف رواتب الموظفين والعمال في قطاعات مختلفة.
ولا يقتصر ذلك فقط على معاناة ”العدنيين“، إذ إنهم يواجهون مشاكل أخرى، مثل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وغياب شبه تام للمشتقات النفطية، وخصوصا مادة الغاز المستخدمة للطبخ المنزلي التي في حالة توافرها، يتم بيعها بأسعار باهظة.
ورغم ذلك، فإن المعاناة التي يتجرّعها أبناء عدن لم تمنعهم من التعبير عن فرحتهم بحلول رمضان، وذلك من خلال انتشار زينة الشهر المبارك، في شوارع المدينة وأزقتها، وفي منازلهم وعلى جدران مبانيهم السكنية، وعلى واجهة المحال التجارية.
وعرف الأهالي في عدن الاحتفاء بحلول شهر رمضان، بهذه الطريقة، في السنوات القليلة الماضية، وتحديدا عقب حرب صيف العام 2015.
ويزداد الإقبال الشعبي على هذا الأمر، بشكل كبير سنويا.
”أجواء بهجة في مدينة منعدمة الخدمات“
يقول الصحفي عبد الرحمن أنيس: ”تضفي مظاهر زينة رمضان في الشوارع والمنازل جوا من البهجة والفرح باستقبال الشهر الفضيل، في مدينة تعاني من انعدام أبسط الخدمات الضرورية“.
ويضيف أنيس، لـ“إرم نيوز“: ”يصر المواطنون في عدن على اقتناء الزينة الخاصة بشهر رمضان، وتعليقها على جدران منازلهم وأمام أبواب بيوتهم وفي الشوارع والحارات، في رسالة منهم تدل على تشبثهم بالحياة ومظاهر الفرح، على الرغم من كل ما يحيط بحياتهم المعيشية من بؤس“.
ويشير إلى أن ”أسعار زينة رمضان، هذا العام، مقبولة وغير مكلفة على المواطن العادي، وبالتالي لا تعد هذه نوعا من الإسراف أو التبذير“.
ويلفت أنيس إلى أن ”مظاهر زينة رمضان جديدة بالنسبة إلى مدينة عدن، إذ انتعشت بعد حرب 2015 تحديدا“.
ويرجع الأمر إلى ”سفر أفواج من اليمنيين بعد الحرب إلى جمهورية مصر العربية للعلاج، حيث تم استلهام مظاهر الزينة من احتفالات المصريين بقدوم الشهر الكريم“.
”أنستنا جزءا من همومنا“
ويتفق الإعلامي علي بن عامر، مع أنيس على الأمر، معتبرا أنه ”إيجابي؛ كونه أضفى شعورا جميلا في أوساط المجتمع“.
ويضيف بن عامر لـ ”إرم نيوز“ أن ”مظاهر زينة رمضان من الأشياء التي تزرع في نفس الإنسان نوعا من البهجة والسرور، خصوصا عندما تكون الكهرباء منقطعة لساعات طويلة عن المدينة، والشوارع مظلمة“.
ويتابع: ”فتشاهد أنوار هذه الزينة – التي تشتغل عادة بالبطاريات – مضيئة وتتبدل ألوانها بشكل مستمر. هذا الأمر يحفّز في داخلنا الكثير من المعاني الجميلة، وتنتابنا سعادة غامرة وغير طبيعية“.
ويشير إلى أن ”زينة رمضان أنستنا جزءا من الهموم والمشكلات التي نعاني منها في هذا البلد، إذ أضْفت على المزاج العام حالة من الارتياح والشعور بالإيجابية، ولو بدرجة بسيطة“.
ويرى بن عامر أن ”المجتمع العدني بشكل خاص، واليمني عموما، مرتبط ارتباطا وجدانيا كبيرا بشهر رمضان المبارك، لما يحمله هذا الشهر من روحانية ومكانة خاصة في ديننا الحنيف“.
ويمضي قائلا إن ”رؤية مظاهر الزينة قبل حلول رمضان، تجعلنا تواقين إليه ومترقبين أيامه ولياليه بكل لهفة وشوق“.
بدورها، تقول الصحفية غيداء الناخبي: ”تضفي مظاهر الزينة في الشوارع والمنازل؛ احتفاء بقدوم رمضان المبارك، مشاعر من الشوق والحنين، فتتأجج المشاعر ويحتفل القلب بالقرب من موعد الصيام والقيام“.
وتضيف الناخبي، لـ“إرم نيوز“، أن ”شريحة واسعة من الناس تحرص على شراء زينة رمضان كحرصها على شراء المواد الغذائية والمستلزمات الخاصة بهذا الشهر، والتي تختلف عن بقية شهور السنة، خصوصا أن هذه الزينة تتوافر بأسعار مناسبة وغير مكلفة“.
وتلفت إلى أن ”زينة رمضان، وما تضفيه من مشاعر إيجابية بين أوساط الناس، جعلت الكثير منهم يلجأون إليها للتخفيف على أنفسهم من وطأة معاناتهم بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة“.
التمسك بالعادات
من جانبها، تقول الناشطة في خدمات المجتمع المدني شفاء باحميش: ”في كل عام، ومع قرب شهر رمضان، تبدأ الأسواق بالازدحام وتكثر في المحال بيع الزينة لاستقبال الشهر الفضيل“.
وتضيف باحميش لـ“إرم نيوز“: ”من وجهة نظري، إنها من العادات العفوية الطيبة التي لا يزال الناس متمسكين بها، وتشعرنا جميعا بأن هناك شهرا مميزا في السنة ويستحق التأهب والاستعداد له حتى بأبسط ما لدينا، وإن كانت الظروف صعبة“.
وتلفت إلى أنه ”على الرغم من المعاناة المعيشية التي يمر بها الناس، من انعدام أبسط مقومات الحياة الخدماتية وغيرها، فإن الجميع لا يزال قادرا على أن يوفر لنفسه حياة فيها شيء من الأمل والانتعاش،
وتختم قائلة، إن ”مظاهر استقبال شهر رمضان تعد من الأمور التي تبث في الناس الروح، وأتمنى ألا تختفي مثل هذه المظاهر، من زينة ضوئية بأشكال وألوان مختلفة، لا سيما في وقت يفتقد فيه الجميع خدمة الكهرباء، فتعطي هذه الزينة ضوءا جميلا ينعش روح كل من يشاهدها“.