محمد بن زايد رجل الإمارات القوي ورائد التحديث فيها

وكالات
 
يعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي اختير، اليوم السبت رئيسا لدولة لإمارات العربية المتحدة، رجل البلاد القوي وحاكمها الفعلي الذي يقف وراء صعودها الدبلوماسي وباني جيشها منذ سنوات.
تلقّى الشيخ محمد، الذي يهوى كرة القدم، تدريبا عسكريا،. وكان القوة المحركة وراء الكواليس في أبوظبي، عاصمة الدولة، طوال السنوات الماضية، منذ إصابة الشيخ خليفة بن زايد بجلطة دماغية في 2014. قبل أن يتسلم السلطة اليوم غداة وفاة أخيه الشيخ خليفة الذي تولى الحكم في 2004. كما تولى حينها الشيخ محمد ولاية العهد.
ومحمد بن زائد، البالغ من العمر 61 عاما، هو ثالث أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات. وشغل أيضا منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لأبو ظبي.
ولد ومحمد بن زائد، في أبوظبي في 11 آذار/مارس 1961، وأرسل للدراسة في بريطانيا وتخرج من كلية ساندهيرست العسكرية الملكية عام 1979. وهو متزوج من الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ولديه أربعة أولاد وخمس بنات. ويهتم بالشعر ويحب الصيد.
تدرّج في مناصب عسكرية في القوات المسلحة الإماراتية من طيار في القوات الجوية، إلى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. حيث يصفه دبلوماسيون في أبوظبي بأنّه الرجل القوي، وقد تمكن من نسج علاقات وطيدة مع العواصم الدولية، خصوصا الغربية. إلى أن طبّع العلاقات مع إسرائيل في 2020 بعد سنوات من مؤشرات عدة على حصول تقارب بين البلدين.
كما يقدّم الشيخ محمد بلاده على أنّها مكان “للتسامح” بين الأديان المختلفة، تسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في غالبية الدول الخليجية الأخرى. وفي العام 2017، أعلن إطلاق اسم ” مريم أم عيسى” على مسجد يحمل اسمه في منطقة المشرف في أبوظبي “ترسيخا لأواصر الإنسانية بين أتباع الديانات”. بحسب الوكالة الفرنسية “فرانس برس”.
ودعا البابا فرنسيس لزيارة بلاده. ولبى الحبر الأعظم الدعوة في شباط/فبراير 2019 في أول زيارة له إلى شبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام. وأقام قداسا هناك.
وعززت أبوظبي تحت قيادته، علاقاتها التجارية والسياسية في المنطقة، حيث تربطه علاقة جيدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما عززت الإمارات، علاقتها مع روسيا والصين في وقت تآكل فيه رصيد واشنطن السياسي مع أبوظبي والرياض بسبب خلافات حول حرب اليمن وإيران والشروط الأمريكية بشأن عقود مبيعات السلاح المربحة. وفقا لما ذكرته وكالة “رويترز”.
ويُنظر إلى الشيخ محمد في الإمارات باعتباره رائدا للتحديث. كما يعتبره العديد من الدبلوماسيين رجلا محبوبا من شعبه يتمتع بشخصية جذابة. وقد روج بإصرار لأبوظبي، التي تحوز الثروة النفطية الإماراتية، من خلال تحفيز التنمية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وبصفته نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يُنسب إليه الفضل في تحويل الجيش الإماراتي إلى واحد من أكثر القوات المسلحة فاعلية في العالم العربي، وذلك وفقا لخبراء يقولون إنه أسس الخدمة العسكرية لغرس الوطنية بين السكان الأثرياء.
وتحت قيادته غير الرسمية، بنت الإمارات الشهيرة بناطحات سحابها وجزرها المشيّدة على شكل أشجار نخيل ومناطق الجذب السياحية الفخمة، في وقت قصير برنامجا للطاقة النووية. كما أرسلت رائدا إلى الفضاء ومسبارا إلى كوكب المريخ.
وشهدت الإمارات تقدما اقتصاديا هائلا، مصحوبا بنفوذ دبلوماسي كبير مع انخراط أبوظبي المتزايد في الملفات الاقليمية من الخلاف مع إيران وحرب اليمن إلى النزاع في ليبيا، خصوصا مع تراجع القوى التقليدية وخفض الولايات المتحدة انخراطها في المنطقة.
كما أن الشيخ محمد مشجّع لكرة القدم ويترأس ناديا محليا في مدينة العين التي يتحدّر منها والده، وهي ثاني أكبر مدينة في إمارة أبوظبي.
وأنتُخب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للإمارات في وقت يشهد توتر علاقات الإمارات القائمة منذ وقت طويل مع الولايات المتحدة بسبب ما يعتبره حلفاؤها الخليجيون تجاهلا لمخاوفهم الأمنية. وكذلك في الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية للحصول على دعم من المنطقة يساعد في عزل روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا.
كما انتخب المجلس الأعلى للاتحاد، الذي يضم حكام الإمارات السبع التي يتكون منها اتحاد دولة الإمارات العربية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في اليوم التالي لوفاة أخيه غير الشقيق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي كان أيضا حاكم إمارة أبوظبي.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ونائب رئيس الإمارات ورئيس حكومتها على تويتر “نبارك له، ونبايعه، ويبايعه شعبنا.. وتنقاد له البلاد كلها ليأخذها في دروب العز والمجد والسؤدد بإذن الله”.