"صوت" تواصل مشروعها السينمائي الثقافي بعرض فيلم للفنانة ياسمين عبد العزيز بصنعاء

عدن الحدث - خاص

واصلت مؤسسة صوت عصر اليوم الاربعاء مشروعها السينمائي الثقافي الذي انطلق الاربعاء الماضي والذي يأتي لكسر حالة الجمود الثقافي ويسعى لخلق نقاش حول قضايا الحقوق والتمييز والثقافة والتعزيز الترويج لثقافة السمع كونها الاكثر سهولة لتوصيل المعلومة.

وتم عرض فيلم "الثلاثة يشتغلونها" للنجمة المصرية ياسمين عبد العزيز والذي ناقش قضايا عدة باسلوب كوميدي وذلك في كوفي ترايدر بحدة.

وعرض الفلم بحضور عشرات المهتمين والناشطين ودار نقاش حول الفيلم وعن رسالته وطريقة اخراجه والقضايا التي عالجها وتطرق لها.

وقدمت في الفعالية ورقة نقدية للفلم اعدها وضاح الجليل والقتها رئيسة المؤسسة سماح الشغدري، تطرق فيها لعدة محاور خاصة بالفيلم.

وجاء في الورقة التي قسمت إلى عدة محاور قوله أن "اسم الفيلم لا يشير إلى شيء عميق أو جاد، صحيح أنه فيلم كوميدي؛ إلا أن الكوميديا، والكوميديا الفنية خصوصاً، ليست عبثاً أو ابتذالاً، لأنها لو أصبحت كذلك فإنها تفقد حيويتها ومعناها، وتتحول إلى تهريج محض".

لكن الفيلم-حسب وضاح- والذي يبدأ وكأنه يحاول الانتصار للمرأة وتقديمها في سياق يليق بمكانتها كجزء أصيل من الحياة والمجتمعات؛ ينتهي بتقديمها كمجرد تابع ومتأثر بما حولها، وخاضعة لإملاءات الرجل.

واضاف "إذا كان للتهريج أنصاره؛ إلا أن هذا لا يعني تقديم نماذج مشوهة عن الحياة أو البشر وفئاتهم وتوجهاتهم وقناعاتهم، تبقى السخرية حق مكتمل، والتعبير عن الرأي إزاء كل شيء أمر مكفول، لكن من غير المقبول تحويل الأمر إلى استخفاف بعقول المتلقين وتوجيههم".

وتابع "وقع الفيلم في فخ التهريج فعلاً، هذا لا ينفي أن فكرته أنيقة وجذابة، وأن مسار أحداثه كان حيوياً ومتدفقاً باتجاه خدمة الفكرة والقضية، لكن التفاصيل خانت ذلك كثيراً، خصوصاً حين لم يكن أمام المخرج والسيناريست سوى تقديم صورة كاريكاتورية عن المناضلين السياسيين ورجال الدين، وأعطى نموذجاً سيئاً لكل منهما، وهو نموذج يضع في ذهن المشاهد والمتلقي البسيط قناعة تامة بأن هذا هو نمط المناضل السياسي اليساري ورجل الدين في تعميم غير موفق".

وقال انه من الواضح أن الفيلم أعطى ثلاث مساحات زمنية متساوية لتنقلات نجيبة بين الثلاث التوجهات التي اختارتها تحت تأثير انبهارها وصدمتها، وفنياً يحسب للمخرج علي إدريس تمكنه من هذا التقسيم، إلا أن هذا الأمر يبقى مهنياً بحتاً، فالأهم من ذلك هو الاشتغال تجسيد هذه التنقلات بحرفية، وهو ما يمكن القول أنه أخفق فيه بسبب حاجته الماسة إلى تقديم فيلم كوميدي يثير الضحك أكثر مما يعالج قضية أو مشكلة محددة.

وفي التفاصيل التي يُمكن قراءتها أيضاً، فإن المرأة تُشارك بقوة في تقرير مصيرها كتابع للرجل، فنجيبة اختارت في النهاية اتباع نصيحة أمها بالبحث عن زوج، ولم تكن أهلاً لاتباع نصيحة والدها بالتفوق الدراسي والمجتمعي، وفي طي هذه الرسالة أيضاً أن الرجل يحاول مساعدة المرأة لتجاوز واقعها، إلا أن المرأة تستجيب لـ"غريزتها" في البقاء كتابع لا أكثر.

واضاف "حضرت المرأة في كل تفاصيل الفيلم كتابع، وفي تنقلات نجيبة كانت هي وزميلاتها مجرد توابع لرجال آخرين، هي لا تختار توجهها السياسي والفكري إلا تحت تأثير رجل، وإذا ما ساعدتها امرأة أخرى في تحديد وتقرير توجهها، فإن هذه الأخرى ليست أكثر من تابع آخر يقودها إلى تبعية جديدة".

وحسب وضاح لم يسخر الفيلم من المناضلين السياسيين والاجتماعيين ورجال الدين فقط، بل إنه حوّل مختلف القضايا التي يعمل في إطارها الكثير من البشر إلى مجرد انتهازيين ونصابين ومخادعين، فرأينا المناضل اليساري يركب سيارة فارهة، ويشتم الفقراء والبسطاء بتعالِ ووقاحة مفرطين، وشاهدنا رجل الدين وهو يمارس النصب، ويخالف كل ما يقوله على الشاشات وفي منصات الوعظ.

وكان اللافت حسب الورقة ان حتى شباب الجامعة عمل الفيلم على تأطيرهم في خانات ضيقة، فالطالب الذي يعيش حياة صاخبة ويستمتع بالرقص وارتداء الموضات الحديثة؛ ليس أكثر من شاب فاشل وعابث ينتمي إلى طبقات برجوازية ولا يملك أكثر من أن يعيش بعبث ولا مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية، وتفكيره محدود وخياراته ضيقة.

واكد ان الفيلم يمكن أن يكون منصفاً حتى وهو يقدم هذه النماذج من البشر، طلاب وسياسيين ورجال دين وغيرهم، لو إنه فقط قام باستكشاف أسباب كل الظواهر التي أبرزها، وهي بالتأكيد أسباب وعوامل وُجدت ونشأت في مجتمع يعيش حالة معقدة من التناقضات والصراعات والأزمات كالمجتمع المصري، لكن الفيلم تجاوز كل ذلك، وركز عليها وكأنها ظواهر نبتت من العدم.

واختتم "وثمة إشارة تنتقص من الحراك السياسي في المجتمع المصري، فحركة "خنقتونا" قد تعني حركة "كفاية"، أما "6 فبراير" فلا يُستبعد أن تكون حركة "6 أبريل" هي المعنية بها، وهاتان من أشهر الحركات السياسية المصرية التي أنتجت ثورة 25 يناير. وهذه السخرية من الحراك السياسي تُقابلها إشادة مبطنة بالنظام. لا يظهر النظام بشكل مباشر في الفيلم، لكنه يبدو وكأنه هو أفضل ما في هذا الصراع، حيث ظهر السياسيون ورجال الدين والطلاب كانتهازيين ونصابين وفاشلين، وظهرت عموم الجماهير كتابعة ومستلبة وغائبة، وهو ما يوحي أن النظام الحاكم هو أفضل ما هو قائم، وإذا ما كان للضابط من دور يؤديه، فقد يكون هذا الدور هو تمثيل النظام. ظهر الضابط في الفيلم كنموذج لما ينبغي أن يكون عليه الضابط في المخيلة المثالية، أو أقل منها بقليل، ولم يكن ليشوب دوره شائبة سوى وجله حين تلقيه اتصالاً من أحد النافذين يأمره بالإفراج عن أحد المحتجزين من أولاد الذوات".

ودار نقاش حول الفيلم من الحاضرين حيث قالت إحدى الحاضرات ان الفيلم يتطرق لاسلوب حياة اصبح كانه اسلوب واحد في المنطقة كلها، اسلوب التدريس وأسلوب الاستقطاب وأسلوب التعامل من قبل الجهات الرسمية التي تتمثل بالحزب الحاكم واسلوب التفكير والتعامل.

واضافت" اصبحنا نعلم الطلاب الحفظ ولا نتيح لهم مساحة وحرية للتفكير والابداع وتفتيح نوافذ للمستقبل وكيفية التفكير بطرق جديدة غير تلك التطرق التق