التصعيد الحوثي يهدد بنسف الهدنة في اليمن

متابعات



صنعاء - حذر مراقبون من أن التصعيد الحوثي الذي أدى إلى مقتل ضابطين سعودي وإماراتي يهدد بنسف الهدنة التي تم التوافق عليها بين الحكومة الشرعية والمتمردين برعاية المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وقتل ضابط سعودي كبير وضابط إماراتي أثناء مشاركتهما في عمليات التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بحسب ما أعلن التحالف.

وأفادت مصادر عسكرية يمنية أن الضابطين قضيا في سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في باب المندب بمحافظة تعز (جنوب غرب).

وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “نعت قوات التحالف المشتركة العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان (سعودي)، وسلطان بن محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات الإماراتية، اللذين استشهدا فجر الاثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز” .

وقال محللون لـ”العرب” إن العملية قد تدفع التحالف إلى مراجعة موقفه من التهدئة.

وسبق أن أفشل الحوثيون هدنات إنسانية تم الاتفاق عليها بوساطة أممية، لكن المتمردين كانوا يعلنون الالتزام بالهدنة ظاهريا، وفي المقابل يواصلون تقدمهم للسيطرة على مواقع جديدة أو يتولون إدخال المزيد من العتاد.

وعرضت السعودية في مايو الماضي هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام لمساعدة المدنيين الذين يعانون من نقص في الطعام والدواء والوقود إذا أوقف الحوثيون القتال. لكن بعد ساعات أفشل المتمردون الهدنة بأن بدأوا بقصف مناطق الحدود مع السعودية.

واعتبر المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل في تصريح لـ”العرب” أن الحادثة ستجعل فرص استمرار الهدنة أصعب وخاصة أنها أظهرت الحوثيين وصالح غير جادين في التهدئة بل عازمين على التصعيد”.

وأكد الباحث السياسي عبدالباقي شمسان أن الحادثة لن تؤثر على العمليات العسكرية وأن هناك استراتيجية لدول التحالف لا ترتبط بالخسائر البشرية أو المعدات وأن الأمر موكول للقرار السياسي بالاستمرار بالهدنة أم لا.

وكانت قوات التحالف العربي والرئاسة اليمنية والمقاومة الشعبية قد نعت الضباط المشاركين في معركة تحرير تعز في منطقة باب المندب من خلال صاروخ أطلقه المتمردون الحوثيون.

وتعد هذه العملية الثانية من نوعها في استهداف مواقع عسكرية للتحالف في اليمن بواسطة صواريخ باليستية قصيرة المدى يعتقد أنها من نوع ” توشكا” روسية الصنع والتي سيطر عليها الحوثيون من مخازن الجيش اليمني مع تزايد الاحتمالات على حصول الميليشيا الحوثية على استشارات عسكرية من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في مجال تشغيل بطاريات الصواريخ وتوجيهها بدقة.

وتأتي عملية استهداف ضباط التحالف في الوقت الذي يتواجد فيه ممثلو الحكومة اليمنية والمتمردون في سويسرا لعقد جولة جديدة من المشاورات برعاية دولية.

وكشف المحللون أن خيار الحل السياسي للأزمة لا يهم فقط الشرعية اليمنية، وأن دول التحالف تدفع بدورها باتجاه إنجاحه خاصة أن تدخلها كان الهدف منه إعادة الشرعية إلى المؤسسات اليمنية، وتوفير شروط موضوعية للحوار بين فرقاء الأزمة على قاعدة المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي سبق سقوط صنعاء في 21 سبتمبر 2014 تحت سيطرة المتمردين.

ولفتوا إلى أن قرار السعودية البدء بنشر قوات متخصصة بـ"حرب العصابات" في المناطق الجبلية الحدودية مع اليمن، هو إجراء لحماية أمنها، ولا يعني تراجعا عن المضي في الحل السياسي لليمن، وهو خيار تدعمه الرياض كما تدعم الحل السياسي للأزمة السورية بخلاف مزاعم الحوثيين ومن ورائهم إيران بأن السعوديين غير متحمسين لذلك وأنهم يريدون الاستمرار في الخيار العسكري.

ومن الواضح أن المتمردين يعملون ما في وسعهم لمنع انعقاد هذه المشاورات خوفا من أن تلزمهم الأمم المتحدة بتنفيذ ما جاء في قرار مجلس الأمن 2216، والذي يفرض عليهم الانسحاب من المدن التي سيطروا عليها بقوة السلاح، فضلا عن تسليم أسلحتهم إلى القوات اليمنية الشرعية.

وعمد الحوثيون إلى استفزاز الحكومة اليمنية بمواقف متناقضة من المشاركة في سويسرا على أمل أن تتشدد الشرعية اليمنية وتعلن عدم مشاركتها في المفاوضات ما لم يلتزم الطرف الآخر بموقف واضح وخاصة ببنود القرار 2216، لكن الحكومة أفشلت رهان المتمردين وقبلت بالمشاركة في المفاوضات.