الدكتور الخبجي... المعدن الاصيل الذي لم يتغير

عدن/خاص

المعدن الاصيل لا يتغير، طبعاً شهدت المرحلة الماضية تولي الدكتور ناصر الخبجي منصب محافظ لحج،وكان يتوقع الكثيرين انه سيتغير وسيدير ظهره لقضية الشعب الجنوبي وسيذهب الى احضان معاشيق، أو انه سيصرح بأنه مع مشروع اقاليم وسيتخلى عن القضية التي ناضل من اجلها مبكراً لكنهم خابوا واخطأت توقعاتهم، حيث امسك الخبجي منصب محافظ لحج لخدمة المحافظة وازالة عنها ركام سنوات طويلة من المعاناة والقهر والخوف وعدم الاستقرار، وهذا ما زاد من تمسك الخبجي بمساره النضالي واعلانه ان هدف استقلال دولة الجنوب هو الهدف الذي لا تراجع عنه قيد إنملة. وكان هذا الهدف هو سبب تمسك منصب محافظ لحج. كانت لحج عبارة عن بؤرة للإرهاب وتحرك جماعاته ومسرح حر للاغتيالات والذبح والتفجيرات بل ومحافظة مدمرة لا مكتب يعمل فيها ولا مرفق وكل شيء منهار، فكان الخبجي يحمل هدف انتشال هذه المحافظة من وضعها المزري، وهو هدف ضمن اهداف ثورة الجنوب والحراك الجنوبي الذي كان الخبجي احد مؤسسيه بعدما ترك مجلس النواب مبكراً في العام 2004 وعاد الى ردفان ليبدأ مع اشخاص بعدد اصابع اليد يديرون فكرة الثورة الجنوبية والتصدي لنظام الاحتلال وطغيانه. جاء الخبجي كمحافظا للحج وهي تعج بالفوضى والخوف والرعب، وبدأ يرسم خطنه العملية ويناقش الخطط الامنية، مصمماً على تحقيق ما كان يراه الاخرون مستحيلاً واعادة الاستقرار للحج واستبدال خوف ورعب الحوطة وتبن بالأمن والاستقرار والسكينة. نجح الخبجي في انقاذ لحج واخراجها من وضعها المزري بمساعدة الحزام الامني وقوات الامن والشرفاء من ابناء لحج، فاصبحت لحج في عهد الخبجي أفضل محافظة من حيت الاستقرار الامني والنشاط العملي، وفي ظل حصار خانق فرضته حكومة الشرعية والتي رفضت اعطاء لحج أي ميزانيات تشغيلية بعد ان تأكدت ان الخبجي لم يخضع لها ولرغباتها او مشروع الاقاليم. صحيح أرادت الشرعية ان تغري الخبجي وغيره من المناضلين الاوفياء مؤسسين الحراك الجنوبي كعيدروس والجعدي وغيرهم، ولكنها خابت عندما لم تستطع ان تحقق رغباته، فاصبح الخبجي وعيدروس والجعدي اكثر تمسكاً بمشروع الاستقلال وهدف الشعب الجنوبي. يدرك الخبجي كرجل سياسي يملك من الحنكة الكثير، الأمو السياسية أكثر مما يدركه الكثيرين، ويعلم أن منصب المحافظ في ظل رئاسة تتلاعب بها الاهواء هو مجرد منصب صغير على الخبجي، فاستخدم الخبجي هذا المنصب وسيلة ليتحدث من منصبه وبشكل رسمي ان هدف الاستقلال الجنوبي هو الأساس الذي يحمله مع كل شعب الجنوب. ولعل الخبجي كان يرى أن تقديمه للاستقالة بعد ان حقق استقرار للحج واعادة الحياة اليها، انها ستحسب عليه كفشل، في الوقت الذي نجح نجاحا باهراً واصبحت لحج في ظله تنعم بالسلام والاستقرار. فضل الخبجي الصبر حتى يتم اصدار قرار اقالة وهو بذاته كان جاهزاً منذ الشهر الماضي، وبهذا يسجل الخبجي هدف في مرمى شرعية الاحزاب المتحكمة بقرار هادي، ولصالح المجلس الانتقالي، باعتبار قرار الاقالة اقصاء ويثبت ان الشرعية التي كانت غالبيتها هاربة ولا تستطيع حماية نفسها، عندما استقر بها الحال سارعت باقصاء من حموها وصنعوا الاستقرار لمحافظات الجنوب رغم الحصار المفروض من الحكومة. وعندما جاء المجلس الانتقالي الجنوبي، كان الخبجي والجعدي ووزير النقل مراد الحالمي ثابتين مع المجلس الانتقالي، معلنين انهم يحملون هدف الشعب الجنوبي ويجسدونه واقعاً من خلال المجلس الانتقالي. لم يتزحزحوا او يتراجعوا او يتلكأوا، وكان الخبجي هو عرّاب المجلس الانتقالي سياسياً وصانع تحولاته ولا يزال وسيبقى كذلك. لان هناك فرق بين يحمل قضية وطن وبين من يحمل قضية منصب ومكسب. تحياتنا لمحافظ لحج الخبجي، ولمحافظ الضالع الجعدي ولوزير النقل مراد الحالمي، ونقول لهم، أمضوا للأمام فلا مخرج للجنوب وقضيته الا بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، وقد حان الوقت لكي تتفرغوا لعملكم في المجلس خدمة للقضية الجنوبية لتحقيق تطلعات شعبكم وتتويج تضحياته ونضالاته بالاستقلال الكامل.