فتوى حوثية غريبة تثير سخرية اليمنيين بشأن تحديد اول ايام رمضان

عدن الحدث / خاص



بات اليمنيون ومعهم العالم، يتوقعون أي شيء يصدر عن الجماعة الحوثية الانقلابية؛ لكنهم لم يكونوا ليتوقعوا أن يصل الأمر بها إلى إصدار فتوى غريبة تخير المواطنين بين أن يبدأوا صيام شهر رمضان هذا العام، من يوم الأربعاء، أو من يوم الخميس، على النحو الذي يختارونه.
وقابل الناشطون اليمنيون والشارع الشعبي في صنعاء، الفتوى الحوثية التي وردت على لسان المفتى الحوثي المعين من قبل الجماعة على رأس دار الإفتاء الخاضعة لها، بسيل من السخرية والتهكم، إذ هي المرة الأولى التي تتيح فيها أي سلطة حاكمة للمواطنين اختيار اليوم الذي يناسبهم لبدء الصيام.
وبعيدا عن الجدل الفقهي المعتاد الذي يدور بشأن تحديد موعد الصيام في العالم الإسلامي، وكذلك دخول الآراء الفلكية على خط النقاش، أذاعت الميليشيات الحوثية أول من أمس، بيانا قالت إنه صادر عن دار الإفتاء، عبر رئيس الدار المعين من قبل الجماعة، ويدعى شرف الدين، متضمنا السماح بصيام رمضان من يوم الأربعاء من باب الاحتياط، أو البدء بصيامه من يوم الخميس.
وورد في الشق الأول من البيان: «إن اللجنة المكلفة برؤية الهلال من أهل الخبرة والنزاهة والكفاءة، أعلنت أنها لم تتمكن من رؤية الهلال يوم الثلاثاء الـ29 من شهر شعبان، نظرا لوجود غيم في السماء وكثرة الضباب، ما حال بينهم وبين رؤية الهلال».
وتابع البيان: «وعملا بالحديث الشريف الوارد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم – (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما) فقد أعلنت اللجنة أن يوم الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان، وأن أول أيام رمضان هو الخميس». إلا أن اللجنة الحوثية عادت للقول في بيانها: «غير أن الإشكال حاصل في اختلاف التقاويم والحساب عند أهل المعرفة، هل المتمم لشعبان هو يوم الثلاثاء ويحسبونه الثلاثين من شعبان، أم هو يوم الأربعاء، وكثير من العلماء من يؤكد أن الأربعاء هو أول أيام شهر رمضان، وأن هلال رمضان يمكن رؤيته لولا الغيم، وعليه فإن دار الإفتاء تنوه على أن من صام يوم غد الأربعاء احتياطا فلا بأس بذلك، وقد ذهب إلى ذلك كثير من الصحابة، منهم الإمام علي وعمر وابن عمر وعائشة وأسماء وغيرهم، وقال كل منهم: (لأن أصوم يوما من شعبان أحب إليّ من أن أفطر يوما من رمضان)».
واستطردت الفتوى الحوثية في معرض تخييرها بين الصيام أو عدمه، ابتداء من الأربعاء بالقول: «ومن لم يصمه فلا بأس بذلك، إذ إن الذمة بريئة حتى يرى الهلال، عملا بالحديث الشريف. والذي يترجح لنا بدار الإفتاء صيام يوم غد بنية مشروطة، إن كان من شعبان فنافلة، وإن كان من رمضان فمن رمضان».
وأدى التذبذب الحوثي بشأن موعد الصوم إلى تفجير سخرية عارمة بين أوساط الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى ألسنة المواطنين في صنعاء، إذ قال بعضهم: «إنها المرة الأولى التي يثبت فيها الحوثي ديمقراطيته».
وفي ظل سيل من التهكم والتندر على الفتوى الحوثية، فضل أغلب السكان في صنعاء الإفطار أمس، وبدء الصيام من الخميس، بناء على القرار الذي اتخذ في أغلب البلدان العربية، مؤكدين أن ذلك هو الأحوط لسلامة صيامهم، وليست الفتوى الحوثية.
وكانت الميليشيات الحوثية قد أمرت في وقت سابق بوقف مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح والقيام، وأمرت الخطباء بالدعاء لها من أجل النصر، واعتماد الخطب التي تعدها لأيام الجمع، وتحريض الناس على الالتحاق بصفوفها.