رويترز: التحالف بقيادة السعودية يستعد للهجوم على ميناء الحديدة اليمني

عدن الحدث / خاص.

استعد التحالف الذي تقوده السعودية يوم الثلاثاء للهجوم على ميناء الحديدة، الميناء الرئيسي باليمن، حيث يجهز لأكبر معركة على الإطلاق منذ بدء الحرب اليمنية قبل ثلاثة أعوام بين التحالف الذي يضم دولا عربية وحركة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء.

وحددت الإمارات، إحدى أهم الأعضاء في التحالف المدعوم من الغرب، يوم الثلاثاء موعدا نهائيا للحوثيين الذين تدعمهم إيران للانسحاب من ميناء الحديدة في إطار مفاوضات تقودها الأمم المتحدة أو مواجهة هجوم.

وقال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش لرويترز إن هذه هي الساعات الأخيرة للحصول على ضمانات غير مشروطة بأن الحوثيين سيغادرون الميناء. وامتنع عن مناقشة العمليات العسكرية.

وقال قرقاش إنه إذا استمر الوضع الراهن فسيصل الأمر إلى طريق مسدود سياسيا، وإن آخر شيء يريده هو إطالة أمد الحرب في اليمن.

وستكون هذه أول مرة تحاول فيها جيوش أجنبية السيطرة على مدينة رئيسية محصنة جيدا منذ انضمامها للحرب دفاعا عن الحكومة اليمنية المقيمة في الخارج.

والحديدة أكبر ميناء في اليمن والوحيد الخاضع لسيطرة الحوثيين ويعد شريان حياة لأغلبية سكان اليمن الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقالت الأمم المتحدة إنها تقوم بدبلوماسية مكوكية ”مكثفة“ بين الحوثيين من جانب والسعودية والإمارات اللتين تقودان التحالف من جانب آخر لتجنب الهجوم.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعيش 600 ألف شخص في المنطقة وعلى أسوأ تقدير يمكن أن يسفر القتال عن مقتل ما يصل إلى 250 ألفا إلى جانب قطع المساعدات والإمدادات عن الملايين.

وحثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس في رسالة يوم الثلاثاء على دعم جهود التفاوض لحل الصراع وتشجيع كل الأطراف على تجنب الإجراءات التي تزيد العراقيل أمام حصول اليمنيين على الغذاء والوقود والدواء.

وقال قرقاش إن التحالف لديه خطط واضحة لإبقاء الميناء عاملا. وحث المجتمع الدولي في تدوينة منفصلة على تويتر على الضغط على الحوثيين للجلاء وترك الميناء سليما دون زرع ألغام فيه.

وتقدمت قوات تقودها الإمارات على طول الساحل الجنوبي الغربي إلى أطراف الحديدة في إطار استراتيجية للتحالف تهدف لمحاصرة الحوثيين في العاصمة صنعاء وقطع خطوط إمدادهم لإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وقالت مصادر عسكرية محلية إن مئات المقاتلين اليمنيين ودبابات وإمدادات عسكرية من الإمارات وصلت يوم الاثنين لتعزيز قوات منها إماراتية وسودانية في منطقة الدريهمي الريفية على بعد عشرة كيلومترات جنوبي الحديدة.

وقالت المصادر إن القوات اليمنية المتحالفة مع التحالف بقيادة السعودية، والمؤلفة من انفصاليين من الجنوب ووحدات محلية من السهل الساحلي للبحر الأحمر وكتيبة يقودها ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تقدمت وإنها ”على أبواب“ مطار الحديدة.

ونقلت وسائل إعلام يديرها الحوثيون عن مسؤول الشؤون الخارجية للحوثيين هشام شرف قوله إن التقدم تصعيد عسكري يهدف إلى تعطيل جهود الأمم المتحدة.

*ترجيح الكفة

وقال دبلوماسي غربي يوم الاثنين ”اعتقد أن الإماراتيين قاموا بعمل جيد في طرح براهين مقنعة بشأن السبب في أن عملية (في الحديدة) قد تؤدي في النهاية لترجيح الكفة لصالحهم وفرض ما يكفي من الضغط لجلب الحوثيين إلى الطاولة“.

وأضاف ”استعداد الإماراتيين شديد الأهمية في ذلك. قد يكون هذا أهم ما يقلقنا“.

وحذرت حكومات أوروبية مانحة جماعات الإغاثة في اليمن يوم السبت من أن هناك ”هجوما عسكريا يبدو وشيكا الآن“ وفقا لما ورد في رسالة اطلعت عليها رويترز.

وقالت الرسالة ”أبلغتنا الإمارات اليوم أنها ستمنح الأمم المتحدة (وشركاءها) مهلة مدتها ثلاثة أيام لمغادرة المدينة“.

ونقلت الأمم المتحدة موظفيها الأجانب من الحديدة يوم الاثنين.

وتقول الرياض إن الحوثيين يستخدمون الميناء لتهريب أسلحة مصنوعة في إيران تشمل صواريخ يطلقونها على مدن سعودية وهي اتهامات نفتها جماعة الحوثي وطهران.

وحذر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي من أن الجماعة ستهاجم ناقلات النفط في حال الهجوم على الحديدة.

ويقول التحالف إن أحد المبررات الرئيسية لتدخله هو حماية الشحن في البحر الأحمر