بجهود إماراتية حثيثة.. الخوخة الساحلية تستعيد عافيتها

كتب/علي جعبور

عد تحريرها في ديسمبر الماضي، تبدل حال الخوخة من مدينة شبه مهجورة بفعل سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية عليها في وقت سابق وتشريد أهلها، إلى مدينة تضج بالحياة وورشة عمل لا تتوقف، وقد حرصت قوات التحالف العربي والقوات اليمنية المشتركة على تجنيب هذه المدينة الساحلية الصغيرة، خطر المواجهات المباشرة، حيث تم تطويقها من كل الاتجاهات ما دفع الميليشيا للفرار والتسليم دون قتال. مدينة مزدحمة وقد وجد النازحون والمهجرون قسراً من مختلف مديريات الحديدة في مدينة الخوخة، مأوى لهم ومكاناً آمناً لجأت إليه آلاف الأسر فراراً من جحيم قذائف وألغام ميليشيا الحوثي، وقد تحولت الخوخة بفعل التواجد الكثيف للنازحين إلى مدينة مزدحمة ونشطت فيها الحركة التجارية وسوق العمل بعد انتقال معظم الصيادين من مناطق سيطرة الميليشيا إلى مرافئ الخوخة، حيث يحظون بدعم التحالف العربي والقوات المسلحة الإماراتية على وجه الخصوص. كما قامت قوات التحالف العربي بنصب منظومة دفاع جوية في مدينة الخوخة استطاعت صد عشرات الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تطلقها ميليشيا الحوثي بشكل متواصل على المدينة مستهدفة حياة المدنيين الآمنين. وتعمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بشكل دؤوب ومتواصل على إعادة تطبيع الحياة بمدينة الخوخة ومختلف المدن والمناطق المحررة بالساحل الغربي، فقد أخذت على عاتقها مهمة إعادة تشغيل وإنشاء مشاريع الخدمات الأساسية المتمثلة في مشاريع المياه والصرف الصحي، وتوفير مولدات الطاقة وإعادة إصلاح شبكة الخطوط الكهربائية والاتصالات. وفي المجال الصحي عملت على ترميم المراكز الصحية والمستشفيات وتوفير الأدوية الضرورية والكادر الطبي، بالإضافة لإعادة العملية التعليمية إلى العمل، وإيلاء هذا الجانب جل الاهتمام كون شريحة الأطفال هم الأكثر تضرراً من الحرب. وفي تصريح لـ «البيان»، ذكر أحمد عبده علي مدير مدرسة الطليعة بمدينة الخوخة أن ميليشيا الحوثي الإيرانية عملت على تدمير التعليم وممارسة سياسة التجهيل والإساءة لمكانة المدارس بتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وأضاف: «بعد تحرير الخوخة كانت المدارس في حالة يرثى لها، وأغلبها توقف التعليم وتحولت لمقرات وسجون للحوثيين، لذلك قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بجهود جبارة في إصلاح وترميم المدارس وإعادتها للعمل والقيام بواجبها التربوي، وخلال وقت قياسي استطاعت الهيئة ترميم 12 مدرسة في المدينة وخارجها ووفرت لها كل الاحتياجات الضرورية، ونحن في مدينة الخوخة نؤكد لأشقائنا في دولة الإمارات أننا لن ننسى عطاءهم وبذلهم ووقوفهم إلى جانبنا». مخيم متكامل أنشأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مخيماً متكاملاً شرقي مدينة الخوخة لإيواء النازحين الذين فروا من مناطق سيطرة الحوثيين إثر تردي الأوضاع الإنسانية، ويتألف المخيم من أكثر من 600 خيمة مجهزة بكل ضروريات الحياة اليومية، وتقوم فرق الهلال بتوزيع المساعدات الإنسانية على سكان المخيم وكل المناطق المحررة في الساحل الغربي.