العرب " : بدعم من التحالف العربي .. معين عبدالملك يبدأ مشروع الإنقاذ من عدن

عدن الحدث / خاص

( عودة رئيس الحكومة اليمنية إلى عدن لاتخاذها منطلقا للتحرك الميداني صوب المحافظات الواقعة ضمن سلطة الحكومة الشرعية، تؤشّر إلى دخول العمل الحكومي مرحلة جديدة يجري التركيز فيها على ما هو إداري وخدمي بهدف تحسين الوضع المعيشي وتنشيط الاقتصاد باستثمار الدعم المقدّم من بلدان التحالف العربي بحسب صحيفة " العرب " اللندنية ). وقالت " العرب " : " شرع رئيس الحكومة اليمنية المعيّن حديثا معين عبدالملك في تنفيذ ما تصطلح عليه دوائر سياسية وإعلامية يمنية بـ”المشروع الإنقاذي”، الهادف بحسب الدوائر ذاتها إلى تنشيط الدور الخدمي للحكومة في المناطق المحرّرة، وتحسين الأوضاع الاجتماعية وإنقاذ الاقتصاد من وهدة الانهيار التي اقترب منها بالفعل ". ووفقا للصحيفة تقول تلك الدوائر إن عبدالملك الذي سينتهج أسلوب العمل الميداني عن قرب انطلاقا من العاصمة المؤقتة عدن التي عاد إليها الثلاثاء بصحبة عدد من أعضاء حكومته، سيكون مدعوما بقوّة من بلدان التحالف العربي التي شرعت في تهيئة الأرضية له من خلال هباتها ومساعداتها المالية والعينية لليمن. وسبقت وصولَ عبدالملك إلى عدن باخرة سعودية محمّلة بالدفعة الأولى من منحة المشتقات النفطية البالغة قيمتها 60 مليون دولار شهريا لتزويد محطات الكهرباء في جميع المحافظات اليمنية المحررة بالوقود. وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن رئيس الحكومة ينوي تركيز جهوده لمعالجة حالة الانهيار الاقتصادي التي شهدتها البلاد جرّاء تراجع سعر صرف العملة المحلية إلى مستوى غير مسبوق، إضافة إلى محاولة إيجاد حلول سريعة لأزمة الخدمات التي تشهدها معظم المناطق المحررة. وقالت المصادر إن عبدالملك ينوي إجراء تعديل طفيف على حكومته، لكنه غير مستعد لتشكيل حكومة مصغرة وفقا لما أبلغ به عدد من قادة الأحزاب الذين التقاهم في العاصمة السعودية الرياض قبيل عودته إلى عدن. وتتزامن عودة الحكومة مع حراك سياسي تشهده الرياض بهدف الإعلان عن تحالف عريض يضم الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية المؤيدة للشرعية، وهي الخطوة التي يبدو أنّها على صلة وثيقة بجولة المشاورات القادمة التي ترعاها الأمم المتحدة والتي تشير العديد من المصادر إلى أنّها قد تكون حاسمة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب في اليمن. وفي تصريح لـ”العرب” قال فياض النعمان الوكيل المساعد لوزارة الإعلام اليمنية إنّ عودة رئيس الحكومة الجديد وعدد من الوزراء إلى العاصمة المؤقتة تأتي في إطار التوجهات العامة للشرعية، وسعي الحكومة إلى خلق مناخ آمن ومستقر على مختلف الأصعدة في المحافظات المحررة والتركيز في برنامجها الجديد، والمتمثل بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة المختلفة وإصلاح الخلل الإداري والاقتصادي الذي تسببت به ميليشيات الانقلاب منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء والعديد من المحافظات اليمنية. وعن الصعوبات التي تعترض الحكومة أضاف النعمان “رغم الأوضاع غير الطبيعية التي تعمل في ظلها الحكومة إلاّ أنها عازمة على إعادة الثقة بينها وبين المواطن اليمني من خلال إحداث تغيير حقيقي في واقع الخدمات العامة وإصلاح الوضع الاقتصادي، والعمل على استتباب الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، بالإضافة إلى مواجهة ملف إعادة الإعمار والذي يتطلب الدعم من الأشقاء في التحالف العربي لدعم الشرعية”. وبينما يبدو رئيس الوزراء معين عبدالملك متخففا من أحمال الصراعات السياسية نظرا إلى عدم انتمائه لأي حزب، إلاّ أنّ مراقبين يمنيين يعتبرون أن مهمته ستصطدم بالعديد من العقبات من أبرزها عدم اتكائه على أي مكوّن سياسي، الأمر الذي سيجعله في الكثير من الأحيان عرضة لابتزاز مختلف الأطراف الساعية لتحقيق مكاسب سياسية. وإلى جانب الملفات الاقتصادية والخدمية والأمنية المثقلة بالإخفاقات التي سيواجهها عبدالملك، تبرز قضية العلاقة الإشكالية بين الحكومة والمجلس الانتقالي الذي يحظى بحضور وثقل شعبي في جنوب اليمن وفي العاصمة المؤقتة عدن على وجه التحديد. ويرى العديد من المحللين السياسيين اليمنيين أنّه من المبكّر الحكم على أداء رئيس الوزراء الجديد، أو النظر بإيجابية لعودة حكومته إلى عدن. وفي تصريح لـ”العرب” قال الباحث السياسي اليمني فارس البيل إن هذه العودة خطوة أولى وينبغي أن تكون دائمة وفاعلة. ولفت البيل إلى أن الحكومة تعود هذه المرّة في ظروف مختلفة ورئيسها الجديد يحظى بتفاهمات جيدة مع التحالف الذي أبدى الرغبة في دعمه والمساهمة في إنجاحه، وخصوصا في الجوانب الخدمية والإدارية، مضيفا “هذا أمر يدعو إلى التفاؤل بأن تشهد عدن استقرارا نسبيا”.