" العرب " اللندنية : ترتيبات لإعادة تنظيم صفوف الشرعية استعدادا لمرحلة يمنية جديدة

عدن الحدث / خاص

قالت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” إن تواجد عدد من قيادات حزب الإصلاح اليمني في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يأتي في سياق الخطوات التي يقوم بها التحالف العربي لترتيب البيت الداخلي في معسكر السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، والعمل على بناء تحالف يمني عريض لتسهيل إنجاز أهداف الشرعية والتحالف العربي في اليمن. وبينما لم يعلن عن الزيارة بشكل رسمي، إلا أن صورا بثتها بعض وسائل الإعلام، أظهرت محمد اليدومي رئيس حزب الإصلاح وعبدالوهاب الانسي أمين عام الحزب في لقاء ضم عددا من الشخصيات في مجلس ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، حيث تم التطرق لتطورات الملف اليمني وآليات تهيئة الأجواء لاستئناف المشاورات بين الفرقاء اليمنيين نهاية نوفمبر الجاري في العاصمة السويدية أمستردام. وكثّفت لندن من تحرّكاتها للدفع نحو حلّ سلمي في اليمن، وذلك في أوج اشتعال معركة استعادة مدينة الحديدة الاستراتيجية الواقعة على الساحل الغربي اليمني، من أيدي المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، مع كل ما تحمله المعركة من محاذير ومخاطر على الوضع الإنساني لم يبد التحالف العربي في وارد إغفالها والتغاضي عنها، وهو العامل الذي رجّح في الساعات الماضية كفّة الحلّ السلمي. وحاولت “العرب” التواصل مع عدد من قادة حزب الإصلاح المخول لهم التصريح لوسائل الإعلام للتعليق عن الزيارة، لكنهم فضلوا عدم الإدلاء بأي تصريحات حول هذا الموضوع. وجاءت زيارة قيادة الإصلاح للعاصمة الإماراتية أبوظبي بعد أيام من اتخاذ الحزب موقفا هو الأول من نوعه، تم فيه انتقاد الدور القطري المريب في اليمن. واتهم بيان إعلامي نشره عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب التجمع اليمني للإصلاح وتناقلته المواقع الرسمية التابعة للحزب، قطر بدعم جماعة الحوثي في اليمن. وقال العديني في سلسلة تغريدات إن “الخلاف الخليجي الذي نأمل تجاوزه لا يبرر الدور القطري الداعم للانقلابيين خاصة أنّ قطر كانت ضمن تشكيلة الدول التي أعلنت التحالف العربي لمواجهة الانقلاب”. ورجح مراقبون أن يكون بيان الإصلاح وإن جاء متأخرا جزءا من سلسلة إجراءات قد يقدم عليها الإصلاح خلال الفترة القادمة لإزالة الكثير من علامات الاستفهام التي رافقت مواقفه في الماضي ومن ذلك موقفه من قطر والقيادات البارزة في الحزب التي دأبت على مهاجمة التحالف العربي لدعم الشرعية. وأعلن الإصلاح في فبراير 2018 تجميد عضوية القيادية في الحزب توكل كرمان التي تقود تيارا ناشئا في الإصلاح يدين بالولاء لقطر ولتركيا وأكثر ارتباطا بالتنظيم الدولي للإخوان ويسعى للتقارب مع الجماعة الحوثية بإيعاز من الدوحة لتوسيع الجبهة المعادية للتحالف العربي. وتكرّس ظهور تيارين في حزب الإصلاح بشكل أشدّ وضوحا من خلال الهجوم الحادّ الذي شنّته كرمان على زيارة قيادات من الحزب لأبوظبي، ذاهبة حدّ اتهامهم بالخيانة. وشدد بيان الإصلاح شبه الرسمي الذي نشره نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب على أنّ “قطر تدرك مستوى الارتباط الحوثي بالمشروع الإيراني الذي يتجاوز في تهديده اليمن إلى عموم المنطقة”، مبديا استغرابه مما وصفه “تورط وسائل إعلامية إقليمية ودولية للدفاع عن الجلاّد كلما أوشك الضحية على الإفلات من قبضة الميليشيات وبدأت مؤشرات حريته بالظهور”. وتبرّأ الإصلاح في وقت سابق من علاقته بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، غير أن مراقبين سياسيين اعتبروا أن تبريرات قيادة الحزب للكثير من المواقف التي تتخذها العديد من قياداته غير كافية، مشيرين إلى أن قواعد الحزب تبدي في الكثير من الأحيان مواقف تتعارض كليا مع التصريحات الرسمية الخجولة للحزب. وفي 13 ديسمبر 2017 شهدت العاصمة السعودية الرياض أول لقاء جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بقيادة حزب الإصلاح. ويشير مراقبون إلى أن لقاء أبوظبي ربما يكون امتدادا للمساعي التي يقودها التحالف العربي لتمتين جبهة الشرعية وتركيز الجهود على إنهاء الانقلاب ومواجهة التحديات المتصاعدة في الملف اليمني. التحالف العربي يستعد لتحولات كبيرة في المشهد اليمني قد ترتقي إلى مستوى انطلاق مرحلة جديدة في البلد ووفقا لمراقبين فإنّ اللقاء المذكور لا يمثّل أي تعارض مع السياسات المتبعة من التحالف في معالجة الملف اليمني والتي تقوم على المرونة والتعاطي مع الأطراف اليمنية وفق معيار سياسي يراعي أدوارهم ومدى انخراطهم في الدفاع عن الشرعية اليمنية، ووقف التمدّد الإيراني، وليس وفق معيار فكري أو أيديولوجي، بدليل عدم اعتراضه على ضمّ الحكومة الشرعية اليمنية لوزراء ومسؤولين من مختلف المشارب والاتجاهات. ويظل التحدي الأبرز الذي يحكم علاقة حزب الإصلاح بدول التحالف، بحسب المراقبين، يتمحور حول مدى قدرة قيادة الحزب على توجيه طاقاته وكوادره الإعلامية والسياسية باتجاه تعزيز وتماسك جبهة الشرعية، والتعامل بوضوح مع الأصوات داخل الحزب التي تتبنى مواقف معادية للتحالف من الدوحة وإسطنبول والعديد من العواصم الأخرى والتي تضم قيادات في الحزب. وتزامنت زيارة قيادة الإصلاح لأبوظبي مع زيارة شبيهة قامت بها قيادات بارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي للعاصمة السعودية الرياض بحسب مصادر خاصة لـ”العرب” قالت إن الرياض وأبوظبي تشهدان حراكا سياسيا فاعلا يهدف إلى مواكبة التحولات الإقليمية والدولية العاصفة التي ألقت بظلالها على المشهد اليمني، وبناء استراتيجية جديدة للتعامل مع التحديات الخاصة بالملف اليمني. ولفتت مصادر “العرب” إلى حزمة جديدة من القرارات الهامة ستصدر عن الشرعية اليمنية في الأيام القادمة والتي من المتوقع أن تعمل على استيعاب واحتواء مكونات وقوى فاعلة من بينها حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والمجلس الانتقالي الجنوبي.