من هو لاعب كرة السلة التركي الذي تحدى رجب طيب أردوغان؟

عدن الحدث

أصدر الادعاء العام في تركيا مذكرة اعتقال دولية بحق لاعب كرة السلة التركي المشهور أنس كانتر الذي يلعب في فريق نيويورك نيكس الأمريكي الشهير بتهمة الارتباط بجماعة مسلحة تقف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا عام 2016. وطلب الادعاء من السلطات المعنية في الإنتربول الدولي إصدار مذكرة إعتقال دولية بحق اللاعب. وأنس كانتر البالغ من العمر 26 عاما هو لاعب كرة سلة تركي محترف، ولد في سويسرا عام 1992 خلال دراسة والده محمد هناك. أمضى كانتر عدة سنوات في سويسرا وعاد مع والديه إلى تركيا بعد حصول الأب على شهادة الدكتوراة. ولمع نجمه خلال لعبه مع الفريق التركي لكرة السلة للناشئين خلال البطولة الاوروبية لهذه الفئة عام 2008. لعب كانتر الذي يبلغ طوله 210 سم في الفرق المدرسية والجامعية التركية وانضم إلى فريق فنربخشة التركي الشهير في بداية مسيرته، وانتقل الى الولايات المتحدة عام 2009 مع أسرته. عمل والده مدرسا في جامعة تراقيا بتركيا قبل أن ينتقل الى ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة. عند وصوله إلى الولايات المتحدة انضم كانتر إلى فريق كرة السلة في المدرسة التي كان يدرس فيها وبعدها بعام انضم إلى فريق نايك هووب ساميت ولمع نجمه سريعا في صفوف الفريق. بدأ كانتر مسيرته الاحترافية في نادي يوتا جاز عام 2011. وفي عام 2015 انضم إلى نادي أوكلاهوما سيتي ثاندر كما لعب في فريق تركيا الوطني لكرة السلة في نفس الوقت. وهو حاليا عضو الرابطة الأمريكية للاعبي كرة السلة للمحترفين ( (NBA منذ 2015. تبرأ تبرأت منه أسرته في تركيا عام 2016، ونشرت صحيفة "الصباح" الموالية للرئيس أردوغان رسالة من والد كانتر تبرأ فيها منه وقال في الرسالة: "أعتذر من الرئيس ومن الشعب التركي وأتبرأ من ابني، إنني اشعر بالعار". وفي أعقاب ذلك أعلن كانتر "اليوم فقدت من كنت أعتبرهم أسرتي على مدى 24 عاماً". وقال كانتر إنه تعلم اللغة الانجليزية عن طريق مشاهدة مسلسل الرسوم المتحركة سبونجي بوب، و مسلسل جيرسي شور لتعلم اللغة الإنجليزية الدارجة التي كان بحاجة إليها للتحدث بها إلى خصمه في الملعب جيمس لوبورن وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فقد وصف كانتر أردوغان بأنه "هتلر القرن" وهو ما تسبب له بمشلكة كبيرة على الصعيد العائلي. فقد تم فصل والده الذي كان يعمل مدرسا جامعيا واعتقاله عام 2018 وصدر عليه حكم بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الانتماء لجماعة "إرهابية". وقالت السلطات التركية إن محمد كانتر كان على صلة بأكثر من 127 شخصاً أعضاء في جماعة غولن وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، وإنه كان على إتصال بـ 57 منهم عبر تطبيق "باي لوك" للاتصال المستخدم في الهواتف النقالة. وتقول تركيا إن التطبيق محصور بجماعة غولن. وأدرجت تركيا جماعة فتح الله غولن في خانة الجماعات الارهابية في مايو 2016، قبل شهر من محاولة الانقلاب الفاشلة. "صوت الأبرياء" وبعد صدور الحكم ضد والده، دافع كانتر في مقطع فيديو نشره عبر تويتر عن والده مضيفا: "سأظل أدافع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير والعدالة والديمقراطية، سأظل ثابتا في الدفاع عن قناعاتي، كل ما أطمح إليه هو أن أكون صوت الأبرياء". وقال كانتر إنه لا يزال يحب وطنه تركيا لكنه يخشى السفر إلى خارج الولايات المتحدة وكندا خوفا على حياته، وأضاف إنه يتلقى عدداً لا يحصى من التهديدات بالقتل من أنصار أردوغان وأضاف " أنا لا أتلقى التهديدات بالقتل عبر البريد الإلكتروني فقط بل تصلني ما بين ثلاث إلى أربع تهديدات بالقتل أسبوعيا وكنت أقوم بتصويرها بالموبايل لكنها زادت كثيراً مؤخراً فقررت التوقف عن متابعتها لكثرتها وعدم إضاعة وقتي فيها. إنه أمر مثير للتقزز". وصرح كانتر بعد استقباله من قبل عضو مجلس الشيوخ الأمريكي مارك روبيو في 16 يناير: "أنا عضو في الرابطة الوطنية للاعبي كرة السلة المحترفين وهذا يوفر لي منصة كبيرة كي أكون صوت من لا صوت لهم". وكانت محكمة تركية قد اتهمت كانتر عام 2017 بإهانة إردوغان بسبب تغريداته وصدر عليه حكم بالسجن لمدة 4 سنوات. وطلبت تركيا من الولايات المتحدة تسليمها كانتر لتنفيذ عقوبة السجن. واضطر كانتر عام 2017 إلى مغادرة اندونيسيا على وجه السرعة أثناء مشاركته في معسكر تدريبي خيري للأطفال هناك. فقد أخبره مديره أن الشرطة الأندونيسية تبحث عنه بناء على طلب الحكومة التركية كونه شخصاً "خطيراً" . وبعد فراره من اندونيسيا في أول رحلة جوية وصل إلى سنغافورة ومنها طار إلى العاصمة الرومانية بوخارست. وبينما كان في مطار بوخارست بانتظار رحلته الى الولايات المتحدة تم إلقاء القبض عليه، لأن الحكومة التركية ألغت جواز سفره التركي بعد مغادرته سنغافورة مباشرة. اتصل كانتر بعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أوكلاهوما وساعدوه في العودة الى الولايات المتحدة. وكتب انس كانتر في صفحة الرأي في صحيفة واشنطن بوست في 15 يناير الجاري "أنا محظوظ، فقد نجوت من الوقوع في يد الحكومة التركية، فقد تعرض للخطف والترحيل إلى تركيا رجال أعمال ومدراء ومدرسون من مختلف أرجاء العالم من قبل حكومات تسعى لنيل بركات أردوغان".