بعد مرور 600 يوماً على المقاطعة.. ماذا جنت قطر في عزلتها؟

عدن الحدث / خاص

في أعقاب مرور 600 يوماً على المقاطعة العربية لقطر، نتيجة سياسة أميرها الداعم للإرهاب، وسيره وراء إيران وتركيا الذي فضلهما على أشقاءها من أبناء الخليج وباقي الدول المساندة للموقف العربي الرافض لتلك السياسات المارقة، عانت الدوحة من من خسائر متفاقمة في كافة القطاعات الأمر الذي تسبب باستنزاف موارد قطر، فلجأ نظام الحمدين إلى تصدير الأوهام إلى شعبه لمحاولة إسكات الأصوات المنادية برحيله. وضرب تأثير العزلة الخانقة التي فرضها تميم على شعبة كافة القطاعات بالدوحة، حيث شهدت المنظومة التعليمية القطرية أوضعًا مأساوية غير مسبوقة، فكثرت الأخطاء والعبارات الخادشة للحياء بالمناهج الدراسية و تفشت ظاهرة الغش بين الطلاب نتيجة انشغال الدوحة بدعم جماعاتها الإرهابية في الخارج وإهمال مواطنيها. من جانبه قال الخبير الاقتصادي، الدكتور يوسف الجداوي، في تصريحات خاصة لـ"المشهد العربي"، من الصعب أن تستطيع قطر الاستغناء عن إيران وتركيا لأنهما تعدان حليفان هامان بالنسبة لنظام الحمدين، لسيما بعد مقاطعة الرباعي العربي، مؤكداً أن العقوبات الأمريكية كانت صفعة مزدوجه أصابت إيران وقطر. وأكد الجداوي، أن الأمير القطري يحاول إخفاء حقيقة الأوضاع الصعبة والأزمة الخانقة التي يعيشها الاقتصاد القطري، منذ تطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران، حيث تؤكد كل التقارير الاقتصادية الصادرة من داخل قطر وخارجها أن قطر تمر حاليا بأزمة اقتصادية عنيفة، في الوقت الذي تحاول فيه الأبواق السياسية والإعلامية للنظام القطري إخفاء معالمها وأبعادها وتداعياتها الخطيرة على المواطنين القطريين، ويكفي هنا الإشارة إلى ما ذكره مدير الأبحاث بمركز "بروكنجز الدوحة"، قبل أقل من شهرين، حول ارتفاع كبير في نسبة الديون وسط المواطنين القطريين، ما يكذب ادعاءات التي يرددها الأمير القطري حتى يخفي على شعبه حقيقة الأوضاع الصعبة والأزمة الخانقة التي تعيشها قطر. وأضاف أن تركيا وقطر لا يعيشان إلا على خراب بيوت الآخرين، موضحًا أن مستوى الإسفاف والانحطاط الإعلامي التركي والقطري وصل إلى حد هستيري. وتابع أن أحلام كل من قطر وتركيا باستعادة دولة الخلافة والسيطرة على الدول العربية تبددت بمجرد انتباه الدول العربية لحجم التخريب القطري والتركي. وأشار إلى أن "ما جرى لتركيا وقطر من فقدان أحلامهما وطموحاتهما خلال الـ10 سنوات الماضية أفقدهما عقلهما، وأصبح كل همهما تدمير الدولة الوطنية والتآمر على مصر والدول العربية والخليجية". ومن ناحية أخرى، تدهور قطاع الصحة بشكل كبير، حيث ضج المواطنون بالشكاوي نتيجة افتراشهم للأرض لعدم وجود أطباء بمستشفى الطوارئ التابعة لمؤسسة حمد الطبية، كما ضرب الضعف والوهن الكادر التمريضي بالمستشفيات في المقابل كانت تكلفة تلقى العلاج داخل مستشفيات تميم مرتفعة للغاية، الأمر الذي دفع المواطنين القطريين إلى الهروب خارج الدوحة لتلقي العلاج اللازم ، كما لم تسلم البنية التحتية من إهمال الحمدين، حيث كان موسم الأمطار خير دليل على ذلك، فالشوارع الغارقة بالسيول و عجز المواطنين عن ممارسة أعمالهم اليومية خير دليل على ذلك. وفي سياق تباكي وزير الاقتصاد القطري أحمد بن جاسم على السوق المناهرة خلال زيارته إلى ألمانيا وذلك بفعل التأثير الكبير للمقاطعة، حيث أكد أن المنطقة الحمراء باتت المكان الذي تقييم فيه بورصة قطر بشكل دائم، وأصبحت الأسواق القطرية تحت سيطرة تركيا وإيران مستغلين في ذلك حماقة النظام التابع. الانبطاح لإيران وتركيا أردوغان فرض سيطرته على قطر من خلال العديد من الاتفاقيات التي أبرمها بموافقة الأمير القطري، حيث بدأ التمهيد لاحتلاله من خلال إرسال 12 ألف جندي تركي مقسمين إلى دفعات وأيضُا تحولت الدوحة إلى حقل تجارب لاختبار منظومة عسكرية جديدة، ليتبع ذلك بالسيطرة على اقتصاد دويلة الشر مما يمكنه من ضمان الاحتلال الكامل. وأمر قائد تنظيم الحمدين أذنابه في تنظيم الحمين بتوقيع أكثر من 45 اتفاقية مشتركة بين البلدين من أجل تقنين سرقة تركيا لمقدرات القطريين ونهب خيرات دويلتهم، كما عزز من السيطرة التركية على السوق القطري المحلي بتقنين أوضاع ما يقرب من 330 شركة تركية في مجالات البنية التحتية والمقاولات والصناعة والتجارة. ومن جهة أخرى، أنشأ تميم خطاً ملاحياً بحجة نقل المسافرين بين الدوحة وطهران، واعترفت إيران باستغلال الخط الجديد لتعزيز صادراتها غير النفطية، كما استمرت طهران في استنزاف الدوحة وعززت تصدير مكثفاتها النفطية، وذلك بعد أن أجبرت تميم على تقليص إنتاجه منها إلى أدنى المستويات منذ 4 سنوات. كما أمر الملالي تميم بفتح الأسواق القطرية لتفادي خسائر فرض العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، علاوة على ذلك، سعى نظام الحمدين لجر العراق إلى تحالف خماسي يخدم أجندة تنظيم الملالي، لكن بغداد أغلقت الباب في وجه مندوب تميم. تصدير الوهم بعد أن تم استنزاف موارد الدوحة أثناء بحثة عن دعم دولي ومحاولاته اليائسة لتحسين صورته الدولية، لم يجد تميم أى مفر من تصدير الأوهام لخداع شعبة واسكاتهم عن الشكوى، فأطلق المشاريع الواهية والشعارات الرنانة لإقناع القطريين بمكاسب وهمية حققتها دويلة عقب المقاطعة، الأمر الذي تفضحة التقارير والإحصائيات العالمية باستمرار. كما لجأ تميم إلى إصدار أوامر مباشرة لأبواقه الإعلامية من أجل مساعدته في خطته الشيطانية لتصدير الأوهام، فتارة يلجأون إلى إبراز الإنجازات الواهية التي يطلها أذناب تميم وتارة أخرى يواجهون الفشل القطري في مواجهة المقاطعة بالتطاول على دول الرباعي العربي والنيل من قياداتهم بالسخرية والبذاءات التي اعتادت ألسنة الحمدين المسومة في تلك الأبواق على ممارستها. الجدير بالذكر أنه في يونيو عام 2017 فرضت الدول العربية، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة كاملة على قطر لردعها عن الاستمرار في تمويل ودعم الجماعات الإرهابية في كل دول العالم ونشر الفوضى والفتنة بين الشعوب، الأمر الذي ثبت بالأدلة الدامغة وفضح تورط الحمدين في ذلك. من جانبه أعلنت تنظيم تميم إصراره على الإثم وخلع العباءة العربية ليهرول إلى تركيا وإيران ليحتمي بهم و يجاهر بالعداء للأشقاء العرب، ليذوق مرارة عناده واستنزاف مستمر وخسائر متفاقمة وأوهام مصدرة لإسكات الأصوات المتعالية المنادية برحيل بنظامه الفاشل الذي أغرقت البلاد.