استجابة لدعوة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.. انعقاد اللقاء الموسع لقيادات المقاومة الجنوبية بالعاصمة عدن (نص كلمة الرئيس)

عدن ..عدن الحدث

استجابة لدعوة الرئيس القائد، عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى لقوات المقاومة الجنوبية، عقد مساء اليوم السبت، بالعاصمة عدن، الاجتماع الموسع الثاني لقيادات المقاومة الجنوبية بكافة تشكيلاتها الأمنية والعسكرية في عموم محافظات الجنوب. وكُرّس الاجتماع، الذي حضره نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وشاركت فيه القيادات العسكرية والأمنية وقيادات المقاومة الجنوبية في عموم محافظات الجنوب ، للتباحث بشأن تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الجنوبية والتصعيد الحوثي في الجبهات الحدودية بين الجنوب والشمال،. وفي الاجتماع ألقى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، كلمة في الاجتماع، فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل "وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين رسولنا الصادق الأمين، محـمد بن عبدالله.. وعلى آله وصحبه أجمعين .. الإخوة/ القيادات العسكرية والأمنية الإخوة/ قيادات قوات المقاومة الجنوبية البطلة أيها الشعب الجنوبي العظيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنني فخور بكم وبتواجدكم اليوم في هذا المكان، وانه لشرف عظيم أن نكون معاً خاصة ونحن نتحمل مسؤولية وطنية واحدة، أمام الله وأمام الشعب، فدماء الجنوبيين الزاكية وتضحياتهم الكبيرة تستحق منا الوفاء وبذل كل ما يمكن بذله من اجل الأهداف التي ضحى من اجلها شهدائنا الكرام. وان الوفاء الذي اتسمت به جماهير الشعب طيلة المراحل كلها يستحق منا موقفاً بطولياً على طريق الاستقلال وبناء دولتنا الجنوبية الحرة المستقلة وعاصمتها عدن. لا زلت أتذكر اجتماعنا السابق في العام 2018م وربما أن المخاطر اليوم تختلف في صورتها ونوعها وحجمها عن المخاطر التي كانت قائمة في ذلك الحين، إلا أن دورنا لم يتغير ومسؤوليتنا ثابتة، وكما واجهنا معاً مخاطر عديدة انتم تعلمونها في ذلك الحين، يجب أن نكون جاهزين لمواجهة مخاطر أخرى ومستجدات أخرى، فلا شيء سيثنينا عن دورنا ومسؤوليتنا الوطنية، ولا يوجد لدينا سقف إلا سقف تطلعات هذا الشعب، حريته واستقلاله وصون كرامته واستعادة دولته وحماية عرضه وسلامة دينه والذود عن أراضيه. أيها القادة البواسل يا صقور الجنوب وأبطاله قبل انطلاق عاصفة الحزم، اخترنا طريق الكفاح المسلح لمواجهة ميليشيات الحوثي دفاعاً عن أرضنا وعرضنا وانتصاراً لقضيتنا الوطنية وسعياً في استعادة دولتنا وأملاً في صناعة مستقبل سياسي مغاير عنوانه استقلال دولتنا الجنوبية وإنهاء الاحتلال الذي قاومناه في 1994م بكل ما أوتينا من قوة، وقاومناه بعد ذلك، واستمرينا حتى جاءت اكبر حركة سلمية في تاريخ قضيتنا حين انطلقت في 2007م واستمرت ما يقارب عقد من الزمن. وفي مطلع 2015م لم نكن حينها نعلم بما ينتظرنا، غير أننا عزمنا على ذلك دون تردد، وكان موقفنا واضحاً، في الوقت الذي لم تظهر فيه مواقف الآخرين إلا بعد سماع أزيز طائرات التحالف في سماء بلادنا، ولم يعد واضحاً هل كانت مواقفهم المؤيدة لعاصفة الحزم انتصاراً للمشروع العربي أم خوفاً وطمعاً في التحالف العربي. قاتلنا فانتصر لنا الله بأخوة الدين والدم والمصير، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولا شك أن عاصفة الحزم – كما قلت سابقاً – قد عصفت بالمعتدين الآثمين، وحالت دون وقوع الوطن فريسة لهم ولفكرهم المتطرف، ساندتنا دول التحالف العربي على الأرض وكان لدينا مشروعاً وطنياً ومشروعاً عربياً، إما مشروعنا الوطني فهو قضيتنا التي كما أشرت ناضلنا من أجلها أكثر من 20 عاماً ولا زلنا، وأما المشروع العربي فهو وقوفنا إلى جانب أهداف عاصفة الحزم المتمثلة في القضاء على الانقلاب الغاشم الذي دعمته إيران عبر ذراعها السياسي والعسكري في اليمن المتمثل في ميليشيات الحوثي، ووقوفنا مع هذا المشروع هو موقفاً ثابتاً حفاظاً على هوية هذه الأرض ونصرة للمظلومين فيها وصيانة لأرواحهم، وحمايةً للأمن القومي العربي. ومن داخل نسيج هذه المقاومة البطلة وبدعم الأشقاء في دول التحالف، تشكلت البدايات العملية الحقيقية والعناصر الرئيسية الأولية للمؤسسة الأمنية والدفاعية الجنوبية التي ظهرت إلى الوجود كرديف للمقاومة الجنوبية في حماية الأمن والاستقرار والدفاع عن الانتصارات المحققة ومكافحة الجماعات والخلايا الإرهابية ,والاهم من ذلك التشكيلات العسكرية القتالية الجنوبية الضاربة التي تواصل معارك التحرير وتخوض القتال في اغلب الجبهات وعلى أكثر من صعيد بامتداد خارطة اليمن وأهمها على الإطلاق ألوية العمالقة والحزام الأمني وقوات النخبة في شبوة وحضرموت، وغيرها من الوحدات والتشكيلات الأمنية والعسكرية التي ذاع صيتها داخلياً وخارجياً وغطت شهرتها الآفاق بما حققته وتحققه يومياً من انتصارات وانجازات وأعمال بطولية , جعل منها مصدر خوف وقلق لكل أعداء الجنوب والمتآمرين على إرادة الشعب الجنوبي , وهدفاً مباشراً لأعمالهم العدوانية وحملاتهم الدعائية والسياسية الإعلامية البغيضة التي لا تتوقف , وتعزز فينا روح العزيمة والإصرار على المضي قدماً في تحقيق كامل أهداف وتطلعات شعبنا في استعادة وطنه وثرواته وبناء دولته ضمن سيادتها وحدودها التي كانت عليها قبل مايو 1990م. لا أريد أن أسهب الحديث في شرح التاريخ القريب، الذي لا شك أنكم جميعاً عايشتموه وتدركون تفاصيله غير أن فيما أشرنا إليه تذكير لمن لا يحب الحقيقة، وتحذير لمن به صمم، وتنبيه لمن يزايد على الرجال أو يحاول سرقة انتصاراتهم ومواقفهم وتاريخهم المُشرّف، ومن لا يلمك موقفاً صلباً أو أثراً طيباً أو تاريخاً مشرفاً فعليه أن يذهب بعيداً عن حقوقنا وتاريخنا ومواقفنا. أيها القادة الميامين كان توقنا إلى الحرية له ثمناً غالياً دفعناه، وكان حبنا للكرامة وإيماننا بأهدافنا المشروعة وحقنا في العيش الكريم وتحقيق الاستقلال طريقاً ليس بالسهل، لكننا توكلنا على الله وسرنا فيه حتى رأى الجميع جديتنا في ذلك. كانت سلميتنا حباً وأملاً في السلام، وبالمقابل كانت حربنا مُرةٌ لا هوادة فيها، فنحن الجنوبيون أهل السلام وفرسان الحرب، ولقد كان التحرير الذي حققناه سوياً نتيجة أولية عادلة بالنسبة للوضع الذي كان قائماً، إلا أن النتيجة النهائية يجب أن تكون الاستقلال الكامل، وعلى ذلك عاهدنا الله والشعب ونجدد عهدنا اليوم إننا لن نميل قيد أنملة عن هذا الهدف ولن نساوم أبداً في تضحياتنا وأرواح شهدائنا، ولن نفرط في ثوابتنا الوطنية وإرادة شعبنا وإجماعه على نيل حريته واستعادة سيادته على كامل التراب الوطني. واليوم نقف أمام جملة من التحديات والمستجدات العسكرية والسياسية والأمنية والاجتماعية والتي تمثل في مجملها منعطفاً جديداً يحتاج إلى المراجعة واتخاذ ما يلزم، وأنتم اليوم جميعاً هنا من أجل ذلك، ولذلك أدعوكم للعمل الميداني على ما يلي:- أولا : تجديد التزامنا الكامل لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على استمرارنا بمحاربة الميليشيات الحوثية ومساندتهم في تحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، والمشاركة الفاعلة في حماية المنطقة وأمنها، وحماية الأمن القومي العربي وفق إمكانياتنا المتاحة. ثانياً : نحن مع السلام ، وندعم جهود الأمم المتحدة لكن ليس على حساب مستقبلنا السياسي في الجنوب،القضية الجنوبية ما زالت تُطرح باستحياء، على الرغم من أنها القضية الوطنية الأبرز على طاولة الحل، ولذلك نجدد مناشدتنا لمبعوث الأمم المتحدة إلى إشراك الجنوبيين بشكل عملي كطرف رئيسي في المفاوضات من خلال الاعتراف بوفد تفاوضي جنوبي يمثل تطلعات الجنوبيين ويعبر عن إرادتهم،فنحن لا نتمنى أن يتكرس في أذهان الناس أن المجتمع الدولي لن يعترف بمن يسلك مسالك السلم وطرق السلام. ثالثاً :انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية تجاه حماية وطننا وشعبنا ،نعلن اليوم عن تأسيس محاور قتالية وعملياتية، وكذلك التعبئة العسكرية، وتوحيد القيادة والسيطرة، والإعداد لتغطية كافة الجبهات الحربية ،واتخاذ موقف حازم تجاه الاعتداءات الحوثية ورفع درجة التنسيق العسكري والعملياتي مع قيادة التحالف العربي . رابعاً : كما تعلمون أن هناك هجوم حوثي على الضالع وأجزاء أخرى من محافظتي لحج وأبين، ولذلك تأتي ضرورة التحرك عسكرياً وبشكل عاجل في هذه الجبهات وليكن العمل العسكري شعارنا، وليكن النصر قرارنا. خامساً : تشكيل غرفة عمليات موحدة لكافة القطاعات العسكرية والأمنية وقوات المقاومة الجنوبية، لتوحيد العمل والقيادة لإدارة العمليات القتالية وحماية الأمن والاستقرار الداخلي، وسنكلف من نراهم أهلاً لقيادة ذلك العمل. سادساً : العمل على تحرير وادي حضرموت الذي يعاني من ويلات الإرهاب والاحتلال وكذلك باقي المناطق الأخرى في شبوة وأبين، هذه مناطق جنوبية يجب أن تكون محررة وآمنة وبعيدة من هذا الشر الذي يحاك لها والقائمين عليه. يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم: أطلب منكم أن تكونوا عوناً لأبنائكم وإخوانكم في قوات المقاومة الجنوبية فهم الرهان الحقيقي في هذه المرحلة وهذه الظروف الحرجة ولنحمي جنوبنا ونحافظ على وحدة أبنائه، وكونوا على ثقة كاملة بأننا على ما تعاهدنا عليه معكم ماضون مهما كانت التضحيات، وهذا عهد الصادقين للصادقين وعهد الرجال للرجال. قوات المقاومة الجنوبية البطلة: انتم الرهان الحقيقي لهذا الوطن، أنتم الرهان الحقيقي لهذه القضية، أنتم الرهان الحقيقي لهذا الشعب المظلوم وهذا الحق المسلوب، أنتم الأوفياء ومن يُعول عليهم في تحقيق أهدافنا الوطنية، كونوا على قدر من المسؤولية، هذا الشعب أمانة في أعناقنا، فلنتحمل هذه الأمانة جميعاً وهذه المسؤولية ولنؤديها على أكمل وجه. التحية للأبطال في ميادين الشرف والبطولة الرحمة لشهدائنا الأبرار الشفاء للجرحى الحرية للأسرى والمعتقلين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته