: أردوغان لا يرى غضاضة في المجاهرة بإرسال مرتزقة إلى ليبيا أو قوات لسوريا

وكالات

قالت صحيفة خليجية، "نحن أمام رئيس تركي اسمه في القرن الواحد والعشرين رجب طيب أردوغان، لكنه يمكن أن يحمل اسم أي سلطان عثماني من السلاطين الستة والثلاثين الذين تولوا عروش الدولة العثمانية لأكثر من ستة قرون. يمكن أن يكون أرطغرل، أو أورخان، أو مراد، أو محمد الفاتح أو أي واحد آخر. إنه يتقمص شخصية أي سلطان كان يرى في التوسع وسيلة وحيدة للبقاء والهيمنة". وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم الاثنين تابعها "اليمن العربي"، أردوغان يعيش في القرن الواحد والعشرين، لكنه مشدود إلى قرون خلت، حيث كانت القوة وحدها أساس الملك، لا قوانين تحكم العلاقات بين الدول، ولا تشريعات ولا مواثيق دولية تحدد وتفصل في النزاعات، وتضبط حدود الكيانات السياسية، وتضمن سيادة الدول على أراضيها. وبينت أن "الرئيس التركي، لا يرى غضاضة في المجاهرة بإرسال مرتزقة إلى ليبيا، ولا أن قواته في سوريا هي قوات احتلال، ولا أن احتضان الإرهابيين وحمايتهم واستخدامهم يتناقض مع الإجماع الدولي على محاربة الإرهاب، ومع قرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن. هو يفترض أن الأرض العربية لم تحصل على استقلالها بعد، وما زالت جزءاً من إمبراطورية بني عثمان، وأنه السلطان الذي له حق أن يسودها ويقودها. ومضت "في آخر مواقفه، يهدد الجيش السوري، ويطلب منه العودة من حيث بدأ هجومه الأخير على معاقل الإرهابيين في إدلب وحلب، وكأنه يريد أن يقول إن هاتين المحافظتين السوريتين ليستا أرضاً سورية، وبالتالي من حق تركيا تحريرهما، وإن الاحتلال التركي وجماعاته المسلحة لأجزاء من الأراضي السورية هو احتلال شرعي. ومن مواقفه الأخيرة أيضاً، المجاهرة بإرسال مسلحين إلى ليبيا بزعم تنفيذ الاتفاقية الأمنية مع حكومة فايز السراج باعتباره «الزعيم الشرعي الوحيد لليبيا». وبينت أنه "ليس مهماً بالنسبة لأردوغان ما إذا كان وجود قواته في سوريا وليبيا غير شرعي، فالأمر بالنسبة إليه أنه مهووس بالماضي وكأنه الحاضر، أو كأن سلطنة بني عثمان ما زالت حية ترزق، وأن الجيش الانكشاري باستطاعته التمدد حيث يشاء، باعتبار أن أرض العرب ولايات عثمانية. وشددت على أن أردوغان يتمادى في عدوانه وغيه، وفي تحديه لكل العرب، وكأن أرضهم سائبة أو مشاع، لعله يرى أن غيابهم عن سوريا وليبيا فرصة قد لا تتكرر لتحقيق طموحاته وأحلامه. وقالت هذا الغياب العربي غير المبرر يشرع الأبواب أمام كل عدو وطامع ومتربص ليعتدي ويتوسع ويحتل، وأن يهدد الأمن القومي العربي شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً. واختتمت أما آن الأوان بعد كي يصحو العرب من غفوتهم، ويخرجوا من حالة السبات التي طالت، واستفحل معها الخطر، ويعيدوا حساباتهم، ويصححوا أخطاءهم وخطاياهم بحق شعوب عربية كان من الممكن احتضانها ودرء الأذى عنها، واستعادة دورها الذي افتقدته مع إعصار ما يسمى «الربيع العربي» الذي أضاع البصر والبصيرة، ولم يفرق بين عداء أعمى لنظام، ووطن يستحق الحماية والرعاية