سقطرى.. الجزيرة التي تعادل وزنها ذهبا

متابعات

يقال اسم سقطرى جاء من لفظ (سوق القطرة) أي سوق قطرة (دم الأخوين)، وهي شجرة تتميز بها الجزيرة دون سائر بقاع العالم، وتقول الأساطير إنها الشجرة التي قتل عندها قابيل أخاه هابيل، فسميت بشجرة “دم الأخوين”.

وتقع جزيرة سقطرى في المحيط الهندي على بعد (59) ميلاً، جنوب الساحل الغربي، وتعد واحدة من أهم الجزر اليمنية، وتبلغ مساحتها الكلية (1200) ميل مربع، بينما يبدو شكلها بيضاوي، في حين يبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف نسمة تقريباً، يمتهن معظمهم الصيد ورعي المواشي.

وتنقسم الجزيرة إلى قسمين: بادية وساحل، حيث تقع البادية وسط الجزيرة وتتميز بجبالها الشاهقة المرتفعة عن سطح البحر بحوالي (5 آلاف قدم) تغطى مرتفعاتها بأحراش كثيفة من الأشجار المتنوعة وأبرزها شجرة (دم الأخوين) النادر وجودها في العالم، وكذلك أشجار الصبر واللبان والصمغ، وتبدو بادية سقطرى كما لو أنها متحف طبيعي للنباتات النادرة المتفردة عن أية بقعة في العالم، وهي نباتات مسجلة لدى مركز الأبحاث الدولية، وقد أقدمت هيئة البيئة الدولية على إقامة مشروع للحماية المستديمة للموارد الطبيعية بقيمة (4.9) مليون دولار يهدف إلى وضع إستراتيجية لجماية التنوع الحيوي والتشجيع على الاستخدام المستديم للموارد الطبيعية البرية والبحرية.

أما الجزء الثاني من الجزيرة فيمثل الساحل، ويعد أكثر تحضراً حيث تنتشر فيه المدن الصغيرة والقرى والمراكز وأهمها مدينة (حديبو) عاصمة الجزيرة، وموري، وقاظب (قرية الصيادين) الساحلية، وهناك مدينة قلنسية المشهورة بسمك القرش وينابيع المياه الحارة.





** سقطرى تعادل وزنها ذهباً **

يقول المستشرف الروسي البروفيسور (فيتالي) نائب رئيس معهد قسم التاريخ في جامعة موسكو “إن تحليلات علماء اللغة تبين أن عمر اللغة السقطرية يقارب سبعة آلاف سنة وأن الدراسات تبين أن سكان سقطرى يعود أصلهم إلى اليمنيين القدامى”، ويقول المسعودي (القرن الرابع الهجري) في الجزء الأول في كتابه (مروج الذهب) العنبر السقطري لايوجد إلا فيها ولا يحمل إلا منها، في حين وصفها (جان جاك بيري) في كتابه (جزيرة العرب) قائلاً: سقطرى تعادل وزنها ذهباً، وهذا يوم كان البخور والصبر يساوي قيمة الذهب.

** محمية طبيعية **

وقد جاء قرار ضم جزيرة سقطرى إلى الاهتمام الدولي حيث يتزايد الاهتمام بالجزيرة من قبل عدد من الشركات الأمريكية واليابانية والفرنسية والمصرية المشتركة للاستثمار في المجالات الصناعية والسياحية وفي الحفاظ على البيئة الطبيعية النادرة التي تتميز بها والتي أعلنتها بلادنا محمية طبيعية في مارس 1996م.

** نباتات وطيور نادرة **

تحوي الجزيرة أنواعا عديدة من النباتات يصل تعدادها إلى (1150) نوعاً، منها (270) نوعاً من النباتات المستوطنة التي لاتوجد في دول العالم الأخرى، وهناك أنواع من الطيور النادرة والزواحف والثديات والرخويات، كما يوجد القط الزبادي، وقد قام فريقان بريطانيان قبل عدن أعوام بزيارة إلى الجزيرة وقاما بتحديد أنواع الأسماك والمخزون السمكي ودراسة سياحية الغوص، فضلاً عن تحديد أنواع النباتات والطيور والزواحف والحشرات ودراسة التنوع البري.




** ترتبط بالوجود الأول للإنسان **

تربط جزيرة سقطرى بالوجود الأول للإنسان ويقال إن قبيلة عاد أول من سكنوها بعد غرق سفينة نوح وذكرت الجزيرة في كتب الأغريق والرومان والمصريين ومنذ القدم توافد إلى الجزيرة العديد من أطباء الأعشاب نظراً لوجود الأشجار الطبية النادرة وفي مقدمتها شجرة دم الأخوين التي تسمى باللغة السقطرية (عرهيب) ويعد (طالوت) من أهم الأطباء السقطريين الذين يتابعون طب الأعشاب ويقوم بتحضيرها ومعالجة المرضى من سكان الجزيرة ولديه صيدلية متخصصة بهذه الأعشاب الطبية.

وتنتشر الصناعات الحرفية التقليدية لدى سكان الساحل والجبال ويصل عددها إلى (65) حرفة من أهمها غزل الصوف وصناعة الشملة الصوفية السقطرية الشهيرة، كما تربى في الجزيرة مناحل العسل لإنتاج العسل السقطري المشهور في العام، ويستخدم كعلاج لمختلف الأمراض نظراً لأن النحل تتغذى من شجرة دم الأخوين وغيرها من الأشجار الطبية النادرة المنتشرة في الجزيرة، وتتميز النحلة في مقاومة الجفاف ومواصلة إنتاجها للعسل الذي يتزايد الطلب عليه من مختلف بلدان العالم، وله مذاق خاص يختلف عن مذاق العسل في بقية مناطق اليمن.

** كهف لكل أسرة **

وتنتشر العديد من الكهوف في جبال الجزيرة التي تتكون من الطبقة الصخرية السميكة والمكونة من الكالسيون بنسبة 80%، ويكاد يكون لكل أسرة في الجزيرة كهفاً خاصاً بها حيث يضطر سكان الجزيرة إلى اللجوء إلى هذه الكهوف خلال موسم الرياح الذي يمتد من مايو إلى أغسطس حيث تهب رياح قوية تتوقف فيه أعمال الملاحة.