نجونا بأعجوبة".. قصة إيطاليتين عاشتا "كارثة بيروت"

عدن الحدث.. بسمة ابوطالب..

 حلّت الكارثة على بيروت مساء الثلاثاء الأسود؛ ففي ثوانٍ معدودة تبدّل كل شيء ورسمت نترات الأمونيوم لوحتها القبيحة بألوان الدم على مدينة عنوانها الجمال، فاسودت السماء ومدّ شبح الموت جناحيه فوق الرؤوس فحصد أرواح العشرات. مشاهد الدمار والخراب لم يشهدها لبنانيون فحسب، إذ يعيش في العاصمة بيروت أناس من جنسيات مختلفة، ومن بينهم الإيطاليتان لورا وإليونورا كاراي. "اهتزت الأرض من تحت قدمي وتحوّلت السماء  اللون الأسود"، بهذه العبارة بدأت الإيطالية لورا التي تعيش في بيروت، حديثها عن المشهد الأصعب في حياتها. وقالت لورا التي تقطن على بعد كيلومترات قليلة من وسط بيروت، حيث وقع الانفجار الذي دمّر أحياء بأكملها: "ظننت أنه زلزال على الرغم من أن كل اللبنانيين قالوا إنها قنبلة"، بحسب ما ذكر موقع "فان بيدج" الإيطالي. ونجت لورا من الموت بأعجوبة، إذ كانت تتسوق في منطقة الميناء قبل وقوع الانفجار المروع ببضع دقائق قليلة. "كنت في السيارة، وكنا قد نزلنا في تلك اللحظة لشراء بعض الشطائر من أحد المطاعم، وعلى الرغم من بُعد المسافة بعض الشيء بين تواجدي وبين مكان الانفجار، سمعت صوته المدوّي وشاهدت السماء المظلمة بالدخان". وأضافت: "من المشاهد التي رأيتها بعيني، يمكنني القول إن الانفجار سيسفر عن عدد كبير من الوفيات والمصابين، إذ دُمِّرت جميع المناطق المحيطة". وتابعت: "في مكاني فقط، تحطّمت بعض واجهات المتاجر، لقد كان حقاً صوتاً مدوياً لم أسمع به من قبل في حياتي، كل ذلك وقع وأنا على بعد 15 دقيقة من مكان الحادث". أما الإيطالية إليونورا كاراي، التي كانت تقضي عطلتها مع زوجها اللبناني في بيروت، فقالت: "المشهد بدا وكأن الحرب قد اندلعت في الشارع". "مع الانفجار الأول انتهى بي الأمر وأنا ملقاة على الأرض، ثم تحطّم كل شيء في الانفجار الثاني، واعتقدت للحظة أن طائرة اصطدمت بالفندق، مثل الهجوم على برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة"، كلمات وصفت بها كاراي، صاحبة الـ29 عاماً، تفاصيل الانفجار. ووفقا لموقع notizie الإيطالي، وصلت كاراي إلى بيروت مع زوجها، أنس الرياشي، رجل أعمل لبناني يبلغ من العمر 27 عاماً، قبل 24 ساعة فقط من المأساة، لقضاء عطلة لمدة شهر، لكنهما استيقظا في اليوم التالي في غرفتهما الواقعة في الطابق الـ12 لأحد الفنادق وكل شيء منهار حولهما. نزل الزوجان من الفندق زاحفين على الزجاج المنثور في كل مكان من النوافذ المكسورة، بين الأنقاض والدم والأشخاص اليائسين. "انهار السقف والأثاث، وتمكنا من الخروج من الغرفة بصعوبة، لدرجة أننا لم نستطيع تحديد مكان باب الخروج، فنحن نجونا بالفعل بأعجوبة"، تقول إليونورا. وروى الزوجان أن الجميع تكدّس على الدرج وللحظة اعتقدا أنهما لن يتمكنا أبداً من الخروج أحياء، إذ اعتقدا في البداية أنه هجوم إرهاربي. وبعد ساعات طويلة من الرعب والدم والدمار، لا يفكر الزوجان سوى في إيجاد مأوى آمن، للتفكير في طريقة للعودة إلى إيطاليا. وشهد مرفأ بيروت، الثلاثاء، انفجاراً هائلاً وقع في مستودع بالعنبر رقم 12 قرب صوامع القمح، وسُمع دويه في بيروت، أدى إلى سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى وتدمير الكثير من المباني. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني، الأربعاء، أن الانفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي ألحق أضرارا كبرى بالأحياء المجاورة في المدينة أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح... العين الاخبارية