رواتب العسكريين .. وسياسة التركيع المريع

كتب: علي منصور مقراط
إلى قبل قليل الساعة السادسة مساء الاحد ٢٠ يونيو احاول التواصل مع قيادة وكوادر الدائرة المالية بوزارة الدفاع للحصول على رد شافي بشأن صرف رواتب العسكريين المتوقفة للشهر السابع على التوالي. لكن لم يرد أحد منهم بما فيهم نائب المدير العميد علي الضبي الذي تعب من الارهاق وهو رايح واجي إلى البنك المركزي دون جدوى
كنت اريد اتواصل مع مدير مالية الجيش العميد عبدالله عبدربه.لكن تراجعت لأنه عاد الليله قبل الماضية من العلاج في الاردن. وقدرت ظرفه الصحي ..
حسناً رجال المالية لم يردوا لأنهم ليس معهم وجه ابيض بشأن موعد الراتب أو أنهم ينزعجون من تناولنا أكبرقضية انسانية على وجه الارض بشفافية .وان ذلك يربك بنك شكيب ويزيد تعنت ومماطلة من النشر وفضح تلاعبه ومماطلته عمداً في صرف رواتب العسكريين الذين انهكهم الجوع والفقر المدقع. وصاروا يموتون في قارعة الطريق
أعجبني ولم يعجبني زميلي الكاتب الصحفي العدني الكبير نجيب صديق وهو يتناول قضية رواتب منتسبي الجيش والأمن المتوقفة للشهر السابع على التوالي .محاولاً الدفاع عن قانونية نائب رئيس البنك المركزي شكيب حبيشي بالامتناع أو المماطلة والتسويف في صرفها كل هذا الزمن الطويل واتهمنا بالتحامل على الرجل وأن الأسباب السيولة وعدم انتظام وصول الإيرادات وزاد الكشوفات الغير مضبوطة والغير واقعيه تأتي ضمن الأزمة القائمة بين البنك هذه ومسؤولي هاذين الجهازين مما يعطل ويؤخر صرف تلك الرواتب نظراً لتقديم كشوفات غير حقيقية وتنعكس بذلك على منتسبي من ضباط وأفراد الأمن والدفاع وهذه الإشكالية تتطلب معالجتها من قبل الحكومة.الى هنأ اسمعوا واقرأو ياعسكريين ومسؤولي ماليتي الدفاع والداخلية. وعلى الارجح أو الصحيح أن زميلي وصديقي صديق لم يأتي بهذه المعلومات وغيرها في مقالة من رأسه أو حدسه بل طازجة من لسان شكيب. نحن نقول كل هذه المبررات لاتكفي ويفترض أن لاتكتبها اخي نجيب لأنك تدرك كيف يقابلها العسكريين المنهكين ولك تتصور أن راتبك مقطوع سبعة أشهر كيف يكون حالك واسرتك واطفالك . أحب أذكرك هنأ واعود بك إلى قبل سنوات حين يتأخر صرف رواتبهم في صحيفة ١٤ اكتوبر أو مجرد العلاوات كنت تشعلها نار وحريقه في نقابة المؤسسة والصحيفة فلك تتصور وضع العسكريين سبعة أشهر دون راتب.
نترك زميلي وصديقي صديق المدافع عن شكيب حبيشي وماكنت أتمنى من كاتب نزيه ومخضرم أن ينبري الدفاع عن الظلم والجور وهو من ناله يومأ كان يناصر المطحونين أو يصمت .
قد لايعرف الكثير أن أكثر من ٤٥٠ ضابط وجندي ماتوا بدون راتب في غصون الأشهر السبعة الماضية.ماتوا من الجوع والفقر المدقع وسوء التغذية وعدم قدرتهم على العلاج وشراء الدواء.
لايعرف البعض عن أسر في حي الممداره والعريش وزنجبار ولحج شارفت على الهلاك جوعاً وسكرت على نفسها لأيام وحين افتقدها الجيران دخلو عليها وجدوها على شفاه الموت لاتمتلك قوت يومها فسارع رجال الخير لإنقاذ حياتها بالعلاج والغذاء والمال هولاء عسكريون
قبل أيام سمعتوا على أحد العسكريين الذي انتحر أمام أطفاله وحين جاء الناس لم يجدون في المطبخ كيلو دقيق. هناك مآسي يندي لها جبين الانسانية يدفع ثمنها رجال الجيش والأمن وهم أشرف شريحة وطنية عظيمة. تعاقب اليوم والكل يتفرج عليها. الجوع كافر وقطع الرأس ولا قطع المعاش .اتسائل هنأ باي وجه تتكلم حكومة المحاصصة وتظهر أمام الشعب وهي منذ سته اشهر على تشكيلها لم توفر رواتب العسكريين وأي كلام لاشرعية وأي تبجح للانتقالي وهو يخطب عن الجنوب وقيادته تعيش البذخ بالدعم الخارجي والجبايات ومنتسبي الجيش والأمن يتضورون جوعاً
بقي القول إن التاريخ لن يغفر للصامتين عن معاناة العسكريين ولن ينسون وأولادهم هذا القهر والإذلال المشين الذي لم يسبق له مثيل في سياسة التركيع لهامات انظف واطهر الناس في هذا الوطن الجريح ولنا عودة