سلطنة عُمان تؤكد عدم تراجع مساعيها في إنهاء الحرب اليمنية

عدن الحدث..
 
أكدت سلطنة عمان، أنها ماضية في مساع دؤوبة لإنهاء حرب اليمن، وبعد أيام من تصريحات رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط، الذي أكد توقف الوساطة العمانية منذ أشهر، وأن لا أفق للحل السياسي في اليمن حاليا.
وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في كلمة بلاده عبر الاتصال المرئي، أمام الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة إن “السلطنة ماضية في مساعيها الدؤوبة والعمل مع السعودية والمبعوثين الأممي هانس غروندبرغ والأميركي تيم ليندركينغ الخاصين باليمن والأطراف اليمنية المعنية”.
وأكد على أن بلاده تضم صوتها إلى كل من يؤمن بحتمية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة القائمة، بما يعيد إلى اليمن الشقيق أمنه واستقراره، وعودة الحياة فيه إلى طبيعتها، ويحفظ أمن دول المنطقة ومصالحها.
وتهدف المساعي العمانية وفق البوسعيدي، إلى إنهاء الحرب من خلال تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار من الأطراف كافة، واستئناف الجهود الإنسانية بشكل كامل.
ويعد تأكيد البوسعيدي أول تصريح عماني رسمي بعد أيام من انتهاء زيارة غروندبرغ إلى مسقط من دون أن تسفر عن أي تقدم في المفاوضات بين الحكومة الشرعية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ سنوات.
في المقابل قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، إن ميليشيات الحوثي رفضت كل المبادرات السلمية لإنهاء الحرب في اليمن بأمر من إيران، مؤكداً قبول الحكومة الشرعية والتزامها بكافة المبادرات لاسيما المبادرة السعودية.
أحمد عوض بن مبارك: التعنّت الحوثي أفشل كل مبادرات السلام الإقليمية والأممية
وأضاف بن مبارك في كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الحكومة الشرعية مدت يدها للسلام عدة مرات لتجنيب اليمنيين الدمار، وقبلت كل المبادرات بما فيها المبادرة السعودية "والتي تقوم على وقف إطلاق النار الشامل كأهم خطوة إنسانية تساهم في معالجة كافة القضايا الإنسانية والاقتصادية.. لكن جميع هذه الجهود مع الأسف قوبلت بالتعنت الكامل من قبل ميليشيا الحوثي".
ويشهد اليمن منذ نحو سبع سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر2014.
وسبق وأن عبر البوسعيدي عن قناعته القوية بوقف الحرب اليمنية ودفع المسار السياسي، معتبرا أن من واجب بلاده مساعدة اليمن على الاستقرار. مؤكدا “نحن قاب قوسين من دفع العملية السياسية اليمنية”.
ورفعت تأكيدات وزير الخارجية العماني من منسوب الأمل المتراجع منذ أشهر في اختراق الانسداد الجاري في الأزمة اليمنية.
وقالت مصادر سياسية عمانية إن السلطنة تقوم، بالتوازي مع تحركها في الملف اليمني، بجهود لتقريب وجهات النظر السعودية - الإيرانية، حيث تمثل طهران الداعم والمحرض الأول للحوثيين.
وتسيطر حالة من الضبابية على الملف اليمني في أعقاب فشل الجهود الأممية والدولية في تمرير خطة لوقف إطلاق النار في اليمن شبيهة باتفاق ستوكهولم، الذي نجح في وقف الحرب بين قوات المقاومة المشتركة والميليشيات الحوثية على الرغم من استمرار الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين والتي لم تتوقف منذ التوقيع على الاتفاق في العام 2018.
وعبّر مصدر سياسي عماني في تصريح لـ”العرب” عن تفاؤله بأن تتكلل جهود بلاده بحل الملف اليمني على صعوبته، مشددا على أن الأمر سيأخذ بعض الوقت.
وعبّرت الصحافية هيلين لاكنر المتخصصة بالشأن اليمني عن اعتقادها أن المحاولة العمانية في الوقت الحالي هي أكثر المبادرات التي رأتها إيجابية منذ سنة 2016.
هانس غروندبرغ: سأعمل بلا هوادة مع جميع اليمنيين من أجل إقرار السلام
وترى لاكنر التي تعيش في اليمن منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما، في الدور العماني بارقة أمل، نظرا للجهود العلنية التي باتت تلعبها مسقط في استثمار علاقاتها الجيدة بالحوثيين لتحفيزهم على التعاطي بمرونة مع الخطة الأممية لوقف إطلاق النار والمبادرة السعودية للسلام في اليمن، مؤكدة على وجود سمات سياسية تميز الدور العماني، الذي قالت إنه امتداد “لسياسة حياد عامة في جميع أنحاء العالم”.
غير أن المتابعين للملف اليمني يؤكدون أن الوقت لا يزال مبكرا أمام أي تسوية سياسية، في الوقت الذي تتفاعل فيه حمى الصراعات على الأرض ويسعى كل طرف لتعزيز وجوده، بينما يجري التباحث في كواليس الدبلوماسية الإقليمية والدولية عن صيغة جديدة تلبي احتياجات كل الفاعلين في الملف اليمني بما في ذلك إيران والسعودية وسلطنة عمان التي تتعاطى مع مخاوف واحتياجات أمنها القومي وحدودها الجيوسياسية.
وفي غضون ذلك تعهد المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الإثنين، بالعمل على إشراك النساء في جهود السلام بالبلاد.
وقال مكتب غروندبرغ في بيان “تعقد المجموعة النسوية اليمنية الاستشارية المُختصّة اجتماعاً هذا الأسبوع (لم يذكر موعده) في العاصمة الأردنية عمّان، وقد التقت بالأمس المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن".
ونقل البيان عن غروندبرغ قوله "أرحّب بالأعضاء الجدد في هذه المجموعة التي تعكس التنوّع الذي يتطلبه مستقبل ‎اليمن".
والمجموعة النسوية اليمنية الاستشارية، مشكلة من قبل مكتب المبعوث الأممي، وتتكون من عدة ناشطات يمنيات بارزات.
وأضاف المبعوث الأممي الذي تولى المنصب قبل أسابيع، أنّ “التزامكنّ بالسلام هو مصدر إلهام”.
‏وتابع “سأواصل التطرّق إلى أهمية الشمولية ولاسيما شمولية النوع الاجتماعي في جهود السلام، والإصرار عليها مع أطراف النزاع والجهات الفاعلة”. وتعهد بالعمل على هذه المسألة مع الجميع بلا هوادة