حوارات
اللواء بن بريك : المجلس الانتقالي ينبثق من مبدأ التصالح والتسامح
قال اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي " يجب أن نعي أن شعباً مثل الشعب الجنوبي، عظيم الصبر وعظيم الإدراك، يجب المحافظة عليه، قبل أن ينفذ صبره ويتحول إلى نقمة عظيمة على من استهان به".
وأضاف اللواء بن بريك في مقال سياسي كتبه في الذكرى 17 للتصالح والتسامح الذي يصادف 13 يناير "وبما أننا نمر بذكرى التصالح والتسامح الذي يستدعي المصارحة والوضوح ليكتمل ويتعزز، فإنه لا بد لنا من الاعتراف أن القيادة السياسية الجنوبية قد صاحبتها بعض الإخفاقات التي أُرجعها إلى التجربة السياسية القليلة، ولا ننسى الإرث الكبير لثقافة الفساد التي صاحبت جيل جنوبي كامل، بالإضافة إلى بعض الأخطاء الفردية".
وحدد اللواء عددا من المنطلقات لتعديل بعض المفاهيم التي يجب أن ترسخ في الوعي الجمعي لدى أبناء الجنوب قيادة وشعباً أوردها في مقالته وننشر نصه هنا :
" سبعة عشر عاماً مرت على تبني شعب الجنوب العظيم لمبدأ التصالح والتسامح انطلاقاً من العاصمة عدن، في موقف جمعي يشهد له التاريخ بتحويل الذكرى المأساوية إلى مناسبة تؤسس لتلاحم النسيج الاجتماعي الجنوبي، وذلك في الثالث عشر من يناير 2006م.
برغم كل المحاولات الاستخبارية والقمعية العسكرية والأمنية لآلة الاحتلال اليمني للجنوب، ووصولاً إلى رأس هرم السلطة للتحريض العلني والسري من أجل وأد مشروع التصالح والتسامح، إلا أن إرادة الشعب الجنوبي تجاوزت كل ذلك، وتجلت نتائج هذا المبدأ بعد عام ونصف من إعلانه، من خلال انطلاق فعاليات الحراك السلمي الجنوبي بشكل رسمي في السابع من يوليو 2007م، والذي بدوره أدى إلى تفكك المتآمرون على الشعب الجنوبي وقضيته، وهو ما ساهم بشكل مباشر في الانتصار العسكري بمؤازرة دول التحالف العربي على قوى الاحتلال الحوث عفاشي.
لم يتوقف شعبنا الجنوبي عن مسيرته النضالية في السعي لإعلان دولته الجنوبية المستقلة عند ذلك، بل سعى إلى توحيد الجهود المتفرقة وتثبيتها في بوتقة تنظيمية واحدة انبثق عنها المجلس الانتقالي الجنوبي، تحت نفس مبدأ الانطلاق، التصالح والتسامح الجنوبي، وهو ما دعى أعداء الجنوب إلى التآمر من جديد على الجنوب وقضيته، من خلال التلاعب في الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطن اليومية، والتي ساهم فيها الوضع السياسي المتردي للبلد.
وبما أننا نمر بذكرى التصالح والتسامح الذي يستدعي المصارحة والوضوح ليكتمل ويتعزز، فإنه لا بد لنا من الاعتراف أن القيادة السياسية الجنوبية قد صاحبتها بعض الإخفاقات التي أُرجعها إلى التجربة السياسية القليلة، ولا ننسى الإرث الكبير لثقافة الفساد التي صاحبت جيل جنوبي كامل، بالإضافة إلى بعض الأخطاء الفردية.
من هنا نجدها فرصة سانحة لتعديل بعض المفاهيم التي يجب أن ترسخ في الوعي الجمعي لدى أبناء الجنوب قيادة وشعباً، ونسرد بعضها كالتالي:
- برغم أهمية مبدأ التسامح بين الناس إلا أن الأهمية الكبرى تكمن في مبدأ التصالح، الذي يعد الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، ولكن لا بد من الاستعداد الحقيقي لتقديم التنازلات من الجميع للجميع بدون استثناء.
- ترسيخ مبدأ الشفافية في كل الإدارات والدوائر الحكومية والتنظيمية، وتقليص الفوارق المادية والمعنوية بين القيادات والمواطنين، لتمكين الشعور بالتصالح بين كافة شرائح المجتمع.
- تأصيل فكرة أن القيادة لم تأتِ إلى موقعها تشريفاً وعرفاناً على ما قدمته، مهما كان ما قدمت، بل هو تكليف قبلته هذه القيادات لخدمة الشعب وتحقيق تطلعاته، وعلى من يرى عكس ذلك، إفساح المجال لغيره.
- التصالح مع أسر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم، والجرحى الذين يعانون هم وأسرهم بسبب التضحيات الجسيمة، من أجل تحقيق تطلعات الشعب، والالتفات إليهم بشكل واقعي لجبر الضرر الذي لحقهم.
- ضرورة تبني خطاب إعلامي واقعي يلامس قضايا الوطن والمواطنين لتعزيز وحدة النسيج الجنوبي يؤسس للعدالة الاجتماعية والتلاحم الجنوبي.
وأخيراً وليس آخراً، يجب أن نعي أن شعباً مثل الشعب الجنوبي، عظيم الصبر وعظيم الإدراك، يجب المحافظة عليه، قبل أن ينفد صبره ويتحول إلى نقمة عظيمة على من استهان به".