تقارير
حضرموت والحل المعجزة...!!
أحد مشاكلنا في هذه الحياة أننا كبرنا ونسينا أن نأخذ قلوب ألاطفال معنا و نحن نكبر ..!
كبرنا و تركناها تقسو و تشتد ، حتى أصبحت عظاما صلبة في صدورنا ، كبرنا ونسينا أن أجمل البشر هم ألاطفال الكبار ، ترى الشيب قد غطى رأس أحدهم وقلبه قلب إبن الخامسة ، يبكيه منظر مريض قد يأس منه ألاطباء ، و يوجعه منظر مسكين يمد يده للناس ..
حدثت قصه غريبة وممتعة جدا ، في عائلة فقيرة مكونه من أب وأم وولد وبنت صغيرين ، عندما مرض الصبي مرضا شديدا ، وبعد الفحوص المخبرية والتحاليل الطبية تبين أنه يعاني من ورم خبيث في رأسه , وبعد الحديث مع الطبيب المعالج عاد الأب إلى البيت ليخبر أم الصبي أن إبنها بحالة حرجة ولا بد من إجراء عملية جراحية باهظة التكاليف ، وأن إبنهما بين يدي الله ويحتاج إلى معجزه .
سمعت البنت الصغيرة حديث أبويها وأخذت ما بحصالتها من فلوس بسيطة وتوجهت إلى أقرب صيدلية وخاطبت الصيدلي : أريد أن أشتري معجزة ووضعت فلوسها على الطاولة ، رد عليها ضاحكا : ومن قال لكي أني أبيع المعجزات ؟ , وكان رجل آخر واقف فقال لها بإهتمام: حدثني عن المعجزه التي تريدينها ! قالت له ببراءه : لا أدري ولكن أبي أخبر أمي أن أخي يحتاج إلى معجزه حتى لا يموت ، فهل تكفي هذه الفلوس !، قال لها بإبتسامة وصوت دافئ : نعم تكفي ولكن علي أن أرى أخاك أولا ، كان هذا الرجل هو (كارلتن آرمسيترونغ) جراح ألاعصاب المشهور جدا ، ذهب مع البنت إلى البيت وقابل أبوها و رأى الفحوصات المختبرية وقال لهم : أنا سأجري العمليه بمشفاي ، وبالفعل قام بإجراء عمليه ناجحة للصبي ولم يتقاض أكثر من الفلوس التي أعطته إياها البنت ..
الأحساس بالآخرين هو ما يجعلنا بشرا ، لسنا مجرد أشجار مغروسة بجنب بعضها البعض ، تتسابق جذورها في باطن الأرض أيها يأخذ من الغذاء أكثر !!!. .
وعلى ضفاف كل ما تقدم نرى أن حضرموت هي الخير والسلام والمحبه للجميع وتعتبر هي القلب النابض لليمن بكل مافيها من ثروات وإرث فني وحضاري منذ القدم ، ولكن للأسف أصبح أهلها مثل تلك الطفلة يبحثون عن معجزه تنصف هويتهم وترقى بهم إلى المستوى المأمول الذي يتمنوه توازيا مع كل ما لديهم من خيرات في ظل تخاذل كبير من ذوي القرار ، وكل النداءات العاطفية التي أصبحت مجرد شعارات تكررت كثيرا على مسامع الجميع حتى فقدت مصداقيتها كونها أصبحت مجرد نفايات فكرية ويجب التخلص منها .
في باطن حصالتنا الحضرمية الكثير والكثير ليس مجرد ريالات معدودة كما هو موجود مع تلك الطفلة ولكن نحن بحاجه إلى قلب وفكر منصف يكون حلا لكل أزماتنا المتراكمة ويلبي كل مطالبنا السهلة التي أصبحت مستحيلة .