تقارير

الجنوب.. صوت الاستقلال يتعالى رغم الأزمات الاقتصادية

(عدن الحدث) حافظ الشجيفي :

منذ أن أطلقت فرق التواصل والتوعية السياسية التي شكلها المجلس الانتقالي الجنوبي نشاطاتها في مختلف محافظات ومديريات الجنوب مؤخرا، بدأت تتضح معالم المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة. حيث كان لي شرف متابعة هذه الأنشطة عن كثب، ليس فقط من خلال وسائل الإعلام، بل وعبر تواصل مباشر مع المواطنين الجنوبيين الذين شاركوا في اللقاءات والانشطة التي نظمتها فرق التواصل والتوعية السياسية خلال فترة عملها فقد عكست ردود أفعالهم عمق الوعي الوطني وحرصهم على التعبير عن تطلعاتهم السياسية بقوة ووضوح.

خلال هذه اللقاءات، التي شهدت حضورًا واسعًا من قبل المواطنين، كان التركيز واضحًا على المطالب السياسية والوطنية، حيث أبدى الغالبية الساحقة من المشاركين اهتمامهم الكبير بقضية الاستقلال واستعادة دولة الجنوب. ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب الجنوبي، إلا أن الحديث عن القضايا الاقتصادية لم يكن له نفس الزخم أو الأولوية.

وفي هذا السياق، جاءت تصريحات المحامي يحي غالب الشعيبي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس فريق التواصل والتوعية السياسية لمحافظة الضالع، لتسلط الضوء على هذه الحقيقة المؤلمة. حيث أكد أن 95% من أبناء الشعب الجنوبي ركزوا على القضايا السياسية المتعلقة بالاستقلال واستعادة الدولة، بينما لم يتجاوز الاهتمام بالقضايا الاقتصادية 5%. هذه الأرقام تعكس وعيًا جماهيريًا عميقًا بحقيقة الوضع الراهن، وتؤكد أن الشعب الجنوبي لن يتنازل عن حقوقه الوطنية تحت أي ظرف.

إن ما يثير القلق هو محاولات البعض تشويه هذه الحقائق وإيهام الناس بأن الأولويات قد تغيرت على نحو لا يعكس سوى أجندات تستهدف النيل من إرادة الشعب الجنوبي وتضحياته المتواصلة. فالتاريخ قد أثبت أن الارتباط بالشمال لم يجلب للجنوب سوى الويلات والمآسي، وهو ما يدركه المواطنون تمامًا.

إن أي محاولة لتضليل الرأي العام أو إيهام الجنوبيين بأن القضايا الاقتصادية يمكن أن تتقدم على القضية الوطنية هي بمثابة محاولة لإغراق الشعب في دوامة من الأوهام. فالشعب الجنوبي، الذي قدم التضحيات الجسام من أجل قضيته، لن يقبل أن تُختزل تطلعاته وتضحياته في مطالب اقتصادية فارغة.
 

إن الوضع الحالي يتطلب من الجميع الالتفاف حول القضية الجنوبية والعمل على تحقيق الاستقلال كهدف رئيسي. فالأزمات الاقتصادية، رغم قسوتها، لن تكون عائقًا أمام تحقيق هذه الأهداف الوطنية. فالشعب الجنوبي اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا لحقوقه، وهو مصمم على استعادة دولته وبناء مستقبل أفضل لأجياله القادمة.

عندما ننظر إلى الأفق، نجد أن صوت الاستقلال في الجنوب يزداد قوة، ويعبر عن الحق المقدس في تقرير المصير. وهذا الصوت يحتاج إلى مزيد من الدعم والتضامن، لتشكل إرادة الناس طوق نجاتهم من التحديات. إن خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي نحو تحقيق الاستقلال تظل محط آمال الملايين، الذين ارتضوا ألا يكونوا تابعين لأحد، بل يريدون أن يكون لهم كينونتهم الخاصة، وحقوقهم التي يجب أن تُعزز بحماية وطنية حقيقية.
 

بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام.. نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تختتم دورة تدريبية عن "الذكاء الاصطناعي" في العاصمة عدن


العميد وجدي باعوم الخليفي: الرمز الشبواني الأول في توحيد القوة العسكرية وتعزيز الأمن والاستقرار في شبوة


فريق التواصل بالمجلس الانتقالي يتفقد المركز الوطني لعلاج الأورام بمحافظة شبوة


مدير شرطة المنصورة يشدد على الإنضباط واليقضة والحس الأمني في العام الجديد