أهم اخبار الأسبوع
الزبيدي يهز عرش معاشيق
في لحظات فاصلة في مسيرة شعب الجنوب ومقاومته انعقد اللقاء الأول للمقاومة الجنوبية في صبيحة الحادي والعشرين من يناير برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المقاومة الجنوبية ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وذلك في قاعة البتراء بفندق كورال بالعاصمة الجنوبية عدن . الاجتماع تقرر للوقوف امام المستجدات الأخيرة التي تعتمل في المشهد السياسي الجنوبي وتحمل فيما تحمل سلوكا عدائيا تمارسه حكومة احمد عبيد بن دغر ضد مقومات المجلس الانتقالي الجنوبي الأمنية والعسكرية والشعبية . وذكر مقربون من كواليس الإجتماع بان هذه البادرة التي استجاب لها الشرفاء في قيادة المقاومة الجنوبية جاءت مستجيبة لحجم التحدي التي تمثله حكومة بن دغر باطرافها غير الجنوبية التي استغلت وجودها بعدن كي تكيد للجنوبيين وتتامر على مقدراتهم الأمنية والعسكرية وتحاول الاعتداء على منجزاتهم في تحرير الأرض وتطهيرها من ادران الارهاب الحليف لتلك القوى النافذة التي تقيم في معاشيق وتتخذ منه وكرا لإعادة إنتاج ظروف ما قبل شهر أبريل من العام 2015م . راى متابعون للشان الجنوبي في مخرجات اجتماع المقاومة الجنوبية نواة لتاسيس الكتلة العسكرية والامنية لخيار شعب الجنوب العربي في الاستقلال ومشروع استعادة الدولة . واضافوا بان تاريخ 21 يناير هو يوم حافل في سجلات التاريخ تضمن حدثا سياسيا يجعل يوماً تاريخياً ووطنيا بارزاً بامتياز ، ورأى محللون بان يوم الحادي والعشرين من يناير قد أعاد تسمية نفسه في مفكرة السياسة بانه يوم التحام القاعدة العريضة للمقاومة الجنوبية بالقائد ، حيث كسرت فيه المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي أغلال وقيود الصبر إزاء فساد وعنجهية حكومة الشرعية وسلوكها المنحرف المستعدي لمسيرة النضال الجنوبي التي يتزعمها المجلس الانتقالي الجنوبي . وتابعوا قائلين بان المخرجات تحمل لحظات تاريخية حيث تم إعلان (حالة الطوارئ) في عموم محافظات الجنوب كمخرج ومقرر لاجتماع الكتلة العسكرية الموالية لخيار التحرير والاستقلال بما يمثله ذلك الإعلان بنظر الكثير من أبناء شعب الجنوب من ضرورة جاءت متاخرة لكنها خطوة جبارة وفي الطريق الصحيح. وكتب ناشطون جنوبيون على منصات التواصل الاجتماعي بان المهلة التي حددها الرجل الأول في السياق التنظيمي السياسي والعسكري في مؤسسات الجنوبيين السيادية ممثلة في المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية تعتبر مبايعة للزبيدي ليقود مرحلة جادة من النضال السياسي والعسكري ضد حكومة معاشيق المارقة . وأكد هؤلاء الناشطون بان تداعيات التهديد الجاد الذي أطلقه الزبيدي بما قيده من تأقيت حقيقي للمدة الممنوحة لقيادة السلطة اليمنية العليا ، قد ظهر جليا في الارتباك الذي بدأ على مكونات تلك السلطة وتحركاتها المذعورة في كواليس فنادق الرياض لترتيب الأوراق وإصدار القرارات المستجيبة لإرادة المقاومة الجنوبية والخضوع أمام إرادة الشعب الجنوبي وارادة ممثليه وقبضته الطولى المتمثلة في قيادات المقاومة الجنوبية التي حضرت اجتماع الحادي والعشرين من يناير الجاري . حيث افادت مصادر مقربة من الحكومة اليمنية برئاسة احمد عبيد بن دغر، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي ، يجري مشاورات مكثفة بشأن ، إعادة تشكيل الحكومة، بما يتوافق والوضع الراهن الذي تمر به البلاد . وأضافت تلك المصادر، بان قرارات رئاسية سيصدرها الرئيس هادي ، تزامناً مع مطالب الشعب الجنوبي بإقالة الحكومة ومطالبات المقاومة الجنوبية. وأشارت المصادر إلى أن المعلومات المتاحة حتى الآن لم تحدد نسبة التعديلات في الحكومة الحالية، والحقائب الوزارية التي سوف تطالها التعديلات. وفي هذا المضمار علق أبو همام عبدالناصر بن بعوة القيادي في المقاومة الجنوبية بعدن في لقاء عقب الاجتماع لـ(تحديث تايم) قائلا "إن اجتماع المقاومة الجنوبية تاريخي، يلبي طموحات شعب الجنوب وكان رسالة واضحة جدا بالحفاظ على منجزات الثورة الجنوبية ورسائل إلى حكومة الشرعية في تفاقم الفساد الحاصل ومعاناة شعبنا من هذه الحكومة التي نذوق منها الأمرين، ونتمنى أن تكون مخرجات بيان الاجتماع هي اللبنة الأساسية لتثبيت الأمن والأمان وإعادة الخدمات للشعب كما هو وارد في البيان الختامي". وبخصوص ما يعنيه إعلان حالة الطوارئ في الجنوب قال أبو همام "إن حالة الطوارئ أتت عقب تمادي سلطات الشرعية بزرع الفوضى وزعزعة الاستقرار"، مشيرا إلى أن "أطرافا بالحكومة تدخل أناسا إلى عدن بعباءة النازحين وهم ليسوا نازحين، وكذا إعلان حالة الطوارئ هو لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في الجنوب". من جانبه قال العميد صالح ناصر الناخبي معلقاً على إعلان حالة الطوارئ في الجنوب "أولا الاجتماع يعتبر لحظة تاريخية، وإعلان حالة الطوارئ هو القرار الصائب الذي كان مفروضا إعلانه عقب تحرير عدن مباشرة من أجل توحيد كافة القوى وتشكيل جيش جنوبي يحمي هذا الوطن ويحمي الإنسان الجنوبي. ثانيا تأكيد تآزرنا وتلاحمنا نحن مع التحالف ومع شرعية الرئيس هادي، فهادي منا وإلينا، فهو جنوبي وقدم بالحرب ما لم يقدمه أحد، ولكن هناك أخطاء كارثية تمارسها حكومة الشرعية التي تحاول إذلالنا، فمثلا أنا منذ 25 شهرا أعمل بدون راتب، رواتبنا أخذتها الحكومة للمجهود الحربي ونحن في الجبهات، وهذا إذلال وتركيع لنا، يريدون أن نطلبهم أو نرجع لهم أو نكون تابعين لهم، لن نقبل نحن لسنا عبيدا نحن خلقنا الله أحرارا وسنظل أحرارا". وبخصوص المهلة، وما إذا انتهت بدون أي اهتمام رئاسي قال الناخبي "إذا انتهت المهلة لنا قرارات سوف نتخذها كمقاومين، نحن جاهزون للتصعيد، وسنبدأ مثلما خرجنا أول يوم من الحرب، سنواصل نضالنا، ليس لدينا أي مشكلة، ليس لدينا أموال أو أرصدة نخاف عليها، نحن لدينا فقط أرواح نحملها جاهزة للموت في أي لحظة، سوف نموت بشرف من أجل الدين والأرض والعرض ولن نساوم في هدفنا وتحرير أرضنا". ولاقى إعلان حالة الطوارئ في الجنوب قبولا واصطفافا شعبيا ليس له مثيل، وأكدت شخصيات سياسية ومحللون جنوبيون بأن إعلان حالة الطوارئ في الجنوب هو الحدث الذي انتظره شعب الجنوب طويلاً للنيل من الحكومة الفاسدة وطردها من عدن.