مجتمع مدني وصحة
وسطاء محليون يقودون حوارات مجتمعية حول مشاكل خدمية وتنموية في مديرية خور مكسر
يواصل الوسطاء المحليون في مديرية خور مكسر عقد الجلسات الحوارية المجتمعية حول عدد من المشاكل الخدمية والتنموية في المديرية، ضمن مشروع "التواصل الاستراتيجي ودعم السلام"، الذي تنفذه منظمة البحث عن أرضية مشتركة – مكتب اليمن، بالتعاون مع مركز المرأة للبحوث والتدريب – جامعة عدن.
حيث نفذ فريق من الوسطاء المحليين جلسة حوارية حول مشكلة طفح مياه الصرف الصحي في منطقة "الشابات"، بحضور ومشاركة طلاب جامعيين وناشطين مجتمعيين وشخصيات اجتماعية وعقال حارات من عدة أحياء سكنية، الذين أكدوا أن طفح مياه المجاري من أهم مشاكل التي يعانيها أهالي المديرية وأعلاها حساسية ومصدر للنزاعات المجتمعية، وبدأت تزداد وطأتها ويتوسع نطاق تأثيرها خلال السنوات الأخيرة.
وأرجع المشاركون أسباب المشكلة إلى عدم قيام المجلس المحلي والجهات المعنية بدورها المناط بها رغم الشكاوى المرفوعة إليها، الضغط على شبكة الصرف الصحي نتيجة الكثافة السكانية، قدم الشبكة وعدم الصيانة الدورية لها، البناء العشوائي والتخلص من مخلفاته في قنوات التصريف، ما يؤدي إلى انسداد المجاري، وطفح مياهها وتجمعها في مستنقعات مسببة صعوبة في عبور الطرقات وانتشار الأمراض السارية والأوبئة، وعن أبرز المعالجات أشاروا إلى ضرورة توسيع أنابيب التصريف، ربط الشبكات الفرعية بالشبكة الرئيسية، ورفع مستوى وعي المجتمع بالحفاظ على البيئة المحيطة والمنظر الجمالي للمديرية.
من جانب آخر نفذ فريق آخر من الوسطاء المحليين جلسة حوارية في مقر المجلس المحلي للمديرية حول بناء محرقة للنفايات الطبية في مستشفى "الجمهورية" التعليمي، بحضور ومشاركة قيادة وأعضاء المجلس وناشطين مجتمعيين وعاقل حارات منطقة "14 أكتوبر" إلى جانب عدد من سكانها المتضررين من تلوث الهواء بالأدخنة المتصاعدة من المحرقة، الذين أكدوا مشاهدة الأدخنة تتصاعد من مدخنة المحرقة رغم عدم تدشين العمل فيها رسميًا، ورفعوا شكاوى إلى الجهات المسئولة بخصوص ذلك، منوهين إلى أن عملية إحراق النفايات الطبية استمرت سابقًا لأيام واستدعت أحيانًا تدخل الدفاع المدني، وتسببت في حدوث حالات اختناق.
وأوصى مشاركون بتنفيذ زيارة إلى مستشفى "الصداقة" والاطلاع على تجربة محرقتها والاتفاقية المبرمة حولها ومقارنتها مع اتفاقية محرقة مستشفى "الجمهورية" وتفاوت احتياطاتهما الصحية والبيئية ومعاناة السكان المجاورين للمستشفيين، كما طُرحت مقترحات حول نقل المحرقة إلى مساحة أخرى في قسم الصيانة بالمستشفى، وكذا إلى ضواحي المحافظة، مشددين على ضرورة مراعاة بناء المحرقة للمواصفات الدولية، والحضور الإشرافي للسلطة المحلية في تشغيلها بشكل يتوافق مع السلامة البيئية، والمتابعة الدورية للهيئة الإدارية بالمستشفى بالحرص على عدم الاستخدام السيء لها، وضمان عدم الإضرار بصحة سكان المنطقة.
كما نُوقشت مشكلة تكدس أكوام القمامة على مستوى مناطق وأحياء سكنية في المديرية وخاصةً في حيّ "الأحمدي" و"السلام"، في جلسة حوارية عُقدت بالأمس، جمعت فريق من الوسطاء المحليين مع أعضاء المجلس المحلي للمديرية وممثلين عن صندوق النظافة وتحسين المدينة، وخرج الحوار بجملة من التوصيات من شأنها ترشيد طرق التخلص من القمامة ورفع أكوامها، ومن بين المقترحات المقدمة وضع أحواض حديدية للقمامة في الحارات والأحياء السكنية، مرور دوريات النظافة بشكل منتظم، والتوعية بالتعاون المجتمعي.
ويعمد الوسطاء المحليين في الجلسات الحوارية إلى التخفيف من حدة النزاع المجتمعي حول المشكلة؛ بالتقريب بين مواقف أطرافه، والبحث معهم عن نقاط مشتركة؛ لتكون منطلقًا لحوار هادف وبناء، يصل إلى نتيجة مرجوة ومُرضية للجميع، وذلك بوضع رؤية موحدة تصب في مصلحة السكان المحليين وتنهي معاناتهم، وتشرف المنظمة بالتعاون مع المركز على عملية الحوارات المجتمعية التي يقودها الوسطاء المحليين في مجتمعاتهم، مستعينين بمجموعة عوامل من شأنها أن تسهم في معالجة قضايا النزاعات، لعل أهمها الموارد المحلية التي يمكن الاستفادة منها، وأفراد المجتمع الموثوق بهم لتسهيل العملية.
يُذكر أن مكتب منظمة البحث عن أرضية مشتركة SFCG في اليمن ينفذ مشروع "التواصل الاستراتيجي لدعم السلام" في محافظة عدن بالتعاون مع مركز المرأة للبحوث والتدريب، وتمويل من حكومة المملكة المتحدة، ويهدف المشروع بشكل عام إلى تعزيز بنية السلام في اليمن عن طريق دعم المجتمع المدني والجهات الفاعلة في مجال السلام من خلال حملات التواصل الاستراتيجية، بما في ذلك تشجيع المجتمع المحلي على المشاركة في بناء السلام، وتحسين قدرة المجتمع المدني على تدعيم وتوسيع نطاق السلام.