محليات وأخبار
اليمن تحتفل بالاستقلال وسط احتقان سياسي حاد
البديل --هدير محمود
- الإثنين, ديسمبر 1, 2014
تحتفل اليمن خلال الأيام الجارية بالعيد السابع والأربعين لاستقلالها عن الاستعمار البريطاني، وسط حالة كبيرة من الاحتقان السياسي الذي يواجهه الشارع اليمني، سواء من مطالبات بانفصال جنوب اليمن عن شماله، أو من الحالة الأمنية الصعبة التي يواجهها، أو من التوترات بين التيارات والحركات والأحزاب المختلفة هناك.
أدركت بريطانيا منذ بداية إطلاقها لموجاتها الاستعمارية أهمية موقع عدن، فحاولت أن توجد لها مكانًا على هذه المنطقة، وتمكنت عام 1799 من احتلال جزيرة "ميون" وبدأت تظهر رغبتها في فرض نفوذ قوي لها في عدن وما حولها، حتى جاء عام 1802 وقد تمكنت من عقد اتفاقية مع سلطان لحج الذي كانت عدن تابعة لسلطنته، وبموجب هذه الاتفاقية التزم السلطان بفتح عدن أمام البضائع البريطانية وحماية رعاياها، لكن ذلك كان غير كاف لبريطانيا التي عملت على فرض سيطرتها المباشرة على عدن بشتى الطرق.
دبرت بريطانيا الحادث الذي وقع في يناير 1837 في المياه اليمنية واتخذته ذريعة لاحتلال عدن، حيث غرقت السفينة "داريادولت" قرب عدن وزعم قائدها الكابتن "هنس" أنها أغرقت من قبل مهاجمين يمنيين، فأخذ يخطط لاحتلال عدن، وفي 19 يناير عام 1839، تقدم نحو مدينة عدن في معركة غير متكافئة سقط فيها حوالي 139 شهيداً من أبناء اليمن الذين حاولوا مقاومة القوات الغازية التي كانت كثيرة العدد وعالية التدريب والتسليح.
منذ أن سيطرت القوات الاستعمارية على مدينة عدن شرعت في تنفيذ مختلف الخطط والتدابير التي تمكنها من الاستقرار وبسط نفوذها في جنوب اليمن، وكانت إحدى الوسائل أو الآليات التي اتبعتها هي الاتفاقيات والمعاهدات التي نجحت في عقدها مع الحكام المحليين للإمارات والسلطنات التي كانت قائمة حينئذ، كما عملت على تمكين وجودها في عدن من خلال تدابير أخرى سياسية وعسكرية فنقلت إليها جزءا من سلاحها الجوي وتعزيز قوات المشاة، وفي العام 1937 أعلنت عدن مستعمرة تابعة للتاج البريطاني وصارت تدار من حاكمها البريطاني من لندن مباشرة.
ظهرت حركات مقاومة مثل جبهة التحرير القومي، وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل المختلفة في التوجهات عن السابقة، وفي 10 ديسمبر 1963 أعلنت حالة الطوارئ عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي، واستمرت هجمات الفصائل حتى انسحبت القوات البريطانية عن عدن في 30 نوفمبر 1967، لتقع "عدن" تحت الاحتلال لفترة 129 عاماً.
لم يمضي يوم من أيام الفترة التي قضاها المستعمرون البريطانيون في جنوب اليمن دون مقاومة ضد الاستعمار وهي مقاومة بالفعل أجبرته على الجلاء من هذه المنطقة، فلم يستسلم أهالي المستعمرة البريطانية "عدن"، حيث وجد الكابتن "هنس" مقاومة منذ اليوم الأول الذي وطأت أقدامه الخليج الأمامي لمدينة عدن، إلى حين خرج من المدينة نفسها المقدم "داي مورغان" في 30 نوفمبر1967 وهو آخر عسكري إنجليزي كانت تحتفظ به بريطانيا في عدن.
تزامناً مع ذكري الاستقلال واحتفال اليمنيين به، تجمع الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي منذ الصباح وبدؤوا بالتوافد إلى مدينة عدن، للمطالبة بفك الارتباط عن نظام صنعاء، والدعوة إلى تظاهرة مليونية ومهرجان حاشد، وشوهدت مئات السيارات وعلى متنها الآلاف يحملون أعلام دولة الجنوب السابقة، تتجه نحو ساحة الاعتصام المفتوح في حي "خور مكسر"، وفي التوقيت نفسه يحتشد الجنوبيون في مدينة "المكلا" حيث يقوم هناك منذ أكتوبر الماضي، اعتصام آخر يتبنى مطلب الانفصال أيضاً.
من جانبها أعلنت السلطات اليمنية عن تعزيز الإجراءات الأمنية في مدينة عدن وكافة المحافظات الجنوبية، وذلك تحسبًا لأعمال عنف تشهدها مدن الجنوب في إطار التصعيد للمطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله.