أهم الأحداث اليوم
متحف الآثار بشبوة : تدمير ممنهج لتراث عريق
عدن الحدث - متابعات
متحف الاثار بمديرية بيحان انشأ في عهد الامارة الهبيلية ابان حكم امارات وسلطنات ومشيخات الجنوب العربي حيث كانت تتواجد في المتحف عدد كبير من القطع الاثرية التي تعود لعهود تاريخية قديمة جدا وظل المتحف يزهو بهذه الاثار ناهيك عن المواقع التاريخية والاثرية التي اقيمت عليها عدد من الحضارات ومنها عاصمة دولة قتبان مدينة تمنع وهجر كحلان الموجودة في مديرية عسيلان بمنطقة هجر الاشراف وايضا منطقة هجر بن حميد ومدينة (هجر حنو الزراير )بمديرية عين بيحان .
متحف بيحان ما بعد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م:
بعد الاستقلال الوطني في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ م حافظت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على متحف الاثار بمديرية بيحان وقامت بتطويره كثيرا وادخلت للمتحف جزاء من تاريخ مناضلي الجبهة القومية ومنها صور شهاء الكفاح المسلح ضد الانجليز وبعض المدافع والاسلحة التي استخدمها الثوار بجبهة بيحان لقتال الانجليز اضافة الى عرض بعض العملات النقدية لفترة حكم الجنوب العربي ,
كما تم العمل لتشجير حديقة المتحف حيث كان المتحف يزهو بالزوار من طلاب المدارس واللذين كانوا يزورون المتحف يوميا وكانت ادارات المدارس ببيحان تقوم بالتنسيق مع ادارة المتحف لاستقبال افواج من الطلاب لزيارة المتحف لربط الطلاب بتاريخ اباهم واجدادهم وايضا كثير من المسؤولين يقومون بزيارة المتحف من مختلف مناطق ومحافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بينهم الرؤساء والوزراء ومحافظين محافظة شبوة اللذين تعاقبوا على حكم المحافظة ابان جمهورية اليمن ومن بين الشخصيات الكبيرة المرحوم عبدالفتاح اسماعيل والرئيس على ناصر محمد والمرحوم على احمد ناصر عنتر وغيرهم من القيادات الجنوبية آنذاك ممن كانوا يسجلون اعجابهم بالمتحف في سجل الزوار كتوثيق واجراء رسمي كانت تقوم به ادارة المتحف . كما لم تقتصر زيارات طلاب المدارس والمسؤولين والمواطنين فقط للمتحف بل امتدت الى زيارة المواقع التاريخية والاثرية القديمة والتي كانت تابعة اداريا للمتحف ايضا .
كانت ادارة المتحف آنذاك ممثلة بالمرحوم الفقيد المناضل احمد عبداللة الكدادي تولي اهتمام كبير جدا بالمتحف والذي يعتبر أنداك ثاني متحف على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لما يحوية من القطع الاثرية التاريخية القديمة والذي يكتظ بمئات القطع التاريخية والاثرية, حيث برعت ادارة المتحف في تنظيم المتحف والعناية بة وعملت لمطالبة الجهات الحكومية أنداك لدعم المتحف للعمل لبنا اسوار حول المواقع الاثرية لحمايتها من الانجراف وعوامل التعرية الطبيعية وعبث ناهبي الاثار ومن هذه المواقع الاثرية التاريخية وابرزها مدينة ( هجر كحلان ) عاصمة دولة قتبان التاريخية والاثرية , وكانت الاثار في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحظى بحماية امنية من قبل الدولة أنداك وايضا من قبل المواطنين انفسهم فقد كان المواطن يعرف قيمة الاثار ويعتبرها جزاء من تاريخه وتاريخ بلدة .
متحف بعد سرقة المتحف ونهب المواقع الاثرية بعد العام 94م والى اليوم:
اليوم وبالتحديد من بعد العام ٩٤ م لم يتبقى من متحف بيحان الا جدار المتحف والاطلال الموجودة بالمتحف فمن من يدخل المتحف اليوم يرى الامور اختلت حيث يرى السور المنهار الذي لا يستطيع حماية غرف المتحف من لصوص الاثار ,كما يرى الحديقة التي عند مدخل المتحف وقد تحولت الى جرداء خالية من اي اشجار او شجيرات موجودة فيها , كما يرى عدم وجود الاحجار الكبيرة التي في طرف الحديقة امام البوابة الرئيسية للمتحف المنحوت عليها بخط المسند الحميري ولا يرى الا غرف مغلقة واطلال ما كان يعرف بمتحف الاثار ببيحان والذي تعرض لنهب منظم ومدروس من قبل عصابات صنعاء لكثير من القطع الاثرية بعد العام ٩٤ م .
وفي ظل صمت مخزي من الاجهزة الامنية بمحافظة شبوة , ادارة المتحف تبذل جهود كبيرة ممثلة بالأستاذ صلاح شاجره مدير متحف مديرية بيحان ولكن الادارة كمثل من ينحت بالصخر التقينا بمدير متحف بيحان الاستاذ صلاح شاجره والذي بداء لنا متحسرا ومحبطا على حال المتحف حيث قال : تعرض المتحف للنهب بطريقة ممنهجة ومنظمة فعلا بعد العام 94م , حيث ام نهب عدد كبير من القطع الاثرية قمنا بمتابعة بعضها وعودتها ولازالت الاغلبية مصيرها مجهول بينها ما يعرف بالقدر البرونزي الذي تم اخذة من المتحف في العام ٩٣ م بتوجيهات في بداية الامر من قبل الهيئة العامة للمتاحف والاثار تحت ذريعة ترميم القدر بألمانيا حيث تم رفض التوجيهات من قبل مدير المتحف السابق الفقيد احمد عبداللة الكدادي وبعد رفضة لتنفيذ التوجيهات تحت ذريعة ان التوجيهات مخالفة للقانون تم احضار توجيهات من رئاسة الجمهورية أنداك واحضار سيارة مع التوجيهات لحمل القدر الى صنعاء ,
حيث تم تسليم القدر البرونزي والذي يعود للعصر السبئي ولم يتم عودته للمتحف حتى يومنا هذا , كما اننا نعاني من عدم توفر الامكانيات لإعادة عمل المتحف من جديد واستعادة بعض القطع الاثرية الاخرى التي توجد في بعض متاحف الجمهورية اليمنية , كما ان الانفلات الامني كان له دور كبير جدا في كل ما حصل للمتحف مما اجبرنا على ان نقوم بأخذ بعض القطع الاثرية في منزلي للحفاظ عليها من لصوص الاثار طالبنا جهات الاختصاص كثيرا ولكنها لم تنصت لمطالبنا فالمتحف بحاجة الى سور كبير واعادة تأهيل المبنى من جديد او بنا بناية جديدة للمتحف , وجدنا ايضا حراس المتحف يشكون من نقص كبير في مرتباتهم والتي لا تتجاوز الخمسة وعشرين الف ريال يمني فقط .
التقينا بالمواطن خالد شيخ عامر احد ابناء مديرية بيحان من الناشطين المهتمين بالأثار ببيحان حيث قال :كان متحف مديرية بيحان من افضل المتاحف على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أنداك اليوم يقف أي مواطن امام بوابة المتحف يتحسر على وضع المتحف والذي تحول نفسة الى متحف من الماضي , النهب والسلب هما سبب ما وصل الية المتحف وبقية المواقع الاثرية بمديرية بيحان والتي تم تدميرها تدمير منظم وممنهج من قبل متنفذين وعصابات الشمال والتي عملت طول الفترة الماضية للعمل لطمس تاريخ وثقافة وهوية الجنوب , كان ابنائنا في السابق يزورون المتحف بمعدل مرتين سنويا من المدارس اليوم لا يوجد الا الاطلال فقط فالأشياء التي لن تصلها ايادي الناهبين مثل المواقع الاثرية قاموا بفتحها للنهب والسلب لتجار ولصوص الاثار من خلال الحفر العشوائي لكثير من المواقع التي لازالت لم يتم اكتشاف الا اشياء بسيطة جدا منها ومن هذه المواقع الاثرية هجر كحلان , وهجر حنوالزراير وهجر بن حميد وكثير من المواقع اما المباني التاريخية مثل قصر الشريف حسين الهبيلي شريف بيحان المبني من الطين والذي تم بناة من قبل شركة هندية ابان حكم امارة بيحان الهبيلية لمديرية بيحان وكثير من المباني اليوم تنهار امام اعيننا بدون أي عناية من السلطات وهذا ما تريده السلطات اليمنية وهو القضاء على أي حجر او شجر او بشر يؤكد للعالم بان هناك كان يتواجد على ارض الجنوب شعب اسمة شعب الجنوب ذو تاريخ وحضارة مستقلة وهوية مستقلة.
اما الاستاذ عوض حسين جديع الاسلمي من ابناء مديرية عين بيحان قال :
تتعرض مدينة هجر حنو الزراير لتدمير منظم حيث فتحت بعد العام 94م للناهبين وظللنا نطالب جهات الاختصاص بالعمل لبناء سور لهذة المدينة التاريخية والتي تشير الى انها كانت عبارة عن سوق وجمرك يربط دولة قتبان بدولة سبا ولكن لا فائدة ولا حياة من تنادي وكان الامر مقصود هو تدمير كافة الاثار في الجنوب بينما نرى الاثار في الشمال يتم حمايتها والعناية بها ,ولازالت هجر حنو الزراير تتعرض للكثير من التدمير والنهب المنظم والممنهج بطرق متعددة وبطرق عشوائية يتم الحفر على الاثار بهذة المدينة التي كان من المفترض ان تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة اليمنية .
ان ما تتعرض الأثار والمواقع الاثرية بالتحديد بمديرية بيحان عسيلان وعين شي يدمي القلب حيث اصبحت الاثار تباع بالمزاد العلني ودمرت جميع المواقع التاريخية والاثرية القديمة ومنها متحف بيحان الذي تعرض للنهب والسرقة والتدمير حتى اغلق بشكل كامل منذ العام 94م.