لاتزال طائراتهم وممتلكاتهم مؤممة حتى الآن والأسباب مجهولة..آل باهارون: تاريخ اقتصادي مشرف في عدن ومجد مسلوب

لقى السيد/علي حسن باهارون الشخصية الاجتماعية والاقتصادية المعروفة بعدن، مداخلة قيمة في مؤتمر الشركات العائلية الذي أقيم بفندق كورال بمدينة عدن في الـ 27/12/2014، ونظراً لأهمية المعلومات الواردة فيها عن الدور التجاري لآل باهارون، الذين أممت ممتلكاتهم وطائراتهم التي كانت ضمن شركة باسكو التي يمكلها آل باهارون، ولم يتم إعادتها حتى الآن لأسباب مجهولة، وفيما يلي أبرز ماورد في المدخلة:ــبسم الله الرحمن الرحيملا يمكن للمرء أن يتحدث عن تاريخ عدن الاقتصادي في فترة ما قبل الاستقلال والسنوات الأولى بعد رحيل المستعمر البريطاني عن عدن، إلا ويذكر دور البيوت التجارية العدنية التي ساهمت مساهمة لا تغيب عن ناظر كل ذي بصيرة في ترسيخ مداميك ذلك الدور الاقتصادي لعدن، والذي لا يزال يتغنى به الجميع ويتذكرونه بكل فخر وشموخ، ويتحسرون على ماض، يتمنون لو يعود يوما لتعود معه أمجاد مدينة كان فضلها شجرة باسقة تمتد ظلالها على كل من سكن فيها وكل ما جاورها من بلدان، ومن بني الإنسان بغض النظر عن أوطانهم أو أجناسهم أو دياناتهم أو طوائفهم أو لغاتهم..وإذا ما ذكر ما كانت عليه عدن من رقي وتطور اقتصادي ساهمت فيه العديد من البيوت التجارية، فلا يمكن أن يغيب عن بال أحد الدور الاقتصادي المهم الذي مثلته شركات أسرة باهارون بمعية صهرهم إبراهيم مهدي، والتي مثلت بصمة راسخة في تاريخ تلك المرحلة لا يمكن أن يمحوها الزمن مهما توالت السنون، ومهما تعاقبت الأجيال، فهي جزء شديد الالتصاق بتاريخ عدن، ولا يمكن أن يذكر ذلك التاريخ، دون ذكر دور تلك الأسرة، ومساهمتها التي لا ينكرها إلا كل جاحد، تغيب عنه حقيقة الأشياء وهي ماثلة إمام ناظريه.- ترجع اصول عائلة باهارون الى منطقة الخريبة دوعن في حضرموت.- استقرت في عدن في نهاية القرن التاسع عشر .- بدأ السيد عبده (عبد اللطيف) حسن عبدالله باهارون ممارسة العمل التجاري في مطلع القرن العشرين في تجارة الجلود التي كانت رائجه في عدن في ذلك الوقت.- التأسيس الفعلي للعمل التجاري لعائلة باهارون تم في عام 1955م بتأسيس شركة الاخوان التجارية من قبل الاخوان محمد و عيدروس و زين و علوي و حسن باهارون وصهرهم ابراهيم حسن مهدي.- كانت شركة الاخوان التجارية من اكبر الشركات الأهلية في عدن وتنافس اكبر الشركات الأجنبية الموجودة في ذلك الوقت.- كانت شركة الاخوان وكلاء حصرين لما يفوق عن 40 علامه وشركه عالميه من شتى بقاع العالم مثل اوروبا وامريكا ومنها على سبيل المثال:((السيارات الأمريكية فورد بكافة موديلاتها - الثلاجات الأمريكية "ويربول" - الغسالات الأمريكية "ميتاج" - المكيفات الأمريكية نورج - التلفزيونات الأمريكية "زينيث" - الراديوهات الفخمة الأمريكية "زينيث" - الكاميرات الألمانية الشهيرة "زايس ايكون" - الساعات السويسرية الشهيرة "لونجينس" - الة الطباعة الأمريكية "اندروود")).- بالاضافة الى شركات التأمين ووكالة طيران الشرق الاوسط الخطوط الجوية اللبنانية والتي مازلنا نمثلها باسم وكالة الطيران والهندسة .- كانت شركة الإخوان التجارية تقوم بتموين كل مستودعات عدن بالبضائع وكذا المحميات (الجنوب) وشرق افريقيا والسعودية ودول الخليج.- في عام 1962م اسس اخوان باهارون محمد , عيدروس , زين , علوي , حسن , وصهرهم ابراهيم حسن مهدي شركة الاخوان للخدمات الجوية باسكو .- لم تمنح سلطات الطيران البريطانية في عدن الترخيص لباسكو ليحتكر العمل الجوي من قبل خطوط عدن التابعة للخطوط البريطانية.- في بداية عام 1966م سمحت سلطات الطيران في عدن لباسكو بالعمل في مجال الشحن الجوي الداخلي فقط , وبدأت باسكو للعمل بطائره من طراز (DC3) وزادت الطائرات لاحقا .
- في يونيو 1967م اي قبل استقلال الجنوب بخمسه اشهر انسحبت خطوط عدن الجوية من عدن لتترك فراغ جوي .- أثرا دالك وحتى لا تنقطع عدن عن العالم قامت باسكو بشراء طائرات جديده من طراز (DC6) بعد ان سمح لها بمباشرة العمل الجوي وقامة بتغطية كل المحطات الداخلية والخارجية وتوسعة .- واستوعبت ايضا كل العمالة التابعة للخطوط عدن الجوية المقدرة ب 1000 موظف وعامل.- كانت باسكو تطير الى لندن و بروكسيل وبومباي وبيروت و القاهرة وكل مناطق الصومال بالإضافة الى تغطيتها المحطات الداخلية كامل في الجنوب وتعز.- تكفلت باسكو وعائلة باهارون بسفر واقامة وعودت وفد الجبهه القومية في جنيف لمفاوضات الاستقلال.- تم مصادره باسكو في عام 1970م بقرارين جمهوريين الاول قضى بمشاركة الدولة بنسبة 51% بدون اي مشاركه فعليه او تقديم خدمه ...والثاني بعده بستة اشهر قضى بتحويل كل الاصول الثابتة والمنقولة لباسكو الى شركة اليمدا التي انشئت في ذلك الوقت .- عند المصادرة كانت باسكو تمتلك اسطولا من 8 طائرات ومعدات ارضيه ومباني وقطع غيار ومكاتب خارجيه وغيرها (شركة طيران متكاملة ) .- اما شركة الاخوان التجارية فتوقفت كل الاعمال التجارية في عدن بعد الاستقلال مباشره .
إن ما ذكر ما هو إلا غيض من فيض، حيث لا يتسع المجال للإحاطة بالدور الذي قامت به هذه الأسرة، والتي جعلت من اسمها رديفا ملاصقا لتاريخ مدينة عدن، ولم يقتصر هذا الدور على الجانب الاقتصادي والتجاري، بل امتد إلى مساهمة هذه الأسرة في الحياة السياسية و الاجتماعية التي تستلزم أن يفرد لها موضوعات خاصة بها، ذلك أن طبيعة هذا الملتقى قد حددت ما ينبغي تسليط الضؤ عليه، وهو النشاط التجاري والاقتصادي، والذي جرى التركيز عليه في ورقتنا هذه، أما الدورين السياسي والاجتماعي فنتركها لمناسبات أخرى.علماً بان عمي السيد زين باهارون كان رئيساً لوزراء عدن للفترة من 1963م وحتى 1965م.والله ولي التوفيق