محليات وأخبار
الانتقالي يسعى الى الحفاظ على تكاتف الجنوب وتماسكه في وجه المؤامرات والحروب
يظل الشغل الشاغل للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه قبل أربع سنوات هو كيفية الحفاظ على تكاتف الجنوب وتماسكه في وجه المؤامرات والحروب التي يتعرض لها، واتخذ المجلس جملة من الخطوات آخرها دعوته إلى الحوار الوطني دون أي شروط لتحصين النسيج المجتمعي ضد أي خروقات والحفاظ على وحدته، بغية تحقيق هدف أساسي يتمثل في استعادة الدولة كاملة السيادة.
يأتي تقدير الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للدور النضالي لأبناء باكازم أحور والمحفد، وتأكيده على حرص المجلس على رعاية مديريتي المحفد وأحور لثقلهما الاجتماعي ودورهما السياسي في الجنوب، ومطالبته بتوحيد صفوف كل أبناء الجنوب لتلبية مصلحة الدولة، ضمن الخطط الإستراتيجية التي يتحرك في إطارها المجلس لإنجاح خطواته الدبلوماسية.
يدرك المجلس الانتقالي أن أبناء الجنوب هم الأمل في استعادة الدولة وليس من الممكن أن تكون هناك جهود عسكرية وسياسية ودبلوماسية ناجحة من دون أن يكون هناك إيمان من جانب المواطنين بقضيتهم العادلة ونصرتها، وبالتالي فإنه يعمل على سد أي منافذ من الممكن أن تخترق منها القوى المعادية النسيج الاجتماعي في الجنوب، ويفضح ممارسات الشرعية الإخوانية التي تبحث عن كيانات تدعمها في مواجهة القدرات التنظيمية والجماهيرية للانتقالي في الجنوب.
تصب كافة تحركات الانتقالي في خانة واحدة، وهي التأكيد على أن طرد الاحتلال اليمني واستعادة الدولة لن يتحققا سوى من خلال التكاتف واستيعاب كافة الطاقات الجنوبية التي تستطيع أن تقاوم المحتل وتصمد في مواجهة الأشواك التي تعترض الجنوب على طريق استعادة دولته، وهو ما يجعل هناك قدرا كبيرا من الثقة بين الانتقالي والمواطنين.
أثبت المجلس الانتقالي خلال الأزمة الاقتصادية الراهنة أنه الطرف الوحيد الساعي للحفاظ على مصالح أبناء الجنوب وعبرت قراراته الفاعلة التي اتخذها على نحو سريع ومدروس في الوقت ذاته عن أن تحقيق الانتصار يتطلب تعاون كافة المؤسسات الجنوبية والتنسيق فيما بينها للخروج من دوامة الأزمات التي تصنعها القوى اليمنية المحتلة، والأمر يتطلب التكاتف والتعاون على المستوى الشعبي.
في مقابل تكاتف الجنوب هناك ما يمكن وصفه بشتات الشمال الذي تنقسم فيه الشرعية إلى مجموعات متناحرة كل منها يستهدف السيطرة على سلطة اتخاذ القرار داخلها، إذ أن المكونات السياسية المنضوية داخلها تتعارض في الأهداف والتوجهات، وكذلك فإن المليشيات الإرهابية التي تقاتل تحت لوائها بينها من يتبع تنظيم الإخوان الإرهابي وآخرين لديهم انتماءات لتنظيمي القاعدة وداعش، وهو ما يقود إلى حالة الفوضى الأمنية في مناطق سيطرتها.
الحال لا يختلف كثيرًا بالنسبة للمليشيات الحوثية الإرهابية إذ أن صراعات الأجنحة تتصاعد داخلها يومًا تلو الآخر، من أجل السلطة والنفوذ.
تؤشر هذه المقدمات على أن الجنوب سوف ينتصر في حربه مع تلك القوى الإرهابية لا محالة، وأن جهود الانتقالي لترتيب البيت الداخلي وتحقيق التماسك بين المكونات الجنوبية تبرهن على أنه يسير في الاتجاه الصحيح نحو تأسيس دولة جنوبية ديمقراطية تستطيع أن تبقى راسخة وقوية لصد مؤامرات الشمال.