حلفاء روسيا عند بوتين والكسندر الثالث وإرادة التحدي!
قال القيصر الروسي الكسندر الثالث بأن حلفاء روسيا الموثوقين هما : جيشها وأسطولها؛ ويبدو بأن بوتين قد أخذ بهذا القول المأثور وآمن به؛ بل وتعززت لديه القناعة بصحة وصواب هذه الحكمة رغم تغير الظروف التاريخية؛ بعد أن أصبح لدى روسيا المعاصرة أكثر من جيش وأكثر من أسطول؛ ناهيك عن السلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات وكذلك الطيران الحديث والنوعي والذي لم يكن موجودا في عهد القياصرة . ولهذا فلا غرابة في أن يتحدى بوتين الظروف المحيطة بروسيا كدولة وأمه؛ وهو الذي عمل بهمة وثبات خلال عقدين من الزمن في سبيل رد الأعتبار لها؛ بعد أن حاولت أمريكا وأمعنت في التعامل مع روسيا كدولة ( نامية ) وسارت على نهجها هذا دول الغرب الراسمالي كلها تقريبا؛ وكرس كل جهوده ومعه قيادة الصف الأول في الدولة الروسية من أجل النهوض بإقتصادها وتفعيل حضورها على الساحة الدولية؛ وتطوير الصناعات العسكرية وعلى نحو غير مسبوق؛ وأصبحت روسيا تمتلك اليوم أسلحة متطورة سبقت فيها كل الدول المتقدمة في مجال التصنيع العسكري دون إستثناء وخاصة في صناعة الصواريخ والسلاح النووي المتعدد القدرات والأحجام والمهام؛ وهو ما يجعله قادرا على الدفاع عن روسيا ودورها ومكانتها العالمية وحماية حقوقها ومقاومة الغطرسة والعربدة الأمريكية؛ سعيا نحو تثبيت نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب . ولهذا لا يبدو بأنه مكترثا بكثرة من يقاومون نهجه هذا ولا بتعدد الجبهات والخصوم والأعداء؛ ولا بقلة حلفائه وسيمضي في تنفيذ خططه الإستراتيجية؛ والتي بدأها بالحملة العسكرية الخاصة التي تتم الآن في أوكرانيا وقد تستمر لأيام قادمة قبل أن تحقق أهدافها؛ بعد أن فشلت كل السبل السياسية والدبلوماسية؛ أملا بتصحيح الوضع والعلاقة معها؛ والتي أراد حلف الناتو بقيادة أمريكا أن يجعل من أوكرانيا قاعدة ورأس حربه في تهديد أمن وإستقرار روسيا والنيل من كيانها ووحدتها ووجودها الحضاري؛ وسيواجه بإرادة ومعه شعبه العنيد والمعروف عنه بالغيرة على كبريائه الوطني وأرثه التاريخي كل التحديات والمخاطر ومهما تعاظمت الضغوط والعقوبات؛ وسيخرج منها قويا في نهاية المطاف؛ بعد أن تكون روسيا قد أسهمت بدورها الفعال في وضع أسس وقواعد جديدة للعلاقات الدولية؛ تقوم على العدالة وتوازن المصالح وضمان الأمن للجميع وإحترام قواعد القانون الدولي؛ بعيدا عن إزدواجية المعايير الذي كرسته سياسة القطب الواحد الذي ينهار ولم يعد مقبولا بعد الذي حصل ويحصل من تغيرات كبرى في عالم اليوم الذي تتصدر فيه الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وهي الدول التي تعرف بمجموعة ( البريكس ) ميادين النهوض والفعل والتحولات الإقتصادية والعلمية الهائلة وعلى أكثر من صعيد .