محطة تحلية.. ما تحتاجة عدن الآن
وهبها الله البحر حتى صارت عبارة عن شبه جزيرة عدن ، وكانت خورمكسر وكريتر والمعلا والتواهي عبارة عن جزيرة يحاط بها البحر من جوانبها الاربعة ، وفي الماضي الجميل كانت هناك محطة صغيرة لتحلية مياه البحر في كريتر ( بامبا ) . في محطة الحسوة الكهروحرارية كانت هناك وحدات كبيرة لمعالجة مياه البحر وتكريرها أو كما تسمى محطة تحلية مياه البحر ، كانت تغذي البريقة ومدينة الشعب وجزء من المنصورة وبعض المصانع ، الخلاف الذي أدى إلى توقف محطة التحلية كان بين مؤسستي المياه والكهرباء حول التعرفة ، فقد حددت مؤسسة الكهرباء تعرفة 17 ريال للوحدة وهذا يعتبر سعر مرتفع بالنسبة للسعر الذي حددته مؤسسة المياه للمواطنين انذاك وهو 5 ريال للوحدة . أحد فنيي مؤسسة المياه السابقين أفاد بانه كانت تتم تغذية مناطق خورمكسر والمعلا بالمشروع عبر انبوب سعة 12 انش عبر الطريق البحري عند الحاجة ، بعدها اعلنت مؤسسة المياه بعد حرب صيف 94م بانها سترمي مياه التحلية في البحر ولا يمكن ان تبيعه بسعر اقل ، وهذا ماحصل وتوقف المشروع وتم إهماله وأنتهى لعدم اجراء الصيانة الدورية على اليات ومكونات المشروع ، انتهى مع سبق الاصرار والترصد أسوة ببقية مشاريع ومصانع الجنوب بعد حرب 94 ، طبعآ المشروع بدأ عام 87م ودمر بعد حرب صيف 94م . لماذا لا يتم تشييد محطة كبرى أو محطات لتحلية مياه البحر في موقع البرزخ بخومكسر أو في جزء من ميناء الاصطياد بالمعلا أو في صيرة وغيرها من المواقع ، وكذلك محطة تحلية في البريقة وأخرى في ميناء حاويات كالتكس ( وزارة المياه والبيئة في عدن تتحمل الوزر الأكبر بسبب تقاعسها وتواطئها ) ، من الذي يعيق أو يعرقل تنفيذ هكذا مشاريع للبنية التحتية والخروج من نفق أزمة شحة مياه الشرب ، وإستنزاف حقول آبار المياه الجوفية التي يعاني منها سكان عدن منذ سنوات بسبب الزيادة المستمرة للطلب على المياه وقلة الإنتاج من حقول آبار مياه الشرب . إجمالي إنتاج حقول مياه الشرب الثلاثة 90 الف متر مكعب باليوم + 10 الف متر مكعب من حقل الروة في أبين ( حقل الروة غير مستقر ولا مستمر بتزويد عدن بمياه الشرب ) ، عدن وضواحيها بحاجة إلى 200 الف متر مكعب يوميا ، وقد تصل إلى أكثر من 300 الف متر مكعب باليوم بسبب الانفجار السكاني الكبير في عدن والزحف العمراني المستمر على مدار الساعة ، وهناك محركات ( مضخات ) تعرضت للتلف مما أدى إلى خروج عدة آبار عن الخدمة . ثلاثة حقول لإنتاج مياه الشرب للعاصمة عدن ، إثنان في لحج وهما حقلي بئر ناصر والمناصرة ، وحقل بئر أحمد بضواحي عدن ، عدد المضخات التالفة التي أدت الى خروج الآبار عن الإنتاج في بئر ناصر 20 مضخة ، المناصرة 15 مضخة ، بئر أحمد 14 مضخة ، لو تم توفير المضخات 49 سيتم رفع الإنتاج 80 الف متر مكعب باليوم إلى جانب 90 الف متر مكعب السابقة . آبار الحقول الثلاثة عددها وتوزيعها ، 24 بئر في المناصرة ، 46 بئر في بئر ناصر ، 39 بئر في بئر أحمد ، الآبار المنتجة 63 من إجمالي 109 بئر للحقول الثلاثة ، أي ان إنتاج الحقول حاليآ لا يتجاوز 50% ، بتمويل من دولة الكويت الشقيقة وصلت 10 مضخات ( محركات ) جديدة إلى مؤسسة مياه عدن المحلية وسيتم تركيبها خلال الأيام القليلة القادمة . هناك دعم إقليمي ودولي لا بأس به لمؤسسة مياه عدن من مضخات آبار مياه الشرب والصرف الصحي و اليات وغيرها ، خروج أو تلف أو إحتراق محركات أو مضخات حقول آبار مياه الشرب الخاصة بمحافظة عدن يجب الوقوف أمامها بمسؤولية وطنية وعدم تكرارها لأنها تعتبر من قضايا الأمن القومي . يجب ربط حقول الآبار بشبكة مراقبة حديثة للحد من أي عمليات تخريب متعمد أو غير متعمد أو إهمال ، هناك دعم إماراتي جديد وصل مؤخرا لمؤسسة مياه عدن ، تمنيت لو تم تأخير صيانة الشبكة وذهب التمويل إلى تشييد محطة تحلية مياه البحر كأولوية ملحة الان .