مشاورات الرياض .. فرصة لجعلها منصة للدفاع عن قضية الجنوب !
هذا الموضوع وبنقاطه الخمس كنت قد كتبته ووجهته على شكل رسالة خاصة لعدد من القيادات والنشطاء في المجالين السياسي والإعلامي؛ بتاريخ ١٧ / مارس الجاري وبعد ساعات فقط من إعلان الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بشأن المبادرة الخاصة بالمشاورات اليمنية - اليمنية؛ والتي ستبدأ يوم الثلاثاء القادم في العاصمة السعودية الرياض كما أعلن عنه حينها . وقد أرتأيت بأنه من المناسب نشرها وتعميمها قبيل إنعقاد هذه المشاورات ليطلع عليها أكبر عدد ممكن من المتابعين والمهتمين بهذه المشاورات؛ ولعله من المهم التأكيد هنا بأن ما ورد في الرسالة قد كان منسجماً مع ما تطرقنا له بعد ذلك تفصيلاً في موضوعين متتالين حول هذه المشاورات؛ وقد تضمنت رأينا فيها وبوضوح تام؛ وماهو المطلوب والمأمول من مواقف ينتظرها شعبنا من المشاركين فيها من الجنوبيين وبما يجسد حضورهم الوطني المدافع عن الجنوب وقضيته الوطنية. وماورد في رسالتنا تلك كان على النحو التالي : مما لا شك فيه بأن المشاورات القادمة التي دعت لها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بشأن الأوضاع في اليمن؛ لن تكون مجرد مشاورات عبثية أو لمجرد الإستماع وتبادل الأراء وكلا يذهب في حال سبيله؛ بل نعتقد بأن هناك ما هو أهم وأكبر وربما أخطر مما قد نتصوره لجهة وضع بعض الحلول والمعالجات لإحداث إختراق ما وذات مغزى في جدار الأزمة المركبة القائمة؛ ووضع حد للحرب التي لم يعد بمقدور الجميع مواصلتها وتحمل تكلفتها وتبعاتها الخطيرة وعلى كل الأصعدة والمجالات؛ والعمل بهذا الإتجاه أمر مطلوب ومرحب به بكل تأكيد . وبالنظر لعدم وضوح القضايا التي سيتم عرضها على هذا اللقاء التشاوري وما هي النتائج المراد الوصول إليها أو جدولتها كخارطة طريق للحل؛ فأننا ومن باب الإقتراح نضع على ممثلي الجنوب الذين لا نشك بإخلاصهم لقضية شعبهم والذين سيشاركون فيها التالي : — ( ١ ) الحصول على كل الوثائق والأوراق والمقترحات التي سيتم تقديمها من قبل الجهة المنظمة للقاء وتلك التي ستتقدم بها الأطراف اليمنية الرئيسية المشاركة لتدارسها وتحديد رؤيتهم وموقفهم منها سلباً وإيجاباً . ( ٢ ) أن يتم إستغلال اللقاء وتحويلة إلى منصة مناسبة للتعبير عن موقفهم وطرح قضية الجنوب الوطنية المشروعة بقوة ووضوح وإسماع صوت الجنوب وإيصال رسالته للجميع وعرض آلامه ومعاناته التي وصلت حد لا يمكن السكوت عليه أو القبول بإستمراره وتحت أي ظرف كان بعد أن سقطت كل الأقنعة والمبررات . ( ٣ ) عدم الموافقة أو التوقيع على أي صيغ للحلول لا تتضمن الحل المرضي لشعب الجنوب وبضمانات حقيقية موثقة . ( ٤ ) تحديد جدول زمني واضح ودقيق للخطوات والمعالجات الضرورية الخاصة برفع المظالم الكبرى على الجنوب وفي مقدمتها الخدمات العامة كافة دون إستثناء؛ وكذلك المرتبات وبقية الحقوق وهي كثيرة؛ وإعمار ما دمرته الحرب في عدن بشكل خاص وفي بقية محافظات الجنوب وغير ذلك كثير ويعرفها الجميع . ( ٥ ) إعتماد لغة المصارحة والصدق في طرح القضايا والتعبير عنها بعيداً عن المجاملات السياسية أو أية إعتبارات أخرى؛ فالوضع دقيق وحساس لجهة حياة الناس في الجنوب وصبرهم طال ولا يحتملون المزيد من التسويف والترحيل لحل قضاياهم وهمومهم وسيكون التعبير بلسان حالهم هو الموقف الوطني والتاريخي المطلوب .