مـن غيـر تهـويل ولا تهـوين
قبل أن يجف حبر التوقيع على تأسيس مجلس القيادة، وقبل أن يخفت ضجيج الإعلام المحتفي بأداء اليمين الدستوري في عدن... صار رأس عيدروس الزبيدي هو المطلوب عند شركائه الجدد. فهذا الوزير السابق خالد الرويشان يلمح الى محاكمة الزبيدي بتهمة الخيانة العظمى لعدم تضمينه عبارة الحفاظ على الوحدة اليمنية أثناء تأديته اليمين الدستوري. وكان قبله سلطان البركان قد لمز من فوق المنصة بعبارة ساخرة ضد الزبيدي:(عيدوس شطح)، بعد أن فرغ هذا الأخير من تأدية اليمين الدستوري. لن يطول مكوث الزبيدي والانتقالي بمجلس القيادة بإزاحته من هذا المجلس" الهجين" وإخراجه ومجلسه الانتقالي من مجلس القيادة وتنصيب بديلا عنه، كما حدث بمراحل سابقة منذ عام 94م.، بعد ان انتزع مجلس القيادة من الانتقالي الاعتراف به وبالشراكة معه وتمكينه من العودة الى عدن أمام العالم،خطوات يصعب التراجع عنها بسهولة نقول هذا ليس من باب التهويل،ولكنه أيضا من باب عدم التهوين،عدم التهوين من صغائر الأمور وبذور الشرور،فمعظم النار من مستصغر الشرر. فكل الخطوات التصالحية والتنازلات التي أقدَمَ عليها الانتقالي لشركاء اليومخصوم الأمس - لن تشفع له بكسب ودّهم أو جعلهم يـقدّمون له تنازلات مماثلة، وإن أوقَـدَ لهم نفسه شمعة، ما لم يشعر الطرف الآخر ان ثمة قوة رادعة تقف بوجهه وبصف -الانتقالي- وهذه القوة المقصودة ليست فقط البندقية -على أهميتها - ولكن قوة الصف الجنوبي وتماسكه وإعادة رتق نسيجه الممزق،والتحلي بروح العمل الجماعي، وهذه الغاية لن تتحقق إلّا بنهج انفتاحي شامل وحقيقي على الجميع بالداخل والخارج، أفراداً وكيانات. فبهذه السلاح سيكون الانتقالي وغير الانتقالي بمأمنٕ إلى حد كبير من الاستهداف، ويجعل منه حائط صد بوجه الخصوم.فلم يُـهزم الجنوب ويوصل الى هذا المآل إلا حين تخلى عن سلاحه الجماهيري وأهمل بندقيته، وكانت هزيمته، بل وهزيمة المشروع الوحدوي ومأساة اليمن، فحيز اختل ميزان القوى عسكريا وشعبيا لمصلحة طرف دون الآخر شعر هذا الطرف بأنه الأقوى وأن بوسعه تمرير مشاريعه على الآخر وإلغاء الشراكة وسحق الشريك المضعضع بطريقة السِلمِ أو بالحرب، وبهذه الأخيرة كان له ما أراد. فالحق بحاجة إلى قوة تحميه،قوة خشنة وناعمة.