معركة المستقبل تخاض في قاعات الحوارات وليس في ساحات المواجهة
أصبح الحوار ضرورة وطنية ملحة أكثر من أي وقت مضى ويكتسب أهمية إستثنائية خاصة في حياة شعبنا بالنظر للظروف المحيطة بمستقبله؛ وللخروج من دائرة الأزمات المتكررة ومغادرة مربعات التخوين والشكوك المتبادلة وعدم الثقة بالآخر؛ ولم يعد الحوار ترفاً سياسياً أو وسيلة دعائية لقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي التي بادرت وبحرص مسئول بالدعوة للحوار الوطني الجنوبي ودون شروط أو قيود أوسقف محدد؛ غير سقف قضية الجنوب الوطنية التي يعرفها الجميع وحدد مسارها وهدفها النهائي شعبنا الجنوبي العظيم؛ فالمستقبل هو ما نضع أسسه اليوم عبر آلية الحوار الوطني الجنوبي الشامل بوعي ورؤية وطنية ثاقبة؛ يشترك في صياغتها كل القوى السياسية والإجتماعية ومنظمات المجتمع المدني على تعدد صفاتها ومجالات عملها ومهنها النقابية. ولأن الأمر كذلك فإن من يؤمنون بقضية الجنوب الوطنية حقاً وفعلاً ويقدسون تضحيات شعبهم العظيمة التي قدمها بسخاء نادر خلال مسيرة كفاحه الوطني الذي أمتد لعقود ثلاثة من أجل كرامته وحريته وإستعادة دولته الوطنية الجنوبية؛ ويكافحون بصدق وشرف من أجل مستقبل مزدهر وآمن للجنوب ولكل الجنوبيين؛ فإن قاعات الحوار الوطني الجنوبي هي الساحات التي تخاض فيها معارك الإنتصار للمستقبل وفيها فقط يكمن جوهر حضورهم الوطني وتتضح فيها مواقفهم السياسية؛ وليس في ساحات المواجهة والتمترس خلف المصالح الخاصة وحسابات الربح والخسارة. فلغة التفاهم التي يوفرها الحوار هي الصيغة المناسبة بل والمثالية لجهة معرفة كل طرف كيف يفكر غيره وما هو موقفه ونظرته للمستقبل؛ وهنا سيكتشف الجميع حاجتهم المشتركة للتعاون والإتفاق على وضع الرؤية والبرنامج الوطني المشترك الذي يحدد قواعد وأسس المستقبل ويحدد آليات العمل الوطني اللاحق وبموقف موحد وإرادة وطنية واحدة تنتصر للمستقبل والمستقبل وحدة.