كفاكم عبثا وفسادا وإستهتارا وتماديا يا هؤلاء
لقد خالفتم الإلتزام بقواعد تحالف الضرورة المؤقت وأسأتم كثيرا لمفهوم الشراكة المرحلية؛ ولذلك في تقديرنا ولأسباب كثيرة باتت معروفة للجميع تقريبا؛ لم يعد ممكنا بعد الآن التعايش مع هكذا مواقف؛ ولا مقبولا أيضا مثل هذا السلوك المشبوه والمستهتر من قبل من يفترض بأنهم معنيون بإدارة سلطة الشرعية اليمنية القائمة والمعترف بها دوليا حتى الآن؛ والتي تتحمل أو هكذا يفترض بأنها مسؤولة على تسيير شؤون محافظات الجنوب المحررة وغيرها. غير أن الكثير من أفعالهم وإجراءاتهم تدل على عكس ذلك في كثير من الأحيان؛ بل وتذهب مع الأسف بإتجاه خدمة سلطة الأمر الواقع في صنعاء والشواهد على ذلك كثيرة؛ ولم يعد بمقدورهم بعد الآن إنكار ذلك؛ أو التنصل من مسؤوليتهم ودورهم في خدمة سلطة الإنقلاب هناك مهما أختلقوا لذلك من أعذار ومبررات. فكفى مراعاة وكفى صمتا؛ وكفى صبرا أيها الجنوبيون الأحرار على أولئك الذين لا يضعون قيمة ولا إعتبارا لحقوقكم الوطنية والإنسانية في الحياة؛ بل ويسخرون من عظمة تضحياتكم ويسترخصونها كثيرا؛ وهي التي قدمتموها وبسخاء عظيم قربانا لحريتكم وكرامتكم وحقكم في حياة آمنة مستقرة ومزدهرة؛ لن تنالوها أو تعيشونها وكما ترغبون إلا عبر إستعادة دولتكم الوطنية الجنوبية المستقلة. إلى هنا وكفى؛ فقد طفح الكيل ولابد من وضع حد حاسم لهذا العبث والإستهتار؛ فلم تكفهم حرب الخدمات البشعة ضد أهلنا في عدن وكل الجنوب؛ بل ويتجرأون وبوقاحة نادرة بالقول بأن عدن عاصمة الجنوب الأبدية الخالدة التي تأويهم وتحتضنهم اليوم غير ملائمة للإستثمار! هكذا إذن هو موقفهم وبكل بساطة؛ فأي منطق هذا ؟ ولمصلحة من الترويج لهذا التوصيف الذي لا يليق بعدن؛ ولا ينطبق عليها بعد أن تعافت ونهضت من تحت ركام الحروب العدوانية المدمرة والمتتالية منذ العام ٩٤م التي قامت بها قوى الأطماع والنفوذ والإرهاب ضد الجنوب؛ وكان لهؤلاء دورهم في كل ذلك وبطرق وأشكال متعددة؛ ومازال بعضهم على نفس مواقفهم وقناعاتهم مهما حاولوا إخفاء ذلك عبر تبديل أقنعتهم التي لم يعد بمقدورها إخفاء وجوههم الحقيقية؛ لأنها قد أصبحت أقنعة شفافة ولا تستر عوراتهم وفضائحهم وفسادهم الذي تجاوز كل الحدود.