آن أوان رحيل الشرعية من أرض الجنوب
بعد أن تم تسليم طائرات الخطوط اليمنية لصنعاء بقرار من ماتسمى بالشرعية، وبعدما ثبت بالدليل القاطع أن المحيط لن يقبل بعودة دولة الجنوب، وبعدما ثبت بأن كل ما يحدث في الجنوب من قطع الكهرباء والرواتب وتردي بكافة الخدمات المعيشية للشعب الجنوبي بفعل فاعل وبشكل متعمد و- مع سبق الإصرار والترصد- بهدف إضعاف مكانة المجلس الانتقالي بعيون الشعب الجنوبي، آن أوان أن ترحل الشرعية من عدن وفوراً ودون إبطاء. اليوم المجلس الانتقالي أمام تحدى حقيقي لمصداقيته أمام إرادة الشعب الجنوبي، وأجزم بأن في حال ما إذ أتخذ الانتقالي قراره الذي سيكون قراراً تاريخياً بعد أن صبر قرابة عشر سنوات على الشرعية التي استضافها بعد طردها من صنعاء، وفي ظل هذه الظروف التي يعيشها الشعب الجنوبي الكارثية، وفي ظل تواتر أنباء عن خارطة طريق ما بين الشرعية والحوثي برعاية الأطراف المحيطة دون أن يكون من بينها عودة دولة الجنوب، يكون هناك استحقاق تاريخي للشعب الجنوبي ووفاء لدماء شهدائه الذين ضحوا بأرواحهم من حرب عام 1994 وحتى الساعة، وهذا الاستحقاق يتمثل في انسحاب الانتقالي من حكومة الإحتلال الشمالي وقطع علاقته معها كواجب أخلاقي ووفاء لتضحيات الشعب على مدى ثلاثين عاماً والإعلان عن عودة دولة الجنوب كأمر واقع وكخيار لا بد منه لإنقاذ الجنوب من محنته التي يمر بها. اليوم لا يملك الانتقالي ترف الخيارات ينتقي منها ما يناسب المرحلة لابل أمامه خياراً واحداً فقط أما أن يفي بعهد الرجال للرجال أو يعلن- بكل شفافية- للشعب الجنوبي بأنه عجز عن رفع معاناته مع ذكر الأسباب والمتسببين بها، لذلك ليس هناك مجال أمام الانتقالي بعد تقديم كل هذه التضحيات، غير أن يطرد تلك الشرعية ويعلن البيان رقم واحد، حينها سيهرول الجميع بتقديم طلب رضى الشعب الجنوبي وسبب ذلك يعود لعدم قدرة أياً كان أن تركيع إرادة الجنوبيين التي لم تركع لغير الله رغم كل الظروف الكارثية التي مر بها ولا أحد لديه القدرة أساسا على محاربة الشعب الجنوبي. فهل يفعلها الانتقالي؟ هذا ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة الساخنة جداً التي سيكون بها الانتقالي أولا يكون.