المجلس الانتقالي تجسيد لإرادتنا

لا أدري إن كانت بعض المكونات السياسية تعمل في الأصل من أجل قضية الجنوب أو أنها تمارس نمطا من العيش بذاتها في المضي بمسار نشاط سياسي عدمي لا يمكن أن يأتي أكله مهما طال الزمن.. فتلك القوى تدور حول نفسها ولا تمتلك بدائل تذكر، كما أنها لا تقبل ألبتة بأية مبادرات تأتي من خارجها.. هؤلاء أصحاب الجدل “البيزنطي” بعينهم لديهم تشكيكات واسعة النطاق بالآخرين لا يستندون لقاعدة شعبية ولا يحترمون الإرادة الجماهيرية السباقة في مواقفها في كل المنعطفات. فعلى سبيل المثال كانت فكرة إنشاء وحدة حامل سياسي للقضية الجنوبية هدف الجميع دون استثناء لكننا بالمحصلة النهائية لا يمكن أن تبلغ تلك الغاية المهمة مروراً عبر كل تلك المكونات التي لا يمكنها أن تجمع على شيء مهما بذلت الجهود بهذا الاتجاه.. فهل كانت فكرة إنشاء حامل سياسي للجنوب أو ما يسمى بالمجلس الانتقالي ردة فعل من قبل الأخ المحافظ السابق لعدن المناضل عيدروس الزبيدي بعد أن أقصي من موقع المحافظ كما يروج البعض أم أن الفكرة كانت مطروحة من قبل، وكان اللواء عيدروس يعمل عليها وهو محافظ لعدن. فعلى ما أذكر أن السيد عيدروس كلف عددا من الإعلاميين والمختصين بهذا الشأن قبل فترة زمنية.. وكان الهدف هو الخروج بخلاصة متوازنة بشأن مجلس انتقالي للجنوب يحمل قضيته ويدافع عنها في المحافل الإقليمية والدولية، ناهيك عن ضرورة ترتيب الوضع الداخلي في الجنوب بعد أن تفاقمت معاناته.. عندما وضعت الفكرة موضع التصديق أظنها كانت بطريقة جداً متوازنة في اختيار تشكيلة المجلس وهو السبيل الممكن تحقيقه في مثل أوضاعنا الاستثنائية. ولا أظن أن هناك طريقة مثالية أخرى يمكن أن تحقق هذه الغاية لو أننا أردنا المرور عبر مسار المكونات السياسية بنفس الطريقة السابقة التي استغرقت الكثير من الوقت دون فائدة تذكر. إذًا خطوة بناء مجلس انتقالي تحققت في الواقع مسنودة بإرادة شعبية واسعة، فمن الحكمة ومن دواعي الوطنية والحرص أن تتعاطى المكونات السياسية مع هذا المنجز وأن يتم التقارب فيما بينها والمجلس الانتقالي وإزالة أي غموض يكشف هذا المسار.. والمجلس دون شك مدعو للتعاطي بنفس سياسي وطني مع كافة المكونات دون استثناء.. لأننا لسنا بحاجة للتباين في مثل هذه الأوقات الحرجة. الخطوة دون شك مثلت تحولاً في واقع الجنوب وتدعمها ضرورة وطنية. كما أن تشكيلة المجلس متوازنة إلى حد بعيد يمكن البقاء عليها كنواة لتوسعة فروع المجلس في عموم مناطق الجنوب مع التركيز على جوانب هامة على الصعيد الداخلي والخارجي، آخذين في الاعتبار تلك التحديات الواسعة التي تواجه المجلس والقضية الجنوبية عموماً.. وإزاء ما سلف لا يمتلك الشارع الجنوبي بكافة قواه السياسية إلا توحيد صفوفه نحو تحقيق الإرادة الشعبية بجماهيرنا الصامدة.

مقالات الكاتب