حصار السبعين وعودة التاريخ
في حصار السبعين التفت قبائل الطوق على صنعاء وكان الامل في صمودها ضعيفا حتى ان كبراءها هجروها مثلما هجروها قبيل الانقلاب الاخير عندما استشعروه. وكان سيف الاسلام محمد بن الحسين حميد الدين يرقب ذلك السقوط بفارغ صبره ليدخل تاريخ الأئمة الزيدية بأنه السيف الذي أسقط الجمهورية وأخذ الثأر الزيدي منها. ⬅جاءه قاسم منصر كبير مشائخ بني حشيش وهي القبيلة المحسوبة تاريخيا بالولاء المطلق للائمة وقال له: تلك صنعاء وتلك قصور ابائك لكنك لن تدخلها فلما أحس ابن الحسين صدق قول منصر ادركه الياس فأنشأ يقول : ياجبل عيبان وارتل وحده يانقم من فوق صنعاء المدينة عيب حد يرتد من كسب جده بعد ما قد شاف بيته بعينه ورجع مكلوما لأن المخرج أراد تلك النهاية ..لكنه الزيدية انتقمت من منصر قبل أن تتراجع عن أسوار صنعاء منهزمه. ♦العرب تقول "لايجتمع سفيان في جفير " في جراب الانقلاب سيفان وفي الشرعية سيوف كثيرة اقلها حدة ومضاء سيف الرئيس ماعدا شرعيته ، واكثرها قوة سيف تيار الإخوان المسلمين. لكن الحالة أصبحت دولية/ إقليمية ولم تعد محلية إلا بالاسم بمعنى أن الحالة اصبحت بيد مخرج غير محلي سيحدد معظم تفاصيل المشهد واهمها ، أما الارادة المحلية فليست إلا في جزئية تقديم قرابين الدم لشرعنة ذلك الاخراج وتوسيع دائرة الخراب لتحقيق مايريد المخرج . ⬅على مستوى الانقلاب أعتقد أن ارجحية دور الحوثي اكثر من ارجحية دور صالح مهما كان الحوثي ضعيفا مقارنة به. لكن ربطه باطراف المعادلة الإقليمية المؤثرة والمدعومة من الغرب يرجح كتفة الحوثي ليكون على أقل الاحتمالات شوكة دائمة يريدها الغرب في خاصرة الجوار ليظل مسيطر عليه. ⬅ الشرعية فطرفها الأقوى تيار الإخوان المسلمين وهي تيار لن يطول الوقت حتى يصنفه الغرب في دائرة الإرهاب فالتسلسل منذ افغانستان يؤشر لذلك. ⬅ الطرف الثاني شرعية الرئيس التي للاسف خلال الفترة الماضية لم تستوعب القوى الجنوبية كما هي ، بل أرادت تشكيل قوى جنوبية كما تحب وترضى ، فلا افلحت في طمس وازاحة اولئك ولم تحقق نجاح في تخليق ماتحب. وضع كهذا الوضع أراه لصالح الجنوب وقواه الحية منها الشرعية لو أعادت تحديد دورها جنوبا وأعتقد انه في مآلات الصراع ستعود إلى نقطة حصار السبعين على صنعاء وستعطي قصور صنعاء لأحفاد محمد بن الحسين. ⬅ هل الجنوب مستعد لأخذ استحقاقه مالم فأن أمامه خارطة أخرى هي بالتأكيد ليست لصالح الشمال ولكنها لن تكون لصالح الجنوب.