يحكى أنّ في اليمن
يحكى أن في اليمن شعب يعيش في متاهة الزمن ، متاهة البحث عن ولي أمر شريف مؤتمن ، البحث عن وزير وقاضي و مدير ضمائرهم حية و قلوبهم رحيمة و صدورهم رحبة و عقولهم نيرة ، يحكى أن تلك الصفات في مسؤولينا نادرة الوجود أو قد تكون مستحيلة ، يحكى أن شعبٌ قد أفسده حكامه و ضيعته أحلامه و مزقته أقلامه فلم يعد يميز مابين خلفه و أمامه ، يحكى أن شعبي ثار على ذلك الزعيم الظالم المستبد لينصب ذلك الضعيف المستجد . يحكى أن في اليمن رئيس و حكومة و وزراء و نواب و قادة تركوا أرضهم و خذلوا شعبهم هناك بفنادق رياض السعودية و غيرها من عواصم الشتات , يحكى أن هناك شعب ساذج ينتظر دائمآ منهم بقايا الفتات . سيكتب عنا التأريخ بأحرف من عار , كيف أصبح الفاسد مسؤول عن الإعمار , سيكتب التأريخ عنا كيف سرقوا رواتب الفقراء ليدفنوا بها البحار , نعيش على أطلال أننا كنا, ونسينا أننا في عهد رئيس يأكلنا , وهناك من يصفق بحرارة الفجار . يحكى أن في اليمن , رواتب تصرف بأمر رئاسي و ماء يسكب بأمر رئاسي ووقود يشترى بأمر رئاسي و فقير و موظف يتحمل كل تلك المآسي , السيد الرئيس الشرعي الهادي المنصور , المعذرة فقد ضللت الطريق ولم نعرف طعم النصر في عهدك . يحكى أن في اليمن إتفق الرئيس و عصابة أحزاب الخراب المشترك على أن يسوموا هذا الشعب سوء العذاب و يدخلوه في غياهب الأزمات التي لن تنتهي إلا بنهاية هذا الشعب بعد الممات , يحكى أن الاشتراكي و الناصري و الإصلاحي و المؤتمري وغيرهم ينظرون إلينا و كأننا إحدى شعوب أفريقيا والأمر لا يعنيهم بشيئ.