حتى لا ننتظر(الطَّلِيْ)!!

هل كُتب علينا كجنوبيين بعد احراز النصر والاقتراب من المأمول أن ننتظر المجهول، ونترقَّب أية تسويات أو حلول، قد لا نشارك فيها ولو بالحد المعقول، بعد أن تنتهي أسباب هذه الحرب أو تزول؟!!.. وهل علينا بعد زخم الحشود ذات المليون، والمآثر التي صنعها الآباء والبنون، أن نركن إلى الدِّعةِ والسكون، ولسان حالنا يقول: ما قدر الله يكون!!.. أم علينا أن نعقلها ونتوكل..أي أن نستعد للأمور ثم نعتمد على الله؟!!. يجب أن نعترف أن شعبنا قدم تضحيات هائلة وجسيمة من أجل انتصار قضيته العادلة وحقه المشروع في استقلاله وحريته، وتعزز انتصاره بدعم الأشقاء في التحالف العربي وطرد الغزاة الحوثيين من أرض الجنوب وحطَّم أحلام أسيادهم بموطئ قدم لنظام ولاية الفقيه الذي يحلمون بتمدده في أرض جنوب جزيرة العرب. لكن لا ينبغي أن نتغنى فقط بما تحقق ونقف متفرجين لا حول لنا ولا طول، بل يجب أن نعمل بهمم عالية لاستكمال ي أسس دولتنا وفرض أنفسنا على أرضنا، وهي بين أيدينا، وعلينا كلاً من موقعه ومكانته أن نفعّل نشاط المؤسسات والإدارات ونحسن إدارتها لنثبت إننا بناة دولة قاتلنا من أجلها وضحينا في سبيلها بقوافل من الشهداء والجرحى..وبمقدورنا ذلك إذا ما تظافرت جهودنا وواصلنا تلك المهمة بذات الهمة والثبات والإخلاص والوحدة التي واجهنا بها الغزاة، حتى يكون لنا رقم في أية تسويات قادمة في ضوء استحقاقات شعبنا وقضيته العادلة..!. لا تركنوا للانتظار السلبي لما ستأتي به الأقدار أو يقرره أصحاب القرار دون أن يكون لكم أي أعتبار..وهذا لن يتأتى إلا بفعل إيجابي على الأرض وعمل مخلص ودؤوب. فكونوا على قدر المسئولية الوطنية الجسيمة مثلما كنتم على قدر المسئولية في مواجهة الغزاة..اتحدوا من أجل الوطن وحاضره ومستقبله مثلما اتحدتم في الدفاع عنه وضَعُوه فوق كل اعتبار وفوق كل المصالح الضيقة، فالمعركة لم تنته بعد، وما زال أمامنا الكثير لترسيخ النصر، واستكمال تحرير ما تبقى من جيوب تحت سيطرة الغزاة الحوثيين!!.. لقد أثبت شعبنا في الظروف الصعبة أنه جزء من محيطه العربي الذي تربطه به الجغرافيا والمصالح المشتركة، ولن يقبل بالعودة إلى أحضان اللوبي الطائفي-القبلي في (صنعاء) بعد أن تحرر منه وحقق نصره وحسم أمره بدعم الأشقاء في التحالف العربي. ويجب على قواه الحية، التي تلتقي على هدف الاستقلال، وفي المقدمة منها المجلس الانتقالي الجنوبي، أن تتحرك على الأرض وتتماهى مع إرادة الشعب وتستغل الظروف المهيأة لاحكام سيطرتها على مفاصل السلطة في كل محافظة ومديرية وإداراتها بكفاءة ونزاهة حتى تقدم النموذج الأفضل وتفرض نفسها كشريك فاعل له قوته وصوته المسموع في الترتيبات التي يتم الاعداد لها، بالتنسيق مع الأشقاء في التحالف العربي ومع شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي باعتبارها المظلة التي يستظل بها التحالف العربي ويعترف بها المجتمع الدولي، وخلق قنوات تواصل متعددة تأخذ بعين الاعتبار تعقيدات المرحلة وطبيعة قواها الفاعلة محلياً وإقليمياً ودوليا والتعامل معها بمرونة ودون التفريط بثوابت حق شعبنا في حريته واستقلاله.. لا بد أن يكون تحركنا ملحوظا وحضورنا المؤسسي المنظم ملموساً على الأرض، دون انتظار المجهول..فالزمن لا يرحم..والمثل الشعبي يقول (ذِيْ ما حَضَر عند شاته جابت طَلي)..والمعنى أن من لم يحضر عند ولادة شاته فقد يستبدل الحاضرون مولودها الأنثى بذكر(طلي) وما عليه إلا أن يقبل به. ومن المعروف أن أنثى الغنم هي المرغوبة لأنها ولاَّدة وتتكاثر من خلالها الضأن، فضلا عمّا تدره من ألبان، أما الذكر فمصيره الذبح. ويضرب المثل في من يهمل القيام بعمله بنفسه ويعتمد على غيره فتكون عاقبة ذلك الخسارة والندم. ومثل ذلك قولهم في مصر:" اللي ولد معزته جابت اثنين وعاشوا، واللي ما ولَّدهاش جابت واحد ومات ".. وختاما ..أليس من الحكمة والأهمية أن نكون أكثر فعالية وحضوراً حتى لا يكون في انتظارنا (الطَّلِيْ)!!.. عدن 8سبتمبر2017م

مقالات الكاتب