انتفاشات الشمال
في مثل هذا اليوم، لم يتجرأ الاصلاحيون على مواجهة الحوثيين او حتى انتقادهم ،وذهب أمينهم العام عبدالوهاب الآنسي معهم الى قصر الرئاسة للاستسلام وتوقيع اتفاق السلام و الشراكة الوطنية. الآنسي الذي سبق ان ذهب بخنوع الى كهف الحوثي وركع تحت اقدام عبدالملك ، هو نفسه من تفرس سابقا هو ونجله عمار في نهب مناطق شاسعة من ارض الجنوب من اهلها في عدن ولحج وحضرموت ومنها ارضية البرتقالة بالمكلا التي باع نصفها فقط بنصف مليار ريال. بالنسبة لعلي محسن والزنداني والديلمي وصعتر وقبلهم حميد كانوا قد فروا من صنعاء قبل هذا اليوم بصورة مهينة ،وهؤلاء جميعا هم من شن الحروب المستمرة على الجنوب بالدبابات والمدافع وبفتاوى التكفير التي لم يتجرأوا على اصدارها بحق الحوثيين الذين الحقوا بهم اشد الاهانة والتنكيل. اليوم يردد الاصلاحيون بخبث ان الجنوبيين يحتفلون مع الحوثيين بذكرى سقوط صنعاء والواقع ان الجنوبيين محتفلين فعلا بذكرى اذلال لمن ساهم في قتلهم ونهبهم وتكفيرهم ،اما ثورة الحوثي فلا تختلف عن ثورة 26سبتمبر وهما- الثورتان- ليستا اكثر من انتفاشة حسب وصف محمد قحطان لانتفاضة الحوثي. وكما لم تحقق ثورة سبتمبر 62 انجازا يذكر، ولم تكسر قيدا من قيود الامام التي مازالت تعمل ،فان ثورة الحوثي لم تسقط الجرعة ولم توفر العدالة بقدر ما اضافت معاناة اخرى لمعاناة شعب عرطة يعاني من الفوضى والظلم والعبودية والقيود والتخلف مع مفارقة انه يطبل للثورتين الوهم ويحتفل بذكراهما في الميادين والاعلام.