لا للاستفتاء!

استفتاء الجنوبيين على تقرير مصيرهم، يمكن ان يكون حلا فقط في حالة واحدة وهي العجز عن اقناع العالم بحق الجنوبيين في استعادة دولتهم ، وتعنت المجتمع الدولي ازاء ذلك ،اما في الوقت الحالي فالمطلوب والطبيعي والمنطقي هو الحوار الندي ،والسلمي الذي يفضي الى استعادة الدولة مع الحفاظ على المصالح المشتركة وروابط العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين البلدين. في ظني ان من الخطا ان نتحدث بحماس عن استفتاء الجنوبيين لتقرير مصيرهم، لأنهم ليسوا اقلية وليسوا طائفة تسعى للانفصال، عن الوطن الأصل (الام)كما هو حال الاشقاء في اقليم كردستان، كما انهم ليسوا مختلفين في هذا الهدف وان اختلفوا في طرق ووسائل الوصول اليه. في الجنوب مايعيق استعادة الدولة ليس الخلاف حول موقف الشعب الجنوبي ان كان مع استعادة دولته ام البقاء في الوحدة فهذه مسألة محسومة. وان كان هناك من يعتقد ان هناك من يمكن ان نسميهم بانصار الوحدة فينبغي دراسة حالات هؤلاء لنتبين انهم ابعد مايكونون عن الانتماء للجنوب. خيار الاستفتاء بالنسبة للجنوبيين حول تقرير مصيرهم ، بقدر ماهو تعبير عن الثقة بتمسك الشعب بحقه في الاستقلال، الا انه كورقة سياسية يطرح للتشكيك بالقضية وتمسك الشعب بها ،وهو ما يعني في مضمونه انه يعطى من باب التقدير وليس كحق للشعب في استعادة دولته التي كانت قائمة ومعترف بها من العالم أجمع. فرض سلطة الأمر الواقع، وبناء مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والأمن ، هي من ستضع الجنوب على الطاولة ، كمفاوض ندي لترتيب امور استعادة دولته، وحل الاشكال القائم مع الشمال، وبما يمكن من الحفاظ على علاقات اخوية ومميزة جدا تحفظ مصالح الشعبين شمالا وجنوبا ،اما الحديث عن الاستفتاء هكذا دون مناسبة فهو بوابة التشكيك اولا في حرب احتلال الجنوب ثم في وحدة موقف الشعب الجنوبي من قضيته، ثم سيأتي التشكيك لاحقا في نتائج هذا الاستفتاء التي لن يقبل بها الشمال وسيتهمها بالتزوير والمخالفة .

مقالات الكاتب