قائد زيد..نموذج للصحفي الميداني
قائد زيد ثابت من أنشط الصحفيين الميدانيين، ممن يعملون بصمت وبلا كَللٍ ولا مَلل في المناطق النائية، وهو عاشق لمهنته ويخلص لها، ولا يتوانى عن اقتحام الصعاب في دروب يافع الجبلية ذات المسالك الوعرة وغير المعبدة متنقلا بيَرَاعه وعدسته هنا وهناك حيث يوجد الحدث لينقله إلينا ويتحفنا بالجديد، ويشدنا إلى موضوعاته المتنوعة والمفيدة والشيقة التي نتعرف من خلالها على جوانب من التراث والتاريخ وعلى ما يعتمل من جهود ونشاطات وفعاليات في مناطق يافع الجبلية، والتي ترتكز منذ سنوات على المساهمات الطوعية للأهالي ورجال الخير في انجاز الكثير من المشاريع، لعل من أهمها شق الطرق الجديدة التي توصل بين قرى يافع الجبلية التي ظلت محرومة منها منذ عقود، كطريق "العوارض" التي تربط مديريتي رُصد وسرار عبر جبل موفجة وجبل آل علي، مختصراً المسافات بين المديريتين، وقد كان ينقل لنا بالتعليق وبالصور أولا بأول هذه الجهود الجبارة التي قام بها الأهالي وحققوا بتعاونهم وتكاتفهم ما عجزت عنه الدولة. وكذا الجهود المماثلة في ترميم وإصلاح الطرق القديمة التي تتعرض لأضرار السيول فتحتاج لعناية وتعهد، وقد لجأ المواطنون الآن إلى رصف الكثير من تلك الطرق الصعبة بالحجارة حتى لا تكون عرضة لجرفها في مواسم الأمطار والسيول، وكذا بناء وترميم المدارس وغير ذلك من الأعمال التي يقوم بها المواطنون وبدعم من المغتربين ورجال الأعمال هنا وهناك في ظل غياب الدولة ومشاريعها، وهو ما تعرفنا عليه من خلال كتابات وعدسة الصحفي قائد زيد ثابت . لقد عرفناه منذ وقت مبكر حين سطع اسمه على صفحات "الأيام"، وما برحت مساهماته تتوالى بين فينة وأخرى في الصحف والمواقع وفي شبكات التواصل الالكتروني، دون انقطاع، وقد تمكن خلال هذا العام أن يخرج بنشاطه الإعلامي إلى فضاء عالمي أوسع، مستفيداً من التطور التقني الذي قرّب المسافات ويَسّر التواصل، حيث قدم عدة مساهمات متميزة في واحدة من أهم الفضائيات هي الـ (BBC) في برنامجها المعروف (أنا الشاهد)، وكانت آخر مشاركاته تقريره الجميل والرائع عن "قلعة القارة التاريخية" في يافع والجهود الأهلية المبذولة في ترميم حصونها ومعالمها التاريخية التي يجب أن تتظافر جهود الجهات الرسمية لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي. وهكذا استحق قائد الشكر والتقدير من فريق برنامج "أنا الشاهد " على ما بذل من جهود في إنجاح البرنامج لعام 2017 م. ومن جانبا نبارك له هذا النجاح المُشَرِّف الذي حققه بجهوده الذاتية وبدون دعم من أية جهة رسمية أو أهلية، ونشد على يديه لمواصلة تألقه وإبداعه، متمنين له دوام التوفيق والنجاح... وقبلة حارة على جبينه مع خالص التحية والتقدير.