العادة السيئة التي يستغلها الأعداء!
لا أتذكر شخصيا مرور مناسبة وطنية جنوبية عزمنا من خلالها على حشد الجماهير الجنوبية في عدن أو في غيرها من مدننا العزيزة لغرض إظهار حجم التأييد الشعبي لمشرع استقلال الجنوب، دون أن تحدث نزاعات ما بين القادة حول مكان الفعالية أو لجنتها التحضيرية أو حتى بيانها الختامي!. هذه العادة السيئة يمكن تقبلها واعتبارها مسألة ممكنة قياسا على معيار أننا بشر من ناحية وقياسا على ما يحدث في حالات مماثلة لنماذج أخرى عربية وحتى غير عربية، وكذلك عطفا على مفاهيم “الديمقراطية” وحرية التعبير من ناحية أخرى. لكن غير المقبول نهائيا أن تستغل هذه الأمور من قبل أعداء مشروع الاستقلال لتجعل منه مدخلا للنفاذ إلى قلب الحركة الوطنية الجنوبية بغرض تمزيقها وتشتيتها، وجعلها تضرب بعضها بعضا!. في هذه الحالة علينا أن ندق ناقوس الخطر في الساحة العامة وفي وجه أولئك الذين “بعلمهم أو بدون علمهم” قبلوا أن يكونوا أدوات سهلة طيعة في أيدي هذه القوى المعادية للجنوب!.. علينا أن ننبه الغافل منهم ونتفاهم معه ونوضح مخاطر ما ينساق إليه وما يراد له أن يكون وسيلته وأداته، وعلينا أن نواجه الذين يعلمون تماما ما يفعلون.. والأنكى والأمر أنهم يقصدونه ويعلمون ما يمكن أن يتمخض عنه!.. هؤلاء في نظري هم أكثر خطورة من خصومنا الذين نعلمهم بالاسم، ونعلم مشاريعهم السياسية، والتي يتحدثون بها علنا في ساحاتنا التي تحررت بدماء الشهداء والجرحى والأبطال من المقاومة الجنوبية، لأنهم ببساطة كتلك الفئة التي رفعت المصحف الشريف ذات يوم في تاريخنا الإسلامي، وقيلت فيه المقولة الشهيرة: “كلمة حق يراد بها باطل”!. شخصيا أتمنى أن أواجه جنوبيا يحمل مشروعا مختلفا عما أؤمن به ويتحدث عن ذلك علانية على أن أتعامل مع من يتخذ وسيلة لضرب مشروعنا الوطني بطريقة غير منظورة! مع أهمية أن ألفت الانتباه إلى أننا في الجنوب نمثل الحالة الفريدة من نوعها في الوطن العربي التي تجعل من قضية الوطن مسألة تحتمل التباين والاختلاف في جوهرها كوطن له هوية وجغرافيا وتاريخ! وهي مسألة أتحدى أن يخرج عليَّ أحدهم ليقدم لي نموذجا آخر منها في أية دولة عربية حققت استقلالها وتحولت إلى دولة معترف بها.